الفصل الثامن

10.1K 314 2
                                    

وقفت وفاء تنظر للواقف علي باب منزلها بصدمه لم تتخيل أن تراها بعد مرور كل هذه السنوات وقفت أسيل تتابع ما يحدث بصمت وذلك ايلين التي خرجت من المطبخ لم يقطع هذا الصمت غير الزائر الغامض وهي تقول بصوت غلب عليه البكاء

وحشتني يا وفاء أخيرا عرفت طريقك

نظرت لها وفاء بصمت ولكن كانت عينيها تتجمع فيها الدموع اقتربت منها ببطء شديدا وكانت أعينهم تجري علي ملامح الأخرى

قالت وفاء ببكاء : نجلاء أختي
ثم دخلن في عناق طويل كان فيه صوت شهقات البكاء هي المسموعه تأثرت أسيل وبدأت عينيها تذرف الدموع أما ايلين فذهبت ووقفت بجوار أمها وهي تحرك يديها علي ظهرها من الخلف حتى تهدأ

قالت ايلين :
خلاص يا ماما كفايه عشان صحتك

نظرت لها نجلاء وهي تمسح دموع وفاء بيديها :
بسم الله ما شاء الله مين القمر دي يا فوفا

ضحكت وفاء بسعاده وقالت :
إنت الوحيده اللي بتدلعيني كدا لسه فاكره

ضمتها نجلاء بحب :
طبعا لسه فاكره ولسه إنت زي ما إنتي قمر

قالت وفاء بعتاب حنون :
وحشتيني يا نجلاء قلبي كان ديما مشغول عليكي
بس معرفتش أخبارك وحتي كمان رقم التلفيون اللي كان معايه معتش بيجمع

جلست الاختان علي الأريكة ومسكت نجلاء بيد وفاء وقالت بحسره :

الزمن جار عليا أوي يا فوفا وكل مني وشبع يلا حسبنا الله ونعمه الوكيل فيه

قطبت وفاء حاجبيها ولاحظت علامات كبر السن التي رسمت علي ملامح أختها والتجاعيد التي ملأت وجهها :

إيه اللي حصل معاكي يا نجلاء بقالي ١٥ سنه معرفش عنك حاجه

قاطع حديثهم جلب أسيل وايلين المشروبات وبعض أطباق الفاكهة

فرفعت نجلاء وجهها ونظرت لهن وقالت بحنان :

أنا عارفه إنكم مش فاهمين حاجه بس أنا ابقى خالتكم نجلاء كنت مسافرة بره مع ولادي وبشتغل مدرسه وقالت لوفاء مين أسيل ومين ايلين

نظرن لامهم باستغراب فقالت :
طيب مفكرتيش واحده منهم نور ليه

قالت نجلاء: عشان أنا قابلت نور قبل كدا وعرفاها

تقدمت أسيل :
أنا أسيل واللي هناك دي ايلين ثم قبلتها علي خديها
منورانا يا خالتو النهارده هيبقي جميل عشان انت معانا

قبلت ايلين خالتها وقالت وهي ترتب علي كفيها :

بجد كان نفسي يكون ليا قرايب وربنا بعتلي خالة زي القمر ثم ضحكت تفتكري ربنا بيحبني واستجاب لدعايا

احتضنتهم نجلاء معا وقالت بسعاده :

ربنا يباركلك فيهم يا فوفا يارب كان نفسي اشوفهم من زمان وارجع وسطكم تاني

أنثي برتبة رجل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن