إنتقل چايدن إلى مملكة " ستيلاي " بنفس الطريقة التي حمله بها الآنجيوس إلى الكوريدون... في مكان مظلم على أطراف المملكة المترامية.. يجثو على ركبتيه.. مطأطأ الرأس .. يخشى النظر لهذا المقيت.. أنفاسه متقطعة.. ينشج بمرارة شديدة.. أوصاله ترتعد بشكل مخيف.. يريد الإستكانة.. الإختباء... الإختفاء وللأبد.. يتأمل ذراعين لعناق طويل يحميه من البرد الذي ينخر عظامه بلا شفقة.. رفع رأسه نحو السماء عندما لمح البرق يلوح في الأفق منذراً بقدوم غيمة سوداء.. أصدر أنيناً خافتاً يرجو به مطراً شافياً.. يتوسل إلى العاصفة علها تستجيب... إنتبه للثعبان يتحرك بجواره...رمقه بكره واضح ثم تحدث : لماذا تنتصب بجواري هكذا؟.. ألن تختفي؟
أجابه الآنجيوس بفحيحه المعتاد ساخراً : أراك ضعيفاً للغاية يا سمو الأمير...
صك چايدن أسنانه بغيظ : وأنا أراك حقيراً للغاية
أخرج الآنجيوس لسانه المشقوق متحدثاً بصلف تعلمه من سيده : الحقير هو من يجثو على ركبتيه بإذلال أمام أسياده يا إبن لوريس
صرخ چايدن بقوة هادراً به : أنا لا أدري من يكون لوريس.. وليس لدي علم بما فعله ليتم إستخدامي للإنتقام منه بهذه الطريقة المهينة..
زحف الآنجيوس على بطنه حتى إقترب منه ثم قال بخفوت مستفز : لوريس تحدى قادة الجن وساهم في إبعاد سيدي لوكا عن موطنه.. كما أنه تزوج من چوليا وهذا كافي لإزهاق روحه
تسائل چايدن بعدم فهم : چوليا تكون والدتي الحقيقة؟
أردف الآنجيوس : أجل... چوليا إبنة ڤيالوس الحكيم... سيدة ملكات جمال الكونين ... والدتك الحقيقية
أشاح چايدن بأنظاره بعيداً عنه عندما زاد إقترابه منه قائلاً بصوت مرتجف : هل لي بسؤال آخر؟
فرق الآنجيوس فكيه بشكل مرعب ثم أجابه بأنفاسه الكريهة : أصبحت كثير التساؤل لكنني سأسمح لك هذه المرة فقط
سأله چايدن بتوجس : أين إختفى ڤيكتور؟.. هل قتلته؟
جاوبه الآنجيوس بغموض : لن أستطيع حل تلك الأحجية الآن.. مازال لدينا ثلاث ملوك متبقيين فلا تسأل ولا تجادل حتى تمسك بزمام عقلك ..أومأ چايدن برأسه إيجاباً ولم يتحدث .. بدأ الآنجيوس في الإنسحاب داخل ذراعه ليأخذ شكله المعتاد وإختفى تماماً ..تاركاً وراءه هذا الذي أرهقته الألغاز لايؤنس وحشته سوى تلك الغيمة البازغة في كبد السماء منتظرة رياح الخلاص لتنشر زخاتها علي روحه المتعبة....
*************************
بينما هو على هذه الحالة المضنية كانت هيلينا في إنتظار إشارة والدتها لتذهب إليه.. مكثت في مكانها بشق الأنفس.. تتقلب على وهج جمرات حارقة.. تحبس أنفاسها لتسمع نداء يحفزها لتخرج من هذا المكان المظلم بدون وجوده.. جلست على الأرض تضم ركبتيها إلى صدرها... مكورة قبضتيها أمام شفتيها تنفث بهما لتستمد بعض الدفأ.. تحاوطها البرودة من كل جانب حتى أحست ببعض الإرتجاف الذي تسرب إلى أوردتها.. وصلها صوت سيلڤيا بعد فارغ من الصبر منادية : هيلينا!.. حبيبتي انتبهي إليّ
أنت تقرأ
( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)
Fantasyجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس فانتازيا خيالية .............................................. عن مجري حياة يسير دون إرادتي ..داخل غابة مظلمة أعيش بوشمٍ مقرونٍ بذراعي الأيسر ... يتوغل بين أوردتي ويتحرك مبحراً في خلايا جسدي حتى أ...