الفصل الأول

29.1K 347 4
                                    

في أكبر شوارع القاهرة العريقه وأكبر محلات القماش التي تتكون من ثلاث أدوار يجلس خلف مكتبه الحاج محفوظ ابو توفيق صاحب مجموعه محلات توفيق للقماش والتي يوجد لها فروع في خمس محافظات ويريد التوسع في أرجاء مصر من يراه لا يصدق أنه قد تعدي عمره الخمسون بسنوات قليله حيث كان يتمتع بجاذبيه عجيبه و محافظ علي شبابه وهو حكيم في أفعاله وأقواله ولكن عند غضبه لا يقف أمامه أحد وكلمته مسموعه بين التجار إذ حكم في مشكله يكون علي الطرفين الانصياع له من الذي يقف أمام أكبر تاجر قماش في مصر
طرق علي باب مكتبه جعله يرفع عينيه من علي الأوراق التي كان يقرأها باهتمام دخلت عليه فتاه محجبه ولكنها تضع علي وجهها طن من الميك اب
زفر الحاج محفوظ في ضيق وهو يوجه لها الحديث

الحاج : هو أنا مش حذرتك قبل كدا وقولتك تخفي شويه من الزفت اللي علي وشك دا وإن هنا مكان شغل وبس وابقي اعملي ما بدالك بره الشغل
جاءت تتكلم حتي تبرر له ولكنه لم يعطي لها الفرصه و تابع بغضب أكبر
مش معني إنك بنت أعز أصحابي تسوقي الهبل علي الشيطنه  ولو كان المرحوم ابوكي عايش كان هو اللي منعك إنك تحطي الارف دا
وعشان العيش والملح اللي كلته مع المرحوم ابوكي دي أخر مره هكلمك في الموضوع دا والمره الجايه هنقلك تحت لقسم المحاسبه وتبقي تحت إيد الأستاذ متولي
انتفضت سلوي عندما ذكر الأستاذ متولي حيث أنه لا يرحم أحد في العمل وأيضا قاسي في المعامله 
فقالت رغما عنها : انا أسفه ياعمي وهسمع كلام حضرتك
الحاج بتأفف : رد كل مره ويومين وترجعي زي الأول دا أخر تحذير ليكي واتفضلي قولي كنت عايزه إيه
سلوي : مدير مصنع القماش اتصل وقال إن أستاذ نور رفض يستلم الطلبيه الجديدة ورجعها تاني
وكان عاوز يكلم حضرتك
الحاج و عينيه تلمع بذكاء : وهو متصلش بيا علي طول ليه
سلوي بحيره : مش عارفه يا عم الحاج أنا برضه سألته نفس السؤال بس مردش عليا
الحاج : خلاص اتصلي بيه وقوليله يجيني حالا
سلوي بنبرة تشفي لم تقدر علي إخفائها :
طيب وأستاذ نور أتصل بيه هو كمان
الحاج بنفاذ صبر : اتفضلي اعملي المطلوب منك ومتدخليش في حاجه متخصكيش ويلا علي مكتبك
خرجت سلوي وهي حانقه وتابعها الحاج بعينيه حتى اغلقت الباب تنهد بتعب وقال :
شكلك مش هتجبيها البر يا بنت فريال وشكل الزمن بيعيد نفسه تاني
ثم أمسك هاتفه وقام بالإتصال باحدهم :
الحاج : صباح الخير يا بنتي
أستاذ نور بصوت غليظ نسبيا ورزين : صباح النور يا عم الحاج
الحاج : كنت عاوزك في مكتبي بعد نص ساعه
أستاذ نور : حاضر يا عم الحاج نص ساعه بالثانية وهكون  عند حضرتك
الحاج بتأكيد : عارف إنه هتكوني هنا بالثانية دا إنت تربيتي
نور : طبعا يا عم الحاج دا أنا لحم كتافي من خيرك

الحاج برفض قاطع : أخر مره تقولي كدا لا دا من تعبك وشقاكي وعرق جبينك يا نور  وإلا هزعل منك

نور : أنا مقدرش أزعلك يا ريس ولا أي حد يقدر دا انت كبير تجار القماش وكلمتك سيف علي الكبير قبل الصغير
الحاج بابتسامة رضا : طيب يا باشمهندس مستنيك سلام
نور : في رعاية الله يا حاج
أغلق الحاج محفوظ الهاتف ثم رجع بجسده علي الكرسي و اغلق عينيه وقال :

أنثي برتبة رجل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن