غضب السماء ويسعى الشيخان يسترضيان فاطمة . . فلعل الزهراء فاطمة ترضى عنهما . أوليس رضا فاطمة هو رضا محمد ، ورضاه رضا الله ، وحبها حب لمحمد وحبه حب لله ؟ أجل . . اعترف الحاكمون . . لقد سمعنا ذلك من رسول فتقول فاطمة حينئذ . . لتشهد السماوات والملائكة ائي غاضبة . . « ولئن لقيت النبي لاشكونكما اليه » . . وتأتي أم سلمة لعيادتها فتسألها عن آلامها فاذا هي شكوى من ظلم ، وتأوهات من أحقاد بدرية ( ۳ ) وثارات أحدية مختبئة وراء ستائر النفاق وتتدهور صحتها من سييء الى أسوأ ويذبل جسدها النحيل حتى لم يعد لروحها العظيمة فيه قرار . . وحتى يعود « العباس » ولم يحظ بزيارتها لثقل حالها ) . ها هي الزهراء تخطو باتجاه النهاية . . نهاية كل الحيوات وحتى لا تتحطم القلوب الصغيرة قالت لابنيها سبطي محمد إذهبا الى المسجد ( ۲ ) . . واستغرقت في صلاة الرحيل . وقالت لأسماء : استريني سترك الله . . وصنعت « زوج الطيار » لها نعشاً كانت قد رأته في الحبشة في الجانب الآخر من البحر الأحمر . . فكانت فاطمة أول من صنع لها نعش " في تاريخ الإسلام .ولما رأت فاطمة الزهراء نعشها ابتسمت ( ۱ ) لأول مرة في عمرها القصير بعد رحيل الرسول . . محجبة هي فاطمة . . محتشمة هي الزهراء في حياتها ووفاتها ؛ تدعو بالستر لمن يسترها . وتغتسل « الطاهرة استعداداً للرحيل ، ثم توصي الا يغسلها بعد الموت الاعلي واسماء ) . وفي اللحظات الأخيرة سمعت الزهراء تتمتم : السلام على جبريل . اللهم في رضوانك . . وجوارك . . ودارك دار السلام "