نداءات الرحيل ويدوي نداء الرحيل الى الملكوت الأعلى ، فجسد النبي الكريم يغلي من الحمى . وتلتزم فاطمة أباها . . تتألم لآلامه وتذرف الدموع غزيرة من أجله . تتذكر فيه امها الرؤوم خديجة . . تتذكر الدفء والحب . ومنذ هوى النبي في الفراش وابنته قربه لكأنها تحاول أن تدفع عنه غوائل الموت . لا يعرف آلام النبي ( 1 ) الا فاطمة ، لقد شهدت اللحظات الأخيرة من حياة أعظم الانبياء .وأراد النبي أن يسرّي عن ابنته . . ان يزيح عن قلبها كل هموم الفراق الوشيك . . ها هو يخبرها أنها أسرع أهل البيت ( ۱ ) لحوقاً به . . لن تمكث الآ اياماً معدودات ثم يلتئم شملها مع الأحبة . وسمع علي اصواتاً ملائكية ( ۲ ) . . فيها صوت حزين لعله كان صوت جبريل وكانت فاطمة تودع أباها العظيم . . تودع الإنسان الذي كان حلقة الوصل بين الأرض والسماء . و لن يهبط جبريل بعد الآن ، وهتفت فاطمة : انقطع عنا خبر السماء ( ۳ ) . وعندما عرجت الروح الى بارئ الروح ؛ قال علي : أعظم الله أجوركم في نبيكم ، فقد قبضه الله اليه . ونادت الزهراء بلوعة فيها يتم مرير : واأبتاه ! الى جبريل (تنعاه ، واأبتاه أجاب رباً دعاه . لقد ولى زمن السلام ، وانقطع بموت محمد لله مالم ينقطع بموت غيره ) . | وستغادر الفرحة فاطمة ، ولن يرى أحد لفاطمة ابتسامة بعد الآن ؟ ) . . الأمرّة واحدة عندما كانت على وشك اللحاق بابيها الراحل .