خرجت هيلينا من الفوهة إلى مكان مجهول بعيداً عن الأوكانا ...تحيط بها أسواراً شبيهة بأسوار ليبرا .. حاولت معرفة هوية هذا المكان عن طريق العصا لكنها لم تفلح.. وبعد محاولات عديدة اضطرت للتواصل مع والدتها ..وصل صوتها إلى سيلڤيا مهزوزاً من أثر البكاء : أمي... هل يصلكِ صوتي؟
أجابتها سيلڤيا بتوتر : أسمعكِ هيلينا... أنتِ بخير عزيزتي؟
أجهشت هيلينا بالبكاء ثم اردفت من وسط دموعها : چايدن يستغيث بي ولم أستطع تلبية ندائه
تنهدت سيلڤيا بألم لكنها حاولت تدارك الأمر حتى تهدئ من بكائها تواسيها : أرجوكِ هيلينا كفِ عن البكاء.. الأمر يحتاج الهدوء
صرخت هيلينا بقوة رداً على حديث والدتها : عن أي هدوء تتحدثين؟.. چايدن بمفرده في الكوخ ولا أعلم أي مصير يواجه الآن.. صوت صراخه بإسمي وصلني .. لماذا أجبرتيني على تركه؟
تظاهرت سيلڤيا بالثبات : لو لم تتركِ الكوخ في الوقت المناسب لكنتِ الآن في عداد الموتى.. إسمعيني جيداً لأن القادم يحتاج التركيز وإلا سنفقد چايدن إلى الأبد
مسحت هيلينا دموعها سريعاً قائلة بصوت متحشرج : أنا لا أعلم المكان الذي ألقتني الفوهة به
سألتها سيلڤيا بترقب : لماذا لم تستخدمِ العصا لتحدد موقعك؟
ردت عليها بضعف : حاول لكنني لم أنجح.. يبدو أن هناك خطأ ما
إتجهت سيلڤيا نحو البلورة لتشاهدها من خلالها ثم قالت بهدوء : أنا أراكِ الآن .. أنتِ خارج أسوار الكوريدون
تلفتت هيلينا حولها تتفحص المكان بعينيها ثم قالت ببكاء مرة أخرى : أنا خائفة يا أمي.. أرجوكِ ساعديني
لم تستطع سيلڤيا منع دموعها أمام إنهيار إبنتها بهذا الشكل وأيقنت وجوب تدخلها المباشر حتى تمدها بالقوة.. وتحدثت بعد صمت متوتر : هيلينا حبيبتي.. أنا قادمة إليكِ
أومأت إيجاباً بوهن شديد :حسناً سأنتظرك
********************
في كهف آنتروم /
تأمل چايدن المكان حوله بأعين ذاهلة.. لا يستوعب مايحدث .. يتملك منه شعور بالغثيان كلما وصل لأنفاسه رائحة الأفاعي التي تحيط به بالإضافة إلى الرعب المسيطر عليه منذ خروج الثعبان من ذراعه ومواجهته معه.. يقف في منتصف الكهف مطأطأ الرأس .. ذراعيه خلف ظهره مقيدتان بقبضة تمزق أوردته ... يعتقد أن الكابوس استغرق وقتاً أطول من المعتاد لكن الحقيقة منافية لاعتقاده والآنجيوس يقف أمامه وجهاً لوجه تحت أنظار الشيطان الذي يتفنن في آذاه متلذذاً بنظرات الهلع داخل عينيه .. تحرك لوكا بخيلاءه المعتادة.. يتهادى مشياً أمام هذا المقيد حتى وقف خلفه ليباغته بركلة عنيفة أسفل ظهره مما أسقطه على ركبتيه راكعاً .. أغمض چايدن عينيه عندما رأى الثعبان منتصباً قبالته يفح بصوت كريه أرعبه.. لايعلم أي إثم إرتكبه حتى يتعرض لهذا الأذى .. إنسابت دموعهليس خوفاً وحسب إنما قهراً على حياة لم تبدأ بعد وتمنى في هذه اللحظة أن يموت.. فتح جفنيه قسراً عندما أحس بيد بغيضة تجذبه من مقدمة رأسه بقبضة كادت أن تقتلع خصلات شعره.. إقترب لوكا من وجهه يتحدث بتشفي وفحيح يشبه الأفاعي التي تلتف حول جسده : ها نحن مجدداً يا سمو الأمير
أنت تقرأ
( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)
Fantasyجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس فانتازيا خيالية .............................................. عن مجري حياة يسير دون إرادتي ..داخل غابة مظلمة أعيش بوشمٍ مقرونٍ بذراعي الأيسر ... يتوغل بين أوردتي ويتحرك مبحراً في خلايا جسدي حتى أ...