فدك . . هدية السماء اللى فاطمة ونصر الله رسوله في خيبر ، وأعطى فدكاً الى ( 1 ) فاطمة ؛ هدية من عنده مباركة طيبة . ولم تكن قدك أرضاً للنخيل . . كانت وطناً . . كانت كل الوطن الإسلامي . . تنمو بنموه ، وتضام بضيمه . وتغيب فاطمة . . تنصهر في محرابها بين يدي الوجود الواسع الكبير . . تغيب فلا يظهر منها الا ما يشع من بين سطور الآيات . . أو ما يلهج به سيّد الكائنات ، أو يشف من شذى روحها في المنعطفات . . منعطفات التاريخ . مستورة هي فاطمة . . في هدوء القمر وسطوع الشمس ( فرت غماماً ) . . وليل قصتها يلامس جفنة العجين ووجهها الأزهر يشبه وجه الأنبياء " . مستورة هي . . كما البنفسج . . حياء وتواضع . . شذاه في كل مكان هو فيه وشخصه لا يعرف له مكان . إبحث عن فاطمة فلن تجدها في الاسواق ولا في أندية اللغو ولاتحت الاضواء . . . فاطمة في المحراب . . ساكنة أو تتلو الآيات . . . قانتة لله . . وجهها يضيء للسماء . . يتألق في عالم الوجود . . نقطة مغمورة بالضوء . . ضوء عجيب ليس من شمس ولا من قمر . . . ضوء يشبه ما يسطع في النفوس المؤمنة ، والقلوب المطمئنة والصدور المفعمة بالسلام . وتدور الأيام . . وفاطمة تصلي في المحراب قانتة لله ، وربما ذهبت الى سفوح أحد تزور الشهداء ، فتجثو عند سيّد الشهداء تترحم عليه ) وتستغفر له . وفي مكة لما جاء نصر الله والفتح انتصرت لبعلها لا تأخذها في الله لومة اللائمين . وفي الغدير . . غدير خم ، وقد عادت من حجة الوداع سمعت أباها يهتف في سمع التاريخ : من كنت مولاه فهذا علي مولاه . . اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) . غابت فاطمة الآ ماشع من اسمها في الآيات . . في المباهلة ، وقد جاء الموكب من نجران يجادل النبي في طبيعة المسيح . فقال الله لرسوله : « قل تعالوا ندع أبناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين » ( ۳ ) . فظهرت فاطمة من بين نساء الدنيا تباهل الوفد. النصراني ) . ولعل الاسقف رأي في فاطمة مريم ابنة عمران . وشع اسمها في سورة الدهر . . سورة الانسان . . لما صامت فاطمة وفاء بالنذر ، فهبط جبريل يحمل ( ۲ ) « هل أتي » هدية من عند الله . . ادخرها لعباده الابرار . . في جنة عرضها كعرض السماء واينة من فضة . . وقوارير . . ومن كل شئ الا من حور العين فلم يأت لهن ذكر . . ربما إكراماً لفاطمة . . اجلالاً لحورية الأرض .
