البارت الثانى

3.4K 49 47
                                    

☆ الجزء الثانى

يقف أمام النيل ..ذلك المظهر الخلاب .. حيث أن الوقت هو الغروب ، السماء ملبده بالغيوم و تتجه الشمس الى مضجعها بعيدا عن ذلك المكان و قد اكتسبت لونا احمرا براقا كجوهرة نادرة الوجود تنحدر بين جبلين و ترسم أبهى الألوان على الغيوم فتعطى مظهرا رائعا و كأنها لوحه خرافية متقنه الصنع سبحان الخالق جل جلاله

ورغم ذلك الجمال المبهر إلا انه شارد الذهن مشتت العقل بداخله صراع يكاد يشطر عقله الى نصفين بين الصواب و الخطأ ، يجزم انه أخطأ ثم يجد عقله مبررات لما فعل هكذا كان حاله

أخرجه من تأملاته بالنيل و شروده تلك الشهقات الخافته نظر لليمين وجد طفلة صغيرة يتراوح عمرها بين الخمس سنوات و الست سنوات تجلس أمام النيل محتضنه ساقيها و يصدر منها

شهقات مع اهتزار منكبيها ف كل مرة تشهق بها نظر حوله لم يجد أحد ، تقدم إليها و جلس بجوأرها دون النظر إليها لم تشعر بوجوده اطلاقا و كأنها جسد بلا روح عقلها بعيد جدا عن هذا

العالم القاسى فقط كل ما يسمع هو صوت شقاتها الرتيبة تنحنح قليلا لجذب انتباه تلك الشاردة ما ان سمعت صوته انتفضت سريعا وكأن لدغتها حيه سامة أنفاسها تتسارع للخروج

؛ التفت إليها صدم الاثنان ..... لحظات يحاول كل طرف استيعاب انه رأى الآخر .. ملامحه بهتت عندما رائها بتلك الحالة المزرية لم يعدها هكذا من قبل دائما مرحة ، ارتمت ف احضانه مثل الغريق الذى وجد طوق النجاة احتضنها

بدوره يبث لها الأمان .. بعد قليل من الوقت أخرجها من احضانه و كفكف دموعها
اياد : عاملة ايه دلوقتى
هنا : ك ...كويسه
اياد : هشش. ... متخافيش انا معاكى ... بس ايه الى جابك هنا ؟!
هنا : انا نزيت اجيب حاجة من تحت البيت..... لقيت اسلام جاينا يخم عليا زى كل مرة و اخد منى الفلوس جييت وياه و بعدين ضاع منى ف الضيمه و مث ثفته و بعدين جم كلاب و جييت ورايا و بعدين لقيت انى هنا و مث عارفة اروح

أنهت جملتها وانهارت باكيه ف احضانه تناجيه الأمان و هو فم يكن بخيلا ابدا أعطاها الأمان و الدفئ ،يربت على خصلاتها السوداء القصيرة الى ان هدئت .. اصطحبها الى سيارته و أدار

المحرك لمنزله ليهدئ من روعها و بالفعل وصل ابطل المحرك و ترجل من السيارة و بجواره هنا المنكمشة على نفسها وقف أمام منزله شعر بغصه ف حلقه عندما تذكر حديث

تلك الشمطاء و لكنه قرر تجاهل ذلك و الصعود إلى شقته صعد الطابق الرابع وجد زياد يجلس أمام شقته ف انتظاره بدت على ملامحه القلق الشديد ولكن ذهب كل ذلك إدراج الرياح عندما

شاهد تلك الصغيرة ذات العيون الفيروزيه يكاد يجزم انه رائ القمر بتلك العيون ، عينيها كالسحاب بل مزيج خطير بين الأزرق و الفضى تمتم بصوت خفيض " عيناكى كأنها فى الحسن أيه تتلى على قوم ضلوا فاهتدوا "

الحب المستحيل..القدر المحتومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن