إنتهت من كلماتها المتألمة بعد عناء مع أنفاسها المتقطعة ثم غطت وجهها بكفيها وإنفجرت ببكاء حارق.. لا تعلم أن كائها أحرق روحه ودموعها انهمرت من عينيه قبل أن تذرفها عينيها ومع الأسف رأسه معبأة بأفكار تتصارع لتصيبه بالجنون والآن لا يدرك شيء سوى أنه يريدها فقط.. لتبقى بجانبه ويذهب العالم إلى الجحيم ومجرد تهديد منها بتركه أشعل قلبه برغبة عارمة في قتلها والإنتحار ليلتقي بها في عالم آخر خالٍ من اللعنات والكذب.. رمقها بعيون تعكس مايفكر به قائلاً : إن قمت بتهديدي مرة ثانية سأقتلك دون تردد
بادلته نظراته بأخرى أكثر إشتعالاً ثم قالت : إفعلها إذا إستطعت.. الأمر أصبح فوق إحتمالي
إقترب منها ببطأ يقول بصوت أجفلها من شدة غضبه : سأفعلها لو إكتشفت تورطك في إيذائي
إستدارت بعدم إهتمام لحديثه قائلة : إلى أن يأتي هذا اليوم أنت مجبر على إحترامي .. صمتت للحظات ثم أردفت : هيا لأقوم بمهمتي
تحركت أمامه بخطوات مرتجفة.. تتظاهر بالثبات رغم تيبس مفاصلها.. أوصالها ترتعد من الخوف.. ليس فقط منه بل عليه.. لا تتحمل نظرات الشك في عينيه وإذا كان هو يجيد قراءة الأعين.. هي لم تكن ماهرة في التخفي.. بكل جوارحها تثبت أنها عاشقة.. وما من عاشق شوقه ستار.. أما عنه فكان يقاتل في أكثر من جهة.. حرباً شعواء تدور رحاها في عقله.. يتسائل لماذا وقع بفخها بهذه السرعة.. لا يفكر في شئ سواها.. يتغافل عن حياته التي أصبحت على محك خطراً واضحاً ..يتجاهل أي وجع سوى وجعه منها.. ولو كان زمام الأمر بين يديه لإختفى والقى بكل مايؤلمه وراء ظهره وأولهم هي.. إبتلع غصته المتورمة وسار يتبعها في صمت حتى وصلا إلى السوق الوحيد في الكوريدون .. تلفت حوله بإندهاش شديد.. لأول مرة يرى كل هذا العدد من الناس.. طرقات مزدحمة.. ملونة بتبهرج.. صخب يعبئ الأروقة.. قبعات مهرجين تتطاير بمرح مبالغ فيه.. الأمر تطور من الإنبهار إلى الإستياء وسألها بتعجب : لماذا لا يفعلون شيئاً ذو قيمة؟
أجابته بعدم إهتمام : لا أعلم.. يبدو أنهم سعداء بحياتهم
نظر إليها باستنكار : أي سعادة تلك التي يجدونها ولماذا يضحكون علي اي شئ ببلاهة هكذا؟
رفعت كتفيها غير مكترثة بحديثه ثم قالت : أعتقد أنهم معتادين على الأمر.. كل مملكة تأخذ صفة من اسمها
تسائل مترقباً : ومامعنى كلمة الكوريدون؟
نظرت إليه بثقة قائلة : كوريدون تعني " المهرج"
عقد بين حاجبيه قائلاً : فهمت.. على كل حال هم أحرار
وأثناء حديثه معها إنتبه لفتاة تغمز له مبتسمة من بعيد.. يبدو على ملامحها أنها تشاغله إعجاباً به .. إلتوت زاوية فمه بعبث عندما لاحت له فكرة بعقابها عن طريق إشعال الغيرة في نفسها لعلها تضعف أمام مشاعرها .. أخذ نفساً عميقاً يستعد لتنفيذ مايجول في رأسه ثم لكزها بخفة في كتفها قائلاً بخبث : فيرات .. هل ترى تلك الحسناء التي تقف بعيداً؟
أنت تقرأ
( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)
Fantasyجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس فانتازيا خيالية .............................................. عن مجري حياة يسير دون إرادتي ..داخل غابة مظلمة أعيش بوشمٍ مقرونٍ بذراعي الأيسر ... يتوغل بين أوردتي ويتحرك مبحراً في خلايا جسدي حتى أ...