البارت الحادي والثلاثون ..

49.4K 1K 138
                                    

طالعتها ماجدة بصدمة ولم يأتي اي جمل في ذاكرتها لكي تنفي ما سمعته زينة او تبرر موقفها الكبير ...ظلت زينة تنظر لها ورماديتها تتمتلئ بالدموع وتشعر بانها علي وشك مفارقة الحياة من صدمات امها التي لا تنتهي والتي تحاول بصعوبة نسيانها قالت بصوت خافض ومرتعش ولكن بنظرة حادة رغم دموعها :

- ايه ؟ ساكتين ليه ؟ اتكلمي ، قولي اي حاجة متسبنيش كده ؟ ايه الي انا سمعته داا ، ردييي ؟

ارتبكت ماجدة بشدة ولم تعرف بماذا تجيب او تنقذ نفسها من ذالك المأزق :

- ااانا ... ااانا ..

قالت زينة بقهر ووقفت امامها وهي تكتف ساعديها وتنظر لها بحسرة وسخرية :

- ايه مش لاقية كدبة جديدة تقوليها ؟ بتخدعيني ؟ بتفهمني انك مريضة كانسر وفي اخر ايامك وكل دا كان كدب ؟ طب ليه انا عملت فيكي ايه ، مش راضية توقفي وجع والم فيا ليه ، مستكفتيش باللي عملتيه فيا زمان ، ايه فايدتك من دا كله ، ساكتة ليه يا ماجدة هانم وضحي وبرري لنفسك ؟

زفرت ماجدة بضيق ونظرت في الارض بوجز ..لتنتفض بزعر علي الصراخ الهستيري الذي تصرخه زينة في وجهها ووجها واحتقن بدماء الغضب والحزن وهي تلقي المقعد علي الارض بثوران:

- انتي ايه يا شيخة شيطان ؟ مش بتبطلي وجع وقهر فيا ، دا انا بنتك مش حد غريب ، امال لو مكنتش بنتك كنتي عملتي فيا ايه ، عملتي كده لييييه ؟ انتي عارفة انا فضلت ايااام وليالي ، اعيط واقطع في نفسي عشان وحدة زيك ، كنت فاكرة اني بقسي عليكي وظلماكي في مرضك، ضميري من كتر ما كاان بيأنبني مكنتش بعرف انام ، ابان قدامك بضحك وسعيدة وانا من جوايا نار قايدة وهموت من الزعل عليكي ،وانك جالك المرض دا ، لما كنت بشوفك وانتي من غير شعر بمحي من ذاكرتي كل الي حصل زمان في دقيقة وابقي نفسي احضنك واحس بحنانك،، وبين حيرة انسي الي فات واسامحك ، ولا افضل زي ما انا ، حاولت انسي الي حصل زمان لكن معرفتش ، واخرة دا كله تضحكي عليا بانك مريضة كانسر ، بتستفادي ايه من عذابي هاااا..؟

لم تهتز معالم وجه ماجدة تتابع انفعالاتها وكل ما يأتي في بالها انها خسرت المال التي كانت ستحصل عليها من مصالحتها مع زينة ولم تكترث لصراخها وعتابها بها فقط كانت تنظر لها بشرود وتحاول وجود فكرة اخري لتستولي علي ما هي عليه ...اكملت زينة وهي تجذب الطرحة التي تغطي بها رأسها لتضح بان الصلعة التي كانت تصعها كماسك في رأسها مزيفة لتمزقها زينة بغضب وينسدل شعر ماجدة الذي كانت تخبئه ...رمقتها بغضب كبير واكملت :

- انتي اييييه ؟ نفسي افهم بتعملي كده لييييه ؟ كل دا عشان خاطر الفلوس ، ملعون ابوها خديها كلها اشبعي بيها مش عايزاها ، بتوجعيني وتقهريني عشان شوية ورق ، كل الاطفال الي كانوا في سني وانا صغيرة لما سبتيني ، بيبقي نفسهم في عروسة لعبة ، يروحوا الملاهي ، حاجة بيحبوها ، فستان جديد ، انا كنت غيرهم تمامآ ، كان ابسط احلامي اني القي الدفا والحضن والحنان بتاعك الي حرمتيني منه ، رغم ان بسببك فضلت مشلولة قاعدة علي كرسي متحرك اربع سنين بحالهم ومكنتش بلعب ولا بخرج زي باقي الاطفال ومكنتش بروح المدرسة عشان خايفة حد يتريق عليا او يرخم عليا ويزقني بالكرسي من علي السلم ، وكنت بمتحن منازال ، بقا عندي صدمة وقهرة وانهيار بسببك ، بس رغم كل دا كنت بدعي ربنا دايمآ ان قلبك يحن ليا ، وتيجي تشوفني ولو مره واحدة بس احضنك واعيش الحنان الي كنت بحسد غيري عليه لما كنت بعيا مكنتش بشوف اغير بابي الي سهران جمبي لحد مخف مش العكس ،،لما كنت اكلمك في الموبيل تزعقلي وتقوليلي انا مش بحبك ومش عايزاكي ..لحد لما غيرتي نمرة موبيلك وبعدتي ومجتيش تزورني ولو مرة واحدة بس وانا طفلة محتاجة لامها ،،،،

عشقت ابنه عدوي(جاري التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن