هراء

20 0 0
                                    


داخل دوامة عظيمة تهت في داخلها تماما .. برد شديد يعتصر روحي كأن قطعة من الثلج استولت على قلبي وسجنته في داخلها هذا التفسير الوحيد للبرودة التي تسري في اصالي التي تنجح تارة بالتسرب الى بدني جاعلة من جسدي يرتعش رغم حرارة الجو العالية .

لا اعلم ان كنت اشعر بالصدمة ام بالغضب ,بالقلق ام بالحزن بالراحة ام ان كنت اشعر باي شيء من الاساس .اشعر بتيه كبير كالمرة الاولى التي عبرت فيها الشارع وحدي ..

وكأن حاجزا كبيرا من الجليد قد بُنيَ بيني وبين العالم من حولي اشعر وكأني في مكان بعيد عن جسدي اشهاد هذا العالم ما يحدث لي من دون تأثر وكأن الامر لا يعنيني ابدا . كأني اشاهد فيلم سينمائي رديء لا ينجح حتى في اثارة انتباهي . وكأني في بعد اخر بعيدا عن المكان والزمان الذي نعيش فيهم .

لم اعد قادرة على التأقلم واجراء حوار صغير من بضع كلمات تلك القطعة الجليدية الامنة تشدد الخناق على قلبي كلما فعلت.. اشعر اني سوف اتجمد بسبب كل هذا البرد الذي ينتشر وينتشر في كل مكان .. رأسي تدور بلا هدى لا اجيد التفكير في شيء ما رغم كل الفوضى المسببة للصداع تلك أني ابتعد اكثر فأكثر وقل بالتدريج انتمائي الى هذا العالم الرمادي نعم نعم اراه الان كما لم اره من قبل . رمادي جاف وباهت للغاية وكان لا حياة فيه ولا لن يختلط فيه كل شيء معا بفوضى عبثية . ومواقف واشخاص بلا أي معنى كلما حاولت فهمه او الغوص فيه تصاب بجهل عظيم .

اشعر بأني اغرق التنفس يصبح اصعب شيئا فشيء وكأني القيت الى بركة من الماء لا قاع لها تمتد اعماقها بلا هدى ولا نهاية ويزداد الظلام كلما ازداد ثقل جسدي وغاص في العمق اكثر. لا قدرة لي على طلب المساعدة او على مساعدة نفسي حتى جسدي ثقيل للغاية لا استطيع الشعور بوجود اطرافي لشدة ثقلها ولا اخراج حروف من فمي كلما فتحه لأنطق بعض الحروف تدفق الماء اكثر في جوفي جاعلا اياي اختنق اكثر وجسدي يزداد ثقلا وصوتي يصعب سماعه من قبل أي احد لذا اطبقت فمي تماما واخذ عقلي يحدثني بكل الكلمات القاسية واللطيفة كل المرات التي كنت اتلوى بها في غياهب الظلام على سريري وانا ممسكة بقلبي اخشى عليه ان ينفجر لقوة الالم الذي يشعر به. يريني كيف ضغطت يدي على فمي بقوة رغم ارتجافها كي لا يتسلل أي صوت منه . اتذكر كيف غرزت أظافري في وجنتي لشدة ضغطي عليها وكيف غرزت في باطن كفي حتى نزفت لأتمالك نفسي والكثير الكثير من الكلمات والمواقف المماثلة لا نشاط كافي لدي لأخطها ولا اهمية من ذكرها. اتذكر ايضا الليالي التي كنت احلق بها بين النجوم من فرط الفرح تلك الضحكات الساذجة ,اذكر ايضا اني كنت دافئة ,دافئة للغاية كانت مشاعري دافئة يتفتح فيها ربيع بالحان اغنية ما. وعند اعادة الاستماع لنفس اللحن اتذكر فقط كم كنت دافئة وكم من الصقيع الذي بات يتسلل عبر اذناي الان نحو جوفي. لا يسعني القول الان سوى اني كنت مفرطة الشعور . مفرطة للغاية حتى نفذت مني ولم يعد داخلي أي مشاعر اخرى تجعلني اتفاعل مع الناس والكون من حولي لا مشاعر فرحة ولا حب لا حزن ولا أي شيء وكأني فقدت الشعور تماما الى الحد الذي يجعل تجسيد احلامي المستحيلة واقع لن يزرع بداخلي بذرة من الفرح واحتراق الكون من حولي بأكمله امرا لا يعنيني ابدا

يكفي ان اعيش بطريقة جيدة وحسب ..كما كنت افعل على الدوام , نعم عشت كل سنواتي السابقة بطريقة جيدة لا اعلم ان كان ذلك بسبب فقداني الاحساس بكل شيء ام انها الحقيقة وحسب بكني لم افعل شيء اندم عليه لم اخطئ هل فعلت؟ لا اعلم لم يعد الامر مهما ما دمت لا اشعر به .

هذه الثرثرة الفارغة متعبة اشتاق لأفراطي في مشاعري وانا اكتب حيث كان قلبي يتدفق من بين اناملي على شكل حروف وعقلي يطير بي الى عوالم اخرى بعيدة للغاية كم مضى من الوقت لم افعل به ذلك؟ لا اعلم اشعر اني فقدت جناحاي فلم اعد استطيع الطيران ولم يعد بجعبتي سوى النزول للأسفل لاقتباس بعض الوحل وتشكيله على شكل ثرثرة خاويةلامعنى لها ولا هدف منها وكأني اتقيأ الكلمات مرغمة نفسي على تسطيرها للتعبير عن شيء ما اردت قوله ولا اعلم ما هو فقد تاه في كومة افكاري كما تاه كل شيء وتاهت الكلمات في هذه الصفحة البيضاء الموحشة ...

كلمات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن