سطوع الروح . . ذوبان الجسد وتذوي وردة الحياة في دنيا فاطمة . . وتشتد روحها سطوعاً . وها هي على اعتاب الرحيل . . لم يعد أحد يراها تذهب الى البقيع . فلقد ضعف الطين عن حمل الروح العظيم . وجاءت نسوة من الأنصار والمهاجرين أردن عيادتها والسؤال عن صحتها فقلت لها : كيف اصبحت من علّتك يا ابنة رسول الله ؟ ولكن فاطمة وهي تضع أصبعها على العلّة الكبرى ، والجراح النازفة ، فتدين عصرها . . عصرها الذي خذلها فخذل الحق . . وقهرها فقهر . أعلنت فاطمة إدانتها لدنياهن . . أعلنت غضبها من أولئك الرجال . . بعد أن سبرت غورهم . وادركت استغراقهم في اللعب بعد الجد . . بعد أن لمست في قلوبهم الانحراف « لبئس ما قدمت لهم انفسهم آن سخط الله عليهم » . ولكن فاطمة لم تسكت الا بعد أن حملتهم المسؤولية فيما حدث ويحدث . سوف لن يغسلوا العار الذي لحق بهم بخذلان فاطمة . . الذي يعني خذلان الحق . . وقهر الحقيقة . | فاقصاء علي لا يعني اقصاء رجل . . انه يعني خسراناً مبيناً . . يعني حرمانهم من ينابيع الخير . . حرمانهم من ميراث الأنبياء ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض » ( 2 ) . لقد بدأ زمن الكوارث . . لقد لقحت الجراثيم . . ولم يبق الا (الترقب . . ولسوف تنبعث الجراح دماً عبيطاً . . ويأتي زمن الخرائب . . وسوف تكتشف الأجيال . . خطايا الأجداد . . استنبعث الخناجر المسمومة . . والسيوف القاسية . . خناجر لاتعرف الا الطعن . . وسيوف لا تكف عن الذبح . . وستصبح هذه الأمّة أوصالاً مقطعة وأحاديث . ويومذاك لا ينفع ندم ولا بكاء ، فياحسرة للعباد . ويمتنع بلال عن رفع الأذان اشفاقاً على فاطمة ففي كل مرّة يذكر فيها اسم محمد . . تسقط فاطمة غائبة عن الوعي وتطلب منه الزهراء أن يرفع الأذان فيقول : يا سيدة النسوان انني اخشى عليك مما تنزلينه بنفسك