كلمات

غيمة

في داخل روحي جزء مصنوع من الغيوم لايزال يحن الى السماء كلما لمح منها نجمة وكلما عانق خيوط الفجر او تأمل قمرا ..

جزء يتوق للتحليق عاليا لرؤية العالم من الاعلى ,لأن يطفو فوق المحيطات ويسابق اجنحة الطير ..جزء يأمل بانه سيتحرر ذات يوم بأن يطير مع اشعة الغروب الحمراء وهي تتسلل بين خصلات شعري البنية ..جزء يشعر انه مقيد في هذا الجسد المادي بانه ينتمي لكل شيء حرّ عدا هذا السجن البشري المليء بالبؤس والالم ..بداخل روحي جزء يتوق للحرية ان يذهب بعيدا عن كل ما ألفه يوما وحتى بعيدا عن راسي المتآكل من ثقل جبال الافكار القامعة فيه والذكريات المؤرقة .. جزء يحب هدوء الليل اضواء الشوارع الليلية والنجوم الصغيرة الخافتة و لحن العصافير الحرة وتمايل الشجر على نسيم الرياح الخافتة في رقصة جميلة ..

بداخلي جزء صنع من الحان الموسيقى من بين تلك الاوتار والمفاتيح البيضاء دار طويلا في عقل عازف انفصل عن العالم ليبحر مع اللحن الساحر ناقلا روحه الى مكان اخر لا يحده مكان ولا زمان واقع روحي يتألف من المشاعر فيجعل كل من يدخل اللحن الى جوفه يطفو الى ذلك الفضاء معه ..يطفو في واقع غير مادي فينتقل بين القلوب العاشقة تاركا عليها اثر ابتسامة خجولة او تنهيدة حزن طويلة ..

بداخلي جزء ينتمي للأحلام حيث لا منطق ولا قوانين تحده حيث كل امنية متاحة كل شخص متاح وكل امل مجاب .

بداخلي جزء يتوق للسلام ..في عالم سعيد لا فقير فيه ولا شريد ولا ابنية مهدمة ولا اسلحة فتاكة ولا تجار موت متعطشين للموت في حجج واهية تقف خلفها الرغبة في السلطة واثبات القوة المزيفة لنفس التهمها النقص والمرض .

بداخلي جزء ينتمي لبغداد لصباحاتها الساحرة لفوضى شوارعها وحزن عيناها للسلام الذي يتبع اسمها والتعب الذي تمكن منها لليالي الجميلة على ضفاف دجلة ورائحة الشاي في ازقتها القديمة وصور الراحلين المنتشرة في كل اركانها ..

في داخلي اجزاء كثيرة لا تنتمي الى بعضها وصراعات لمحاولة فهم ذاتي الصغيرة التي تعيش فيها عوالم كبيرة يطفو فيها رأسي ليلا ويتوق لها قلبي نهارا .وما بينها وبين واقع جامد لا حياة فيه تهت .