🌺❇الفصل العاشر ❇🌺

240 12 3
                                    

                            🍀🌹🌸

ظلت تحدق به باستغراب بينما تجمد هو كقالب جليد ، انتظرت منه تفسير لما قاله ، لكنها استطاعت تخمين الامر " هااا...وان وو ...هل تكون حبيبتك...لذلك...اخطأت في اسمي "
ابتعدت عنه خطوة ، وجدت صعوبة في قول بعض الكلمات ، انحنت مرددة " اسفة ...بشأن البارحة ...و شكرا لانك قمت بايصالي الى البيت ..." رفعت رأسها بخجل وقد توردت وجنتاها " رجاء ....لا تفعل ذلك...لست مجبرا على مساعدتي "
نفاجأ بردة فعلها تلك ولم يجرأ على النقاش ، تسللت نحو غرفتها غير مبالية لنداء هيون دونغ " تعالي لاضمد لك الجرح ...يا أيتها الانسة الصغيرة ...انتتتت " التفت الى مين سوك ليجده على حاله تلك " سيدي....سيددددي ..."
نظر اليه الامير كمن افاق من سبات ، وقف الطبيب امامه متفحصا  وجهه " سيدي ...هل انت بخير ..."
مط شفتيه وهو يمرر كفه على شعره " لا شيء ...مهم "
" ايييتش ....سيدي....اون جو ....انها لا تتذكرك انت فقط...حتى انا وغوان وي وتشهو وان ....علينا ايجاد طريقة ما لاعادة ذاكرتها ..."
صمت للحظات ثم اقترح بجدية " فقدان ذاكرتها مرتبط بعودتها الى هنا ، اذا كانت اون جو قد تركت عالمها بارادتها....فهذا يعني  ان هناك وسيلة ما أمنت لها الطريق نحو بوابة الزمن ...اذا تمكنا من ايجاد هذا الطريق ...يمكننا بذلك العثور على شيء ما لاعادة ذاكرتها "
وافقه هيون دونغ " بالضبط....كان للامر سهلا لايجاد بوابة اازمن  في تشهو وان ...لكن هنا ...الامر سيكون صعبا "
خرجت اون جو  من غرفتها مسرعة من غرفتها واتجهت نحو الباب مغادرة ، حاول هيون دونغ ايقافها لكنها لم تلقي له بال ، سأل مين سوك بحيرة " هل تذهب للقاء ذاك الرجل ...اللعنة "
"ليس هذا مافي الامر ...انها تمطر بالخارج ...وكما تعلم رئتا وان وو لا تحتملا الرطوبة ....ان تبللت ستعاني نوبة برد قاسية وصعوبة في التنفس كتلك التي حصلت لها في يين يان ...اتذكر !؟ "
اتسعت حدقتا عينيه " اووو....عليا اللحاق بها "
رفعت رأسها الى السماء التي كانت تمطر بغزارة ، قطبت جبينها  مدمدمة " انها تمطر....ماالذي سأفعله الان !؟...لا يمكنني العودة الى الشقة و مواجهة ذلك البغيض ...اييييتش ..."
زمت شفتيه وعقدت العزم اخيرا عن المضي دون العودة ، انطلقت نحو الشارع مسرعة متناسية هطول المطر  ، من المؤكد انها ستعثر على سيارة اجرة قبل ان تتبلل بالكامل ، هرول مين سوك  خلفها  آملا  ان يلحق بها لكن طريقه تقاطع مجددا مع شون را التي كانت تعود  حينها من البقالة القريبة ، ابتسمت بدفء واعجاب واضح " صباااح الخير وسيم الطابق الثالث "
نفضت مظلتها لازالة حبيبات المطر عليها وبذلك جعلت الامير يفكر باستعارتها " سيدة شون را ...اعتقد انني ..ساستعير مظلتك هذه ..."
أخذها دون ان ينتظر موافقتها واتخذ طريقه خارجا ، تفاجأت من فعلته تلك ورغبت باللحاق به لكن المطر منعها " انت....عليك اخذ موافقتي ايها البغيض " ابتسمت باعجاب " لكنه وسيم...وهذا ما يشفع لك ...كنت ساعطيها لك حتى قبل ان تطلبها "
حث خطاها  للحاق بها  ، ساعده جسده الرياضي و طاقته الكبيرة على الركض حتى يصل اليها ، كانت مبللة بالكامل تقريبا والتصقت خصلات شعرها برقبتها ووجها مما جعلها ترتجف من البرد ، كان متأخرا جدا لكنه لم يمنع نفسه من  فرد المظلة فوق رأسها  ، استدارت نحوه بجزع ولهفة ،ازدادت دهشتها عندما وجدته هو "تلعثمت بتوتر واضح"ما....ماالذي تفعله "
اوضح لها " أقيك من المطر "
"لما تفعل هذا ؟!...."
"ستتبللين  واذا تبللت ستمرضين  ....ثم بعدها ستقضين ليلة كاملة وانت تسعلين وتعانين الحمى ... انت ... تتحسسين من الرطوبة "
اضطربت أجفاننا بريبة " كيف علمت بالامر... "
ابتسم بلطف " عرفت بالامر صدفة "
ازداد المطر غزارة وتناثرت حبات المطر على ثوبها لذلك سحبها نحوه لتلتصق به ، شهقت بصوت مرتعش ...ان له تأثير خاص عليها ...يجعل انفاسها تتداخل وتتسارع معه نبضات قلبها...ويزداد ايضا شعورها بالالم ...دفعته عنها بقوة ...ثم انطلقت تركض دون ان تكلف نفسها عناء الالتفات وراءها ومشاهدة حالة الذهول التي أصبح فيها ...ظلت تعدو بلا هدف ...كل همها ان تبتعد عنه ...لا تريد قربه ...لكن فجأة تجمدت اطرافها ولم تقوى على التحرك خطوة واحدة الى الامام ...انهارت وسقطت ارضا بينما كان المطر يهطل بغزارة ...اطلقت العنان لعبراتها وظلت تبكي وسط ذهول المارة المهرولين ...أمسكتها ذراعه "اووون جو ...هل انت بخير "
تطلعت اليه باستغراب ...هل تبعها كل هذه المسافة ، تمتمت بصوت حزين " مين سوك "
"انهضي ...ستمرضين "
تمسكت بيده جيدا "أشعر وكأن احدهم يناديني ..." ضربت صدرها " هناك ضيق بداخلي وكرب لا ينفرج...انا ...انا ...انا اتألم ....حقا اتألم "
ضمها الى صدره بحب جلي وهو يربت على ظهرها " اهدئي....سيمضي...هذا الالم ..."
دون وعيا منها دفنت رأسها في صدره وهي تبكي وتشهق دون توقف ، كان يشعر بها وبحزنها لكنه لم يكن قادرا حينها على فعل شيء غير عناقه ذاك .
                              🍀🌸
امسكت كوب القهوة الساخن بكفيها وقد تورد خداها بينما ركزت بصرها على البخار المتصاعد منه ،بدت جميلة جدا وهي بتلك الحال ...وان وو...تذكريني لطفا ....وكأنها قرأت افكاره ، نظرت اليه بحزن جلي " لا أستطيع "
تفاجأ من قولها ذاك لم يتوقع ان تتطابق اجابتها مع مايدور برأسا ، تنهدت بصوت مسموع وبدأت بتفسير الامر " اعاني من فقدان للذاكرة جزئي  ...لم افقد ذكريات طفولتي ...او ايام مراهقتي ....بل فقدت ذكريات سنتين فقط ...لقد نسيت كل شيء تقريبا وكانها مسحت تماما  ..من قابلت والى اين ذهبت ...مع من تسكعت...مع من  تعاركت ... من كانوا اصدقائي وماذا فعلنا ...لقد نسيت كل شيء ...اعاني من فقدان للذاكرة جزئي ..."ضغطت بقوة على كوب القهوة " احاول بجهد...لكني افشل في كل مرة "
عادت للنظر اليه مجددا " تلك الذكريات الغائبة ...تركت الما لا يخف ...متأكدة انني اذا ما نجحت في استعادة ذاكرتي  ، سيذهب همي ولن يكون هناك مجالا للحزن "
" لماذا !؟ "
دهشت  "ماذا تعني بلماذا"
"لماذا تثقين بي وتشكين همك لي ...الا تخشين افشائي لسرك هذا "
ابتسمت باطمئنان " الجميع يعرف بهذا الامر ...انه ليس امرا أخفيه "
مال ناحيتها " اون جو...هل حقا تريدين استعادة ذاكرتك ....؟!...ماذا لو اكتشفت اشياء اردتي بشدة نسيانها ...ماذا لو ...كانت هناك الام تفوق ماتشعرين به الان !؟هل انت حقا مستعدة لمثل هذه الفراضيات "
ابتسمت وكافحت بشدة حتى لا تنزل دموعها " انا ...حقا ...مستعدة "
اضطربت اجفانه بتوتر واضح وبالكاد سيطر على نفسه حتى لا يحتضنها " اذا ما عرضت عليك مساعدتي !….هل تقبلينها "
دهشت  " انت !...وكيف ...ستساعدني "
'وان وو ...انا ...ذاكرتك....و ذكرياتك ...ماتبحثين عنه مرتبط بي' ...اتكأ على كرسيه ونظر بعيدا الى الشارع " وان وو....اتذكرين ....تلك التي ذكرتها بحضورك المرة الفارطة . ..انها ...حبيبتي ...ولقد....فقدت ذاكرتها  ايضا...يمكنك القول انني على اطلاع بمثل هذه الحالات ...يمكنني مساعدتك حقا ....ان وثقتي بي ...ساجعل ذاكرتك حتما تعود اليك "
تلعثمت وقد تسارعت نبضات قلبها " وان....وان ...وو ...حبيـ...بتك ..."
كانت تشعر بخيبة امل و الم طفيف ، رغم انه كان فظا و متغطرسا ...الا ان فكرة ان يكون مرتبطا باحداهن جعلت الغيرة تدب في قلبها وتنسى اقتراحه فيما يخص ذاكرتها
" اون جووو .."
افاقت من ذهولها وحاولت الابتسام رغما عنها " اه....اسفة ...ماذا كنت تقول لي !؟ "
قهقه بسخرية وهو يقف ثم مد يده اليها " بما ان ملابسك قد جفت ...و كوب القهوة قد ادفأ جسدك ...كما ان للمطر قد توقف ...دعينا نتمشى قليلا ...ما رأيك "
اغرتها يده وبشدة للتمسك بها ، بدا وسيما ورائعا حقا ...ستكون محظوظة ان امسكت بها ، دفعت بكفها اليه ليحتضن اصابعها الرقيقة باشتياق عظيم  ويجذبها الى الخارج

⭐💚تذكرينيRemember me 💚⭐ (الجزء الثاني لرواية زائرة الضباب: مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن