هاهي فاطمة تخطو باتجاه وطن دافئ . . بقعة طيبة هوت النور القادم من الجبل . وتأوي فاطمة الى بيت في المدينة هو بيت أبي أيوب فتجد في والدته الطيّبة نفساً عالية وايماناً . وتجد المرأة المدنية في بنت محمد مثالاً للفتاة ، كأجمل واسمي ما يكون وجدت فيها سيّدة صغيرة . . تفوق بكثير ستها وهي قد ناهزت الحادية عشرة من ربيع العمر . . طيبة ونقاء ، وسمو ورفعة وجلال ، وشفافية ، تنم عن روح لطيفة في إهاب جسد لطيف . عينان وسيعتان تتألق فيهما نجوم ونجوم . . وشبه عظيم بين الأب وأبنته . . في الشكل والصورة والمثال حتى في الكلام وفي تلك الحالة من الطمأنينة السلام . وتمضي الأيام ويرفع النبي و القواعد من المسجد ليكون رمزاً لثقافة جديدة وعصر جديد . . ويبدأ النبي المهاجر الذي فقد زوجه الوفية منذ أعوام . . يبدأ في تأسيس مجتمع جديد . . مجتمع يزخر بالنشاط والحياة . ويستأنف النبي حياته الزوجية باقترانه مع سودة ثم أم سلمة وتنتقل فاطمة الى بيت أم سلمة وقد فوّض اليها أمر وتكتشف أم سلمة في هذه السيدة الطاهره الفتاة المثال والسيدة الكاملة فتقول : « فكنت أودبها وأدتها ، وكانت والله آدب مني وأعرف بالاشياء كلها » ( 1 ) تلك هي فاطمة سيدة كاملة أنضجتها الحياة ، وصهرتها الحوادث ، ونحتتها السماء مثالاً مشرقاً لكل النساء