🌸الفصل الثاني 🌸

259 13 7
                                    


💙💚❤💜💛
✴✴✴✴✴✴✴
نظرت بارك اون جو الى شاشة الهاتف مستمعة الى رنينه.....بينما كان يضيء كانت هي شاردة الذهن ...كان المتصل شخصا أسمته "الوحش" ...لم تكن راغبة في الرد....سيستمر بالرنين لاكثر من اربعة او خمسة مرات ثم ...سيصمت ....نهضت متوجهة الى الحمام حتى تنظف ماعلق بوجهها من مخلفات النوم ...مررت اصابعها تحت الماء وتحسست برودته ،رفعت رأسها ونظرت الى ما تظهره المرآة ....اتسعت حدقتا عيناها وهي تشاهد وجهها الشاحب ...عاد قلبها الى الخفقان بشدة وشعرت بوخز يؤلم صدرها ....وضعت يدها فوق صدرها لتتحسس نبضه الشديد ...أغمضت عينيها لثواني وهمست " بارك اون جو...اهدئي ....اهدئي ....اهدئي" استنشقت الهواء الرطب ببطئ ثم زفرت بقوة ثم أسرعت بالاستحمام وتغيير ملابسها ، اخذت ڨيتارها الاحمر مذهب الاطراف و خرجت لتقديم دروس خصوصية في الموسيقى لاحد الاطفال .
  ✴✴✴✴✴✴✴
⭐مطار⭐ سيؤول⭐
وقفت شابة عشرينية وسط عدد هام من الاشخاص الذين يترقبون قدوم احباءهم ، تكلمت بغضب واضح وهي تمسك بهاتفها " أخبرتك الا تفعل هذا بي اخي ...لا املك الوقت لمثل هذه الاشياء ...ااااي ...حسنا هيا ...اغلق ...لقد وصلت الطائرة ويجب  ان ارفع اللافتة ليتعرفو  علي ..حسنا هيا الى اللقاء " تمتمت تحدث نفسها " ايييتش تجعلني اصحح اخطاءك مجددا .... بينما انت تقبض المال ...أجلس انا للمراقبة "
رفعت اللافتة التي كتب عليها بخط رديء " المرحلون من فرنسا "   تدافغ الاشخاص من حولها و اتجهوا للقاء من انتظروهم ،اما هي فقد ظلت تراقب عناقهم وقبلاتهم رافعة لافتتها بقلق واضح ...أيعقل انها اخطأت الموعد !؟...مطت شفتيها بملل ...آلمتها ذراعاها ولم تعد قادرة على  مواصلة رفعها ...لكنها أصرت  على الصمود والانتظار ...اتسعت عيناها بدهشة وهي تراقب ثلاثة رجال قادمين نحوها ..ارتعدت فرائسها ...دمدمت " أيعقل ان ....يكونوا بهذه الوسامة ..."
كان الاول يرتدي  قميصا ازرقا  و بنطالا اسودا اظهر طول ساقيه ، وكان شعره قصيرا تناثرت خصلاته على جبينه في تصفيف مميز ،اما الثاني فقد كان يلبس بنطالا من الدجينز الازرق وقميصا رياضيا ابيضا اظهر  ضخامة عضلاته ،بينما الثالث حاول اخفاء بطنه المكور بواسطة قميص اسودا تم تنسيقه لبنطال رمادي ...استغرقت بعض الدقائق حتى تتمالك نفسها ،وقف الثلاثة قبالتها ، تقدم الاول نحوها وامسك باللافتة وهو يقرأ ما كتب عليها "المرحلون ..من فرنسا ....اييي ....يا لاستقبالك العظيم ...عندما يتم ترحيل احدهم ...اعتقد انه امر مخجل ومحرج...وانت تقومين بفضحنا على الملأ"
زفر الثاني بضيق " غوان وي ....دعك من هذا " وجه كلامه نحوها " هل ....أخبرك المترجم بوضعنا "
"ن....نعم.....لقد....جهزت ....لكم ....السيارة ...وحجزت ....في فندق ....و...."
ضحك الرجل البدين " انظروا اليها ...يا غوان وي ...انها اول خص يخافنا منذو وصولنا الى هذا العالم "
حدجه الرجل الثاني بنظرة اسكتته،قال  غوان وي وهو يشير الى رزمة من الاوراق " قبل كل شيء ...عليك بالنظر في هذه "
نظرت اليه مبتسمة " انها اوراق ستساعدكم لاثبات هوياتكم حتى لا تقعوا بمشاكل مع الشرطة مجددا "
تفحصت وجوههم قبل أن تكمل " لقد قمت بتجهيز ما يلزمكم ...السيارة ...الهاتف ...الفندق ....المال ...وان احتجتم الى شيء أخر يكفي ان تطلبوه مني "
استفسر هيون دونغ " وهل جهزتي لنا اللحم المقدد وكرات الارز المتبلة وشرائح الطما...."
امتدت يد غوان وي لتغلق فمه " ان صديقنا رجلا ثرثار "
ضحكت الفتاة "لقد علمت انكم تفضلون الاكلات التقليدية وقد أوصيت مسؤولي الفندق حتى يأخذون هذا الامر بعين الاعتبار "
استحسن مين سوك الامر  ،يبدو ان المترجم قد فعل الكثير من أجلهم  توجه الاربعة نحو السيارة التي تنتظر صعودهم اليها ، الصق  هيون دونغ وجهه السمين بزجاج النافذة وهو يراقب امتداد الشوارع بذهول ، وكان  غوان وي  يغط في نومه متعبا من ساعات السفر الطويلة ...اما مين سوك فكان منهمكا بقراءة ما يكتب عن اللافتات و المحلات ، بدا نمط الحياة مختلفا جدا عن يين يان ....لا الناس ولا البنايات ولا الطرقات ولا حتى الهواء والشمس تشبه ما تعود عليه في  تشهو وان ، سقط رأس غوان وي على كتفه دون شعور منه اضطره لدفعه عنه ثم لكز هيون دونغ وهمس له "ستفضح أمرنا ان استمريت بهذا الشكل "
ازدرد ريقه وهو يمرر يده على رأسه الاصلع " يا إلاهي ...لقد أصبحت مثل كهنة غاو سين ...سيدي اي عالم هذا الذي انتقلنا اليه "
نظرت اليهم الفتاة بعدم فهم ، ابتسم لها  مين سوك " ثرثار "
ردت بابتسامة جعلت وجهها يحمر ، ان الشاب وسيما جدا ...كيف يمكنها تحمل الامر !
               ❇❇******"*"*******❇❇
جلس الطفل مستمعا بكامل تركيزه بينما مررت اون جو اناملها على اوتار ڨيتارتها وهي تغني بصوت شجي " كان بيتي دافئا ...وكانت حديقتي خضراااااء ...كانت نافذتي جميلة تطل على السمااااء.... " تدخلت والدته وهي تدخل الغرفة " اون جو...انا ...أسفة ...قطعت الدرس ...ولكن ..."
همست اليها " احتاج استشارتك في أمر ما "
إبتسمت الى الطفل ثم نهضت لتخرج رفقتها حتى تتمكنا من الحديث على انفراد " سيدة شوا را ...ما الامر "
"اون جو...اي...لقد علمت انك مطلعة على طب الاعشاب ...انظري لقد شحبت بشرتي و ظهرت الكثير من التجاعيد عليها ...كما ان شفتايا تشققتا من شدة جفافهما...اي عشبة يمكنني استعمالها حتى تعود نضارتها وأصبح كنجمة سينمائية "
"وهل قطعت درس إبنك بسبب سؤالك هذا !؟ "
أشارت برأسها نعم دون ان يكون لديها شعورا بالاحراج ، مطت اون جو شفتيها بقلق وضيق " سيدة شوا را ...لست متطلعة على طب الاعشاب كما حكي لك ...انا معلمة موسيقى ...فقط ...وان سمحتي لي ...سأذهب لأكمال الدرس "
✴✴✴✴✴✴✴✴
ارتمى هيون دونغ فوق الفراش الوثير كمن يعانق محبوبته " يا لهذا الجمال ...والنعومة ...و الليونة ...والرائحة الجميلة "
تأفف غوان وي وهو ينظر الى المرآة ،شهق عندما أفاق على حقيقته الجديدة ،عض شفتيه بندم " لقد خسرت شعري ...انظرو الى هذه الحلاقة الرديئة ...سيتطلب سنوات حتى أطيله مجددا "
حدجه  هيون دونغ بنظرة تأنيب وأشار الى رأسه الحليق " انظر ...ماذا فعل بي ذلك المغرور الفرنسي ...يقول أن هذا افضل وأنا مظهري سيكون جميلا أمام النساء ...ولكني أبدو كشحاذ " اتسعت عيناه وقد تذكر سيده " غوان وي ...أين ...الامير مين سوك ...اووومو ...لقد كان مذهلا ...انه يتعود على الحياة في هذا العالم بسرعة ...يمكنه فتح العربة السريعة والتمسك جيدا في عربة السماء ...كما أنه بارعا في إستعمال ...اه....ما كان إسمها ...ذاك الشي المستطيل الذي نرى فيه الكثير من الناس بحجم ضئيل ..."
"هيووون دونغ ...نقول سيارة ....وطائرة ...وتلفاز "
تمدد على ظهره باستجمام وهو يشير بيده بعدم اكتراث " حياة وان وو معقدة "
"بارك اون جو "
"هاااا...بارك اون جو " ارتخ جسده شيئا فشيئا ثم استسلم النوم ، ركله غوان وي عندما بدأ صوت غطيطه يصم أذنيه" سيكون غطيطك هذا سببا في هدم هذا الفندق فوق رؤوسنا "
مط هيون دونغ شفتيه واكمل عزف سمفونيته بلا وعي ، ماكان باليد حيلة الا المغادرة والبحث عن سيده ،كان مين سوك منهمكا في تطبيق ما جاء في كتيب صغير ليفهم كيفية عمل الالة المسطحة بين يديه "هذا الشيء ...يمكننا من خلاله سماع صوت اون جو اليس كذلك  " سأل غوان وي وهو يجلس بجانبه على اريكة مريحة
صحح له مين سوك " هاتف ...اسمه هاتف ...انه اختراع جميل ...ليت شعب تشهو وان يرونه "
ضحك غوان وي " سيرمونه بالنار معتقدين انه روح شريرة "
ابتسم الامير لدعابة حارسة ثم نظر اليه ليجده يتكأ بهدوء وراحة " انت ...هل نسيت من اكون ...هل تجلس بهذه الطريقة في حضرتي"
استوى غوان وي واقفا و هو يدمدم بخجل " أسف سيدي ...تماديت قليلا ...ان هذا العالم ...شيء من الخيال "
قهقه مين سوك " إجلس ...نحن مواطنيين كوريين عاديين الان "
"ولكن سيدي ....من يحكم كوريا الان...ماالذي سيفعلونه ان  علموا انك حاكمها الاصلي  ..."
"سيقولون مجرد مجانين " اشار له نحو الهاتف الثاني " سأجرب الاتصال بك...ها ....انظر ...انقر على العلامة الخضراء عندما تسمع رنينه ...اتفقنا "
هز غوان وي رأسه بعدم فهم " اتفقنا "
ماهي الا ثانية حتى كان الهاتف يهتز بين يديه ، رمى به ارضا وقد تملكه جزع طفيف وقف مدمدما  " اعتقد فعلا ان روحا شريرة تسكنه  "
تأفف مين سوك بضيق " لا أمل ....منكما "
كانت ليلة هادئة ،ناما خلالها هيون دونغ والحارس براحة و سكينة بينما ظل مين سوك ساهرا يقلب الهاتف ويبحث في طريقة لتعلمه، عندما بزغ الفجر قرر حينها الذهاب الى النوم ، سويعات بعد ذالك ، جاءت فتاة المطار وجلبت معها طاقة من النشاط و الايجابية ، استقبلوها بكسل واضح ،اتخذت مكانا لها بالقرب من غوان وي ...أغرتها عضلاته المفتولة و طول ساقيه " اممم...اه....ايي "
همس هيون دونغ " ستكون أغنيتها رائعة ...اممم...اه...ايي...هذه طريقة المغنين لتجريب حبالهم الصوتية "
ضغط مين سوك أسنانه بحنق " هيون دونغ "
"هل إسمك هيون دونغ ....وانت مين سوك " أشارت الى غوان وي الذي احمر احراجا ، أمسك يدها وصحح اتجاهها نحو سيده " انه ...مين سوك ...وانا غوان وي ...و هو ...هيون دونغ "
انفرجت شفتاها بابتسامة خجولة " وانا ..جي نول ...هان ...جي ...نول ..."
رفع غوان وي حاجبيه " هان..."
ساعدته في نطقه " هان ...جي ...نول "
تفحصهما مين سوك قبل أن يدفع حارسه بعيدا " أنسة جي نول ...هل توصلت الى نتيجة في بحثك...أقصد بخصوص الشخص الذي طلبت منك  البحث عنه "
"تقصد الانسة بارك اون جو "
تدخل هيون دونغ " هااا....نعم هي "
أشارت الى الملف الذي بين يديها " كل بارك اون جو التي وجدتها ... هنى ...مرفقة بصورتها ومعلومات عنها "
فغر غوان وي فمه باعجاب " بهذه السرعة !؟...لم يمضي على اتصال المترجم سوى اربعة  ايام...كيف امكنكم الوصول لهن بسرعة "
فسرت له " الامر بغاية السهولة ...هناك تطبيق على الكمبيوتر يساعدنا على هذا الامر زد على ذلك تلقيت بعض المساعدات من أشخاص للوصول الى السجلات الرسمية "
نظر اليها الثلاثة بعدم فهم ، أبتسمت باحراج " هل....قلت ...شيء ....غير مناسب "
طأطأ هيون دونغ رأسه " نعم....كل ماقلته...غير مناسب وغير  مفهوم "
تدخل غوان وي لتدارك الأمر " هل ...نستطيع الاطلاع على هذه المعلومات "
"،نعم ....بالطبع "
امتدت الايادي في وقت واحد نحو الملف مما افزع الفتاة ، حدجهم مين سوك بنظرة مهددة جعلت كل من حارسه وطبيب قصره يتراجعون عن فكرة فتحه قبله ، قلب الامير الاوراق بين يديه باحثا عن صورتها ...ان عالمها جميل  و يبسط الكثير من الاومور ويجعلها سهلة ...التصقا به محاولين اكتشاف ماتحتويه الوثائق ...دفعهم عنه "ابتعدا  "
زفر بضيق ثم اخذ البعض من الاوراق ووضعها بيد غوان وي وفعل المثل لهيون دونغ " ابحثا عنها ..بدل الالتصاق بي "

⭐💚تذكرينيRemember me 💚⭐ (الجزء الثاني لرواية زائرة الضباب: مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن