احتفال في السماء وفيما كانت المدينة تستعد للاحتفال بالزواج الخالد بدأت احتفالات السماء ، وقد هبط جبرئيل يحمل إرادة السماء تقضي باجتماع علي وفاطمة تحت سقف واحد . . لتتحقق سورة الكوثر ويعم الخير جميع البشر . وكان صداق فاطمة في الأرض درعاً باعها علي باربعمئة وثمانين درهما ) ، وصداقها في السماء الشفاعة للخاطئين ، وعلى ربع الدنيا فلا مكان لمن يبغض
فيها فاطمة ( 1 ) ولم يكن جهاز فاطمة سوى قطيفة مخملية ، وقربة ووسادة من آدم حشوها ليف أو أذخر ، ورحائين وجرّتين ، وكانت القطيفة لا تكفي لشخصين ( ۳ ) . وفي السماء كان جهاز سيدة النساء ، أن نثرت أشجار الفردوس الحلي والحلل . . تساقط فوق أرض الجنّة . . تغمر حوريات الجنّات يتزيّن بها سكان العالم العلوي ) .وأحدقت الملائكة ، وزخرفت الجنان ، ورقصت حوريات الجنة ، وغنّت الطيور ونثرت شجرة طوبى اللؤلؤ الرطب ، والدرّ الأبيض ، والزبرجد الأخضر ، والياقوت الاحمر والمرجان . وفي الارض زقت فاطمة الى منزلها الجديد . . . آخر الأنبياء يتقدّمها ، وجبريل عن يمينها ، وعن يسارها ميكال والآف الملائكة خلفها . . يسبحون الله ويقدسون حتى مطلع الفجر ؟ ) . وفي منزل فاطمة الجديد قال الأب الكريم لابنته الطاهرة : ائتيني بماء . . فلما جاءت به أخذ رشفة فنضح في صدرها ثم بين كتفيها وعلى رأسها وقال : « اللهم اني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم » .ونضع الماء على رأس علي وفي صدره وبين كتفيه وقال : « اللهم أني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم » . وقال له : ادخل بأهلك باسم الله ( ۱ ) . ودعي المسلمون وأهل المدينة الى الوليمة فأكلوا حتى شبعوا ، وشربوا حتى ارتووا . وكانت وليمة علي على فاطمة أفضل الولائم ( ۲ ) فقد باركها آخر الأنبياء وباركتها السماء . وتنتقل السيدة فاطمة وهي اعظم سيدة في التاريخ الى بيتها الجديد . بيت متواضع وبسيط ، فراشه رمل ليّن ، مشجب الثياب لا يعدو أن يكون سوى خشبه تمتد من جدار الى جدار ، وأهاب كبش ، ووسادة ليف وقربة ماء " .