خير النساء وفي المسجد يتساءل النبي له عما هو خير للنساء ؟ ويلوذ أصحابه بالصمت . ويعود علي الى منزله يسأل فاطمة يسألها لأنها تمثل المرأة منذ خلق الله حواء ، وتجيب فاطمة عن السؤال الصعب فتقول : خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن . ويسأل النبي علياً : من علمك هذا ؟ قال : فاطمة . فيقول آخر الأنبياء : انها بضعة مني . ويستأذن عليها رجل أعمى ، فتحجبه ، فيقول النبي : لم حجبته وهو لا يراك ؟ فتجيب السيدة المحجبة : إن لم يكن يراني فأنا أراه ( ۱ ) . تلك هي فلسفة فاطمة في الحجاب والحشمة والستر . وتعيش البتول حياتها زاهدة حتى الكفاف ؛ بل دون الكفاف . فقيرة دون مستوى الفقر بكثير . . وما أكثر الأيام والليالي تطويها جائعة . وربما اصفر وجهها المضيء تفرّ منه الدماء . . يعكس بجلاء جوعاً رهيباً . . جوعاً يحيل الجسد الآدمي الى حطام . هكذا عاشت فاطمة تعاني شظف العيش ومرارة الحرمان . وإذا كان أهل الأرض في غفلة عن جوع فاطمة . . آلامها وعذاباتها ، فأن الملائكة كانت تمجد صبرها العظيم وزهدها العميق . من أجل هذا أنزل الله عليها مائدة من السماء تكون لها رزقاً وتكون لها مجداً . ويتساءل علي وقد مسّه الجوع ، ورأى عندها جفنة تفور بطعام مبارك قائلاً : اني لك هذا ؟ ! فتقول فاطمة : هو من عند الله . . ان الله يرزق من يشاء بغير حساب .