لؤلؤة في الأعماق وتدب الحياة في احشاء الرحم . . وتتألق فاطمة في قلب الظلمات الثلاث كلؤلؤة مخزونة بالبريق السماوي . | بدأت فاطمة تنمو كلؤلؤة في حنايا صدفة ؛ تألقت فاطمة جنيناً خفيفاً شفافاً مليئاً بالنور . . حملاً مباركاً . . كانت خديجة تحسّه . . تستشعر السعادة فيه . . فاطمة في قلب خديجة في روحها . . لؤلؤة نقية في حنايا مُدّفة مليئة بالنور . . وينمو الجنين . . ومن اعماق الرحم تسمع خديجة جنينها يتحدث . . كلمات طفولية تبدد وحشة القلق عن أم مالها من قرار . . عن زوجة عصفت بزوجها النوائب والأيام . تريد أن تطفئ النور القادم من أغوار السماء . . خديجة خائفة قلقة حزينة فتقول فاطمة بلغة فيها طهر الأجنّة المباركة : يا أماه ! لا تحزني . . ان الله مع أبي !
المباركة اطلت لحظات الميلاد . . آن لفاطمة أن تتألق في السماء الدنيا ، آن لحورية الأرض أن تولد . . أن تدب في الحياة لتبدأ رحلة العمر في كوكب الحوادث . . في الكوكب المفعم بالحياة . وقال الأب العظيم للأم وقد بدأت آلام المخاض : هذا جبريل يبشرني انها انثى ) . . امّاً لأحد عشر كوكباً . وفي ذلك الصباح المفعم بالأنوار . . كانت حجرة خديجة زاخرة بالسلام . . هدوء وسكينة . . وفرحة وانتظار . . فاطمة تطرق أبواب الدنيا . .وخديجة وهي تنوء بآلام المخاض تفكر . . تفكر فيمن تستدعي من القوابل . . وعلى من ترسل من نسوة مكة ؟ . وفي لحظة مليئة بالنور زاخرة باجنحة الملائكة ولجت الحجرة نسوة أربعة ) قدمن من أعماق التاريخ . . نسوة طاهرات وسيدات ما خلق الله أفضل منهن جئن المباركة خديجة . . ستولد سيدة النساء ( ۴۲ ) . . لها تسعة أسماء ( ۳ . قالت إمرأة أنجبت في الأرض الأجيال البشرية . . امرأةتحملت آلام الميلاد البشري على سطح الكوكب . قالت : انا امك حواء . . وقالت إمرأة تحملت الام الايمان . . آلام مواجهة الفرعون . . امرأة امتلأ قلبها بالنور قالت : أنا آسية وقالت إمرأة ثالثة : أنا كلثوم أخت موسى . . موسى ابن عمران . وقالت السيدة الرابعة : أنا مريم أم المسيح عيسى . . أنا العذراء البتول . . قالت سيدات التاريخ : جئنا لنلي من أمرك مايلي النساء ( ۱ ) . . جئنا نبشرك بميلاد فاطمة . . سيّدة السيدات . وامتلأت حجرة خديجة بالنور . . وعبير الجنة يدور في الفضاء ؛ يملأ الصدور بالرضا والسعادة . . وفي لحظة مفعمة بالألم المقدس والعذابات . . عذابات المخاض والميلاد ظهرت لؤلؤة الجنّة طاهرة مطهرة . . ولدت فاطمة ساجدة . . رافعة أصبعها : ان الله واحد لا شريك له ( ۱ ) . . وظهرت حوريات عشر يحملن الأباريق والمناديل البيضاء ( ۲ ) . . وترقرت مياه الكوثر من أباريق الجنة تسكبها أيادي بيضاء لفتيات لم يطمثهن انس ولا جان . . وقالت حوّاء : خذيها ياخديجة طاهرة مطهرة زكية بورك فيها وفي نسلها . وفي اللحظة التي وضعت فيها خديجة حلمة الثدي في فم دقيق تفجرت ينابيع الأمومة كأقوى ما تكون . . لم تكن فاطمة لخديجة بنتاً فحسب . . كانت كل شيء . . كيانها أمانيها وأحلامها . . وهديتها لزوجها المعذب المقهور من أجل هذا أرضعت خديجة فاطمة ولم تفعل ذلك الغيرها من قبل . وهكذا ولدت فاطمة . . ولدت ولها تسعة اسماء . فهي فاطمة لأنها الله فطمها من شرور الأرض وهكذا أرادها الله . . وسمّاها فاطمة . وهي فاطمة لأن الله فطمها واحباءها وذريتها من النار ( ۳ ) . وأراد الله لها أن تكون حوراء في الأرض ( 4 ) . . حوراء آدمية اين منها حوريات الجنّة ؟ ! وفاطمة صديقة كمريم . . صديقة كالنبيين ؛ وفاطمة صديقة لأنها فاطمة ، وقد شهد الصادق الأمين بذلك ( ۱ ) . ومن أجل ذلك لا يغسّلها الأصدّيق ( ۴ ) ، وفاطمة « هي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون » ( ۳ ) . وفاطمة ولدت طاهرة وظلّت طاهرة بيضاء . . نقية الثوب . . بيضاء كحمائم السلام . . بيضاء كالثلوج في القمم السامقة . . بيضاء كربائب الغمام تطوف في زرقة السماء . . بيضاء لأنها طاهرة . . طاهرة لأن الله أراد لها الطهر . غسل عنها أدران الرجس ، وطهرها تطهيرا .وأرادت السماء لفاطمة أن تكون بتولا ( ۱ ) كما أرادت ذلك المريم من قبل . لقد ولدت العذراء المسيح عيسى ، وكانت فاطمة تتبتل كل ليلة ، كانت عديلة مريم . وبارك الله في فاطمة فجعلها كوثراً لمحمد وامتداداً الذريته . فقد جعل الله ذرية كل نبي في سُلبه وجعل ذرية آخر الأنبياء في صلب علي بعل فاطمة وكفئها الوحيد . وكانت فاطمة الزهراء زهراء يشع وجهها نوراً اذا وقفت تصلي في المحراب . . تتألق عيناها النجلاوان ويضيء جبينها ، وتستحيل الى نجمة ، تومض للسماوات كما تومض الكواكب للأرض " .هكذا خلق الله فاطمة ؛ صدّيقة مباركة ، طاهرة طيبة زكية زهراء محدّثة وراضية مرضية