وعندما زفت الزهراء اجتمع كل الاثاث والجهاز فكان قميصاً ، وخماراً وقطيفة خيبرية ، وسريراً مزملاً بشريط وفراشين من كتان مصري ، حشو أحدها ليف وحشو الآخر من صوف وحصيراً هجرياً ، ورحا ، ومطهرة مزقتة ، وكيزان خزف . هذه هي دنيا فاطمة ؛ سيدة المدينة والعالم بأسره ، دنيا أبكت سيّدنا محمد ؟ فقال : اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف زقت فاطمة ، وماتزال شذى الأناشيد والأهازيج يملأ فضاء المدينة وكتب التاريخ : سرن بعون الله جاراتي واشكرنه في كل حالات واذكرن ما أنعم ربُ العلى من كشف مكروه وآفات فقد هدانا بعد كفر وقد أنعشنا ربُ السماوات وسرن مع خير نساء الورى . فدى بعمات وخالات يا بنت من فضله ذو العلى بالوحي منه والرسالات فاطمة خير نساء البشر ومن لها وجه كوجه القمر فضلك الله على كل الورى بفضل من حُض بأي الزمر زوجك الله فتى فاضلاً أعني علياً خير من في الحضر فسرن جاراتي بها إنها كريمة بنت عظيم الخطر ويضيء منزل علي ، تضيئه شموع الروح ، ويضيئه وجه الزهراء حورية الأرض ، التي تملأ البيت الصغير دفء الكلمات وشذى من عبير الجنات . . جنّات الفردوس
وانصرفت الزهراء الى حياتها الجديدة ؛ في ظل الزواج الخالد ، ولا تسل عن فرحتها عندما كفل زوجها ماوراء الباب ، فمملكة المرأة بيتها ، وسلوتها أعمال المنزل وجهادها حسن التبعل . ويدرك علي ان الزهراء بضعة سيدنا محمد له وجزء من كيانه وجوهر لوجوده ؛ فلم يؤذها ولم يكرهها على أمر . . . وكانت الزهراء مثال الزوج الطيبة تمتثل لارادته في كل شيء ولم تعص له أمراً أبداً . واضحت الزهراء في نظر علي وجهاً ملائكياً يبدد عند رؤيته الهموم والأحزان . فكان أسعد لحظاته في الحياة ، اللحظات التي يقضيها. مع زوجه البتول . ونهضت السيدة فاطمة بأعباء المنزل الكثيرة لوحدها ، ولم تغادر منزلها دون أذن زوجها أبداً ) .