في ليبرا /
وصلت سيلڤيا بإبنتها إلى قصر ٱلابيستر عن طريق الباب الذي أخرجهما مباشرة داخل جناح هيلينا وبعد مشقة إستطاعت رفع تلك الغافية لتضعها على فراشها الوثير.. مكثت بجانبها لبضع دقائق تتأمل شحوب ملامحها بحزن شديد وبرغم نومها القسري إلا أن دموعها لم تتوقف.. راسمة خطاً عميقاً من الألم والصدمة فوق وجنتها المخملية.. مدت سيلڤيا أطراف أصابعها تتلمس وجه غاليتها قائلة بأسى : أتمنى لك راحة القلب ياعزيزة والدتك..تحملِ قليلاً وسيكون كل شيء على مايرام .. أنهت حديثها بقبلة عميقة أعلى رأسها ثم نهضت من مكانها تهتف على الجارية التي فغرت فاهها مصدومة من وجود أميرة المملكة برفقة تلك المرأة التي لا تعرفها بعد كل هذا الغياب الغامض.. رمقتها سيلڤيا بنظرات تحذيرية ألا تتدخل فيما لا يعنيها ثم أمرتها بمساعدتها في تبديل ملابس هيلينا.. أنجزت عملها بٱلية تامة وأذنت للجارية بالإنصراف.. وقفت تطالعها والألم يدق نحرها.. رفعت كفها تمسح دمعة فرت من مقلتيها وقررت الذهاب لجناح مارسيل لتخبره بأن أمانته وأميرته نائمة بسلام في فراشها .. وأثناء جلوسه في جناحه الخاص بمتابعة شئون المملكة تفاجئ مارسيل بدخولها عليه.. نهض من مكانه جاحظ العينين وإبتسامة مندهشة تعلو وجهه وبدون مقدمات إتجه نحوها بخطوات مسرعة.. وقف أمامها يتأملها بإشتياق ثم جذبها إلى أحضانه.. يغمرها بين ذراعيه قائلاً بلهفة : سيلڤيا حبيبتي..أنتِ هنا أم أنني أتوهم؟
شددت سيلڤيا عناقه قائلة بصوت مهزوز : بلى..أنا هنا ياجلالة الملك
أبعدها عنه قليلا لكنه أجفل عندما إنتبه لملامحها الحزينة وعينيها الدامعتين متسائلا بخوف: ماذا بك؟.. لماذا تبكين؟
لم تتحمل سيلڤيا نبرته الخائفة وإنتحبت بالبكاء قائلة : هيلينا
فغر مارسيل شفتيه يسألها بذعر: إبنتي..ماذا أصابها؟
أجابته بصوت متقطع : إنها هنا.. تنام بقلب مكسور ولن يجبر هذا الكسر إلا وجودك بجانبها
لم يستطع مارسيل السيطرة على أعصابه وأمسكها من كتفيها يهدر بها : ماذا حدث لأميرتي؟.. هل هذه أمانتي التي أوصيتك بها؟
تعالت شهقاتها أكثر وردت عليه بقلب مفطور : لم يحدث لها شيء..إنها فقط حزينة وهذا يؤلمني كثيرا
إحتضنها مارسيل مجددا يقول بألم ممزوج بالعتاب : أما كنت تعلمين أنها ستحزن عندما إقترحت خروجها من ليبرا لتعود بولي العهد؟.. وها هي عادت بدونه لكنها مكسورة وستكسر قلبي معها
إبتعدت سيلڤيا عنه برفق محاولة استجماع نفسها ثم أمسكت بكفه قائلة : إذهب إليها.. أنت فارسها الأول ومليكها ولن يساعدها أحد سواك يامارسيل
أومأ لها إيجابا وقبل أن يتركها سألها : وماذا عن چايدن؟
مسحت دموعها بجانب كفها وأجابته بهدوء مصطنع : بخير.. سيعود قريبا.. صمتت لثواني ثم أردفت بإبتسامة مجروحة : سأذهب إلى قصر أمي حتى أبلغ چوليا ولوريس بعودتنا
أنت تقرأ
( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)
Fantasíaجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس فانتازيا خيالية .............................................. عن مجري حياة يسير دون إرادتي ..داخل غابة مظلمة أعيش بوشمٍ مقرونٍ بذراعي الأيسر ... يتوغل بين أوردتي ويتحرك مبحراً في خلايا جسدي حتى أ...