الفصل السادس والعشرون

1.9K 95 1
                                    


قلَّب چايدن عينيه يميناً ويساراً يوزع نظراته المترقبة بينها وبين هيلينا التي كانت تنظر إليها بشفتين فاغرتين رافعة حاجبيها.. تبرق كمن لسعته أنثى العقرب بالفعل وحينما طال صمتها وضع كفه على فمه ثم مال برأسه عليها يهمس بخفوت : الفتاة ستبكي من ردة فعلك البلهاء ..

أجابته بهمس مماثل : لا أستطيع التحدث من الصدمة

إستمر في متابعة حديثه بنفس الطريقة : حاولِ بدلاً من إتخاذ وضعية الأصنام تلك

حركت هيلينا شفتيها الفاغرتين ببطأ ثم قالت بابتسامة مُحْرَجَة : أين ستنامين يا عزيزتي؟.. المكان لا يحتوي إلا على فراش واحد.. صمتت لثواني ثم أشارت إلى جانب السرير قائلة : وهذه الطاولة الصغيرة وأعتقد أنها لن تكون مريحة في النوم

رمقها چايدن بنظرة جانبية مستنكرة قائلاً : ياليتك ماتحدثتِ يابلاء الرأس

ضربته بكوعها في معدته تصك اسنانها : قلت لك لا تدعوني بهذا الإسم أمامها

تأوه چايدن بشدة قائلاً بصوت مكتوم : آسف لن أكررها

قاطعتهما أوريانا بخجل : لا توجد مشكلة..سأفترش الأرض وأنام

شعر چايدن بالشفقة عليها وإضطر أن يُحَسِّن من صورة الحمقاء التي أحرجتها ثم قال متعمداً إغاظتها : كلاَّ يا عزيزتي.. تستطيعين مشاركة هيلينا الفراش.. أنا من سينام على الأرض

تهللت أسارير أوريانا كثيراً ولم تعطِ فرصة لهيلينا أن تعترض ونهضت سريعاً تسحبها من كفها .. إستقامت هيلينا في وقفتها تحاول إستيعاب الصدمة بينما تسمر چايدن مكانه لا يستطيع النطق..

خلعت أوريانا عباءتها لتظهر برداء شفاف يظهر مفاتنها بسخاء واتجهت نحو الفراش تجلس عليه بإغراء قائلة : عذراً أنا غير معتادة على النوم بكامل ملابسي

برقت عيني هيلينا وهي تطوف على جسدها الشبه عاري وإستدارت تلوح لچايدن بسبابتها أن يلتفت بوجهه بعيداً عن مرمى تواجدها ثم إتجهت نحوها تزيحها للجانب الآخر من الفراش قائلة بنبرة مريبة : ثكلتكِ أمك يا أنثى العقرب.. حتماً ستثكلكِ لأنني أفكر جدياً في قتلك وتوزيع دمائك علي الممالك الخمسة..

تمددت أوريانا بجوارها تسألها بلامبالاة : هل ستنامين بهذه الملابس؟

أجابتها بنظرات مصعوقة : أجل سأنام هكذا .. المكان لا يتحمل جسدين عاريين.. الرجل سينهار وسط هذا الكم من اللحم المكشوف

ضحكت أوريانا على حديثها قائلة : حسناً ..تصبحين على خير

ردت عليها هيلينا متخذة وضعية الجنين لتنام : ليس من شأنك .. نامِ ودعِ هذه الليلة الغريبة تمر بسلام...

مكث چايدن مكانه يراقب الموقف بأنظار ذاهلة مما يحدث وما أن تأكد من نومهما حتى فرد جسده المتعب على الأرض واضعاً ذراعه فوق عينيه يحدث نفسه : البشر يقولون شكراً .. يالكِ من جلفة يا أوريانا.. سكنت حركته لبضع دقائق قبل أن يغير وضعية نومه لينقلب على جانبه يقول بغيظ : وينادوني بسمو الأمير.. أي أمير ينام هكذا.. بالتأكيد أنا أمير المتسولين .. ظل الوضع هادئاً لبضع دقائق لكنه لم يستطع التحمل أكثر من ذلك ونهض بعصبية متجهاً نحو الفراش ثم قام بحمل هيلينا بين ذراعيه قائلاً بخفوت : تباً لكِ يابلاء الرأس لن يغمض لي جفناً وأنتي بعيدة عن أحضاني

( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن