الفصل الثالث والعشرون

2.1K 109 2
                                    

ومن قاع البحيرة ظهرت ذراع أخطبوطية إلتفت حول جسده لتختفي به داخلها وفي أقل من الثانية تبدل المنظر المبهج إلى النقيض تماماً.. ملائكة كيوبيد الخمسة تجمعوا داخل جسد ضخم لطائر عنقاء مهيب ذو جناحين وذيل تشتعل بهم نارٍ قوية .. تتصاعد ألسنة لهبها إلى السماء.. رأسه يشبه الديك.. عنقه طويل على هيئة جسد أفعى ناعمة .. وفمه شبيه بمنقار عصفور..وظهره حجري مثل ظهر السلحفاة .. أما ذيله يشبه السمكة .. طوله يقارب المترين وأكثر.. يحلق أعلى الأكوامارين بطريقة دائرية هبوطاً وصعوداً بشكل سريع إلى أن توقف فجأًة فارداً جناحيه المشتعلين .. وبرفرفة قوية منهما تحولت الحوريات الفاتنة إلى أربع حيات مائية ضخمة طولها 200 قدم .. جسدها أفعواني الشكل .. لديها شعر طويل يتدلى من عنقها.. وحراشف سوداء حادة وعيون حمراء ملتهبة.. إستقرت كل حية في جهة من جهات البحيرة الأربعة.. يحاوطونها بذيولهن العملاقة منتظرين شارة البدء.. و لم تمر دقائق معدودة على هذا التغيير المرعب حتى بدأ ملك الظلام (سبياركس) في الظهور والذي كان عبارة عن مخلوق عملاق بثلاث رؤوس ضخمة لونها بني مُحْمِر.. جسده رخو .. له خمس أذرع فارعة الطول تجعل شكله قريب من أخطبوط أسطوري.. تحرك (سبياركس) نحو منتصف البحيرة.. يضرب الماء بذراع واحد جعل جسد چايدن يطفو على السطح.. أمسك هذا الشئ المخيف أطرافه يلفها بأذرعه حتى قيده تماماً ثم إنقلب داخل المياه ليصبح جسده منغمساً بالقاع بينما أذرعه التي تربط چايدن منتصبة خارجها .. تشده بقوة جعلت جسده يوازي سطح البحيرة لكنه لا يمسه.. إمتدت الذراع الخامسة لتلف عنقه بطريقة جعلت لسانه يخرج من فمه لكنه كان مشقوق يشبه لسان الآنجيوس ثم بدأ في ثني أطراف چايدن لأسفل حتى أصبح صوت تكسر عظامه مسموعاً .. أطلق صرخة مدوية من شدة الألم أعطت الحيات الأربعة إشارة ليقُمن بمد ذيولهن نحوه تلتف حول جسده من رأسه لإخمص قدميه.. تعصره عصراً جعل أوردته تنزف دماً لونه أسود كريه الرائحة.. لم يتوقف النزيف إلا برفرفة من جناحي العنقاء المشتعلين .. تراجعت ذيول الحيات لكنها مازالت في حالة تأهب للخطوة الأكثر خطورة.. ثم بدأ (سبياركس) في حل أذرعته المُقَيِدَة لأطراف چايدن مُسَلِّماً المهمة لهن ..و سرعان ماامتدت ذيولهن مجدداً لتلف خصره اولاً ومن بعده أرجله و ذراعيه تجذب كل طرفً ناحية جهة من جهات البحيرة وكأنه مصلوباً .. رفرف العنقاء مجدداً بشكل أسرع جعل چايدن يصرخ عالياً.. لكن صراخه لم يكن من أثر حركة العنقاء .. ألمه تجاوز حدود الجخيم وأبكى الحيات دماً عليه .. مايحدث له لا يتحمله بشراً طبيعياً مهما بلغ من القوة.. شحب لون وجهه بشدة وعينيه ظُلِلَت بظلٍ أبيض يميل إلى الزرقة ..وتدفق سائل أحمر من جميع خلاياه لينتزع طبقات جلده حتى تخلص منه تماماً والعجب أن الجلد المُنْتَزَع كان شبيه بجلد الآنجيوس.. مد (سبياركس ) أحد رؤوسه مُلْتِهِمَاً إياه بشكل عنيف.. ثم مد أذرعه الخمسة ماسحاً بها على جسد چايدن المُخَضَب بالدماء ليعود طبيعياً كما كان .. سكنت الحركة لبضع دقائق قبل أن يرفرف العنقاء مرة أخيرة .. آمراً الحيات بتحرير قيده وبالفعل إمتثلن لأمره سريعاً .. منسحبات بعيداً عن البحيرة تماماً .. حتى إختفين وكأنهن لم يظهرن أبداً.. بينما سحب (سبياركس) چايدن مجدداً نحو القاع.. حلَّق العنقاء دائرياً ثم إستقر قريباً من سطح الاكوامارين واضعاً جناحيه وذيله المشتعلين داخلها .. بدأت المياه في الغليان وتصاعدت منها أدخنة كثيفة كَوَّنَت سحباً سوداء.. غيمت السماء بضباب مُرعِب.. رفع العنقاء رأسه يصيح صيحة عالية قبل أن تهطل فوقه أمطاراً حمراء وكأن الغيوم تبكي دماً .. ولم ينتهي الأمر إلا بعد تحوله إلى رماد ومنه خرج جسد چايدن كما ولدته أمه ..يتوهج الحرف الثالث من إسمه أسفل رقبته ليصبح وشمه الملكي بهذا الشكل (J A Y) .. تلقفه (سبياركس) بين أذرعه يحتضنه بحنان مُواسياً له وكأنه يعتذر عما حدث ثم مدده على الشاطئ فاقداً للوعي وأعاده بكامل ملابسه مثلما كان قبل أن تبتلعه الأكوامارين.. ولم ينسحب هذا الكائن المهيب إلا بعد تأكده من إنتظام أنفاس ولي العهد.. ومن ثم عاد كل شئ إلى طبيعته...

( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن