الميلاد

109 6 0
                                    

ليست بداية
الميلاد هو ليس لحظة البدء في حياة الإنسان . . انه بداية فصل جديد في تاريخه ، وما قبل ذلك إرهاصات وجذور . . ارهاصات تشبه مخاض السحب قبل أن تنهمر غيثاً ومطرا . وفي حياة الزهراء فاطمة . . أسرار اكتشف الضمير الإنساني بعضها وظل البعض الآخر في غياهب المجهول . . مثل لؤلؤة في صدفة في قعر بحيرة رائقة . ويحار المرء وهو يبحث عن بدء فاطمة . . عن البداية والجذور . . عن ارهاصات ذلك الحضور الانثوي . . لسيدة كل إمرأة في التاريخ . فهل كانت في الاسماء التي امتحن بها الملائكة ) يوم عطس آدم وقال : « الحمد لله رب العالمين » ؟ ونوراً في الجنّة نظرت إليها حواء بعين فيها حسد بشري عندما أكلت من الشجرة الممنوعة ) . وكلمة تلقاها آدم في الأرض فتاب عليه ، واسماً مقدساً توسّل به نوح يوم انفتحت السماء بماء منهمر ؟ ) . والمسمار الثالث في السفينة عندما حمل الله نوحاً على ذات ألواح ودسر » » وفي اللوح المقدس في سفينة الانقاذ التي كانت تشق عباب المياه الغاضبة ؟ حتى اذا قيل : « يا أرض ابلعي ماءك وياسماء أقلعي وغيض الماء واستوت على الجودي » ، ظل اللوح يقاوم عاديات الزمن ليظهر بعد آلاف السنين في « جبل قاف » ، وكان اسم فاطمة مكتوباً بلغة شعب عاش قبل الطوفان .ان لفاطمة سرّاً مكنوناً . . سرّاً يعرفه ابراهيم خليل الرحمن في اللحظة التي تلقى فيها كلمات من ربه فاتتهن . وفاطمة هي الفتاة « المتسربلة بالشمس والقمر ، تحت رجليها وعلى رأسها أكليل من اثني عشر كوكباً » ( ۲ ) . وهي التي « ولدت ابناً ذكراً عتيداً يرعى جميع الامم » ( ۳ ) . وهي فاطمة « امرأة فاضلة . . وقور . . ويأتي النسل من هذه المرأة » ( 4 ) وهي فاطمة و « نسل هذه المرأة سيواجه المخاطر ، والتتين سيقاتل باقي نسلها الذين يعملون بوصايا الله » ( ه ) . والاكليل الذي على رأس المرأة اشارة القيادة ، والاثني عشر كوكباً هم اسماء الرسل » ( 1 ) وحده محمد  يعرف سرّ فاطمة . . وحده يعرف أسرار تلك السيدة يعرف البداية والظهور . . يعرف الجذور . من ثمر في الجنة كانت البداية . . من تفاحة وسفرجلة ومن كل ما انبتت تلك البقاء الخالدة في عالم بعيد . . عالم لم يكتشفه سوى الأنبياء . من هنا جاءت فاطمة . . حورية انسية ، انها فتاة من الجنّة . . أو حورية من أهل الأرض . . هكذا قال محمد . في زمن الأسراء . . ولدت الزهراء . . في لحظات بعيدة عن الأرض بكل انشدادها . . بعيدة عن المادة بكل ثقلها . . هناك انعقدت نطفة لمولود سيولد في الأرض فالعناصر التي كوّنت فاطمة سماوية وأرضية . . كائن طيني مضمخ بعبير جنات الفردوس . عناصر مشتها السماء بالنور ، فكانت فاطمة . . النموذج والمثال . . نموذج المرأة الكامل . . ومثال الإنسان عندما يكون انثى . . من أجل هذا كان محمد الله عندما يشتاق الى الجنة يقبل ص . .فاطمة . . يشم أريج الزهراء . . فيها رائحة الجنة . . نكهة التفاح ، وعبير السفرجل وطيب النخيل ؛ وفيها لكل الثمار الخالدة ) حضور في ذلك الكائن الرقيق . . الذي تجسّد في فاطمة . .

فاطمة حوري الارض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن