الفصل الخامس

2K 122 1
                                    


أطبقت الأم ريڤا على جفنيها تتنهد بألم : أتمنى لك الخير بنيّ ولتعود إلى ليبرا سالماً ..بينما هي على هذه الحالة كانت هناك من تقف خلفها تراقب البلورة بشغف شديد تتأمل صورة هذا الشاب الوسيم .. تهيم في عالم أحلامها متمنية أن يصبح واقعاً تلمسه بيديها.. تمرر عينيها على ملامحه بإعجاب وتمهل لتحفر تفاصيله الدقيقة داخل ذاكرتها ..هكذا كانت هي تشاهد من بعيد طيلة السنوات الماضية لا تجرؤ على السؤال عن هوية ذلك الفتى الذي يشغل تفكير جدتها ووالدها حتى قررت الأم ريڤا إستغلال هوسها به وصارحتها بكل شيء يخصه منذ ولادته فأصبح كل أملها أن تقابله وجهاً لوجه... أفاقت هيلينا من شرودها على نداء الأم ريڤا بعد إنتباهها لوجودها.. حاولت إستجماع نفسها تخفي توترها أمام جدتها التي هتفت عليها عالياً بتعجب : هيلينا!.. لماذا تقفين هكذا؟!

إبتلعت ريقها بصعوبة خجلاً من نظرات جدتها المتفحصة تحاول التحدث بصوت واضح : لا شيء جدتي.. جئت أطمئن عليكِ

إبتسمت الأم ريڤا على إحمرار وجنتيها وأردفت : إقتربِ حبيبتي.. أود الحديث معكِ

سارت هيلينا نحوها بخطوات سريعة نوعاً ما متحفزة لما ستحدثها به ينبأها حدسها بأن الأمر له علاقة بچايدن.. وقفت أمامها تفرك في أصابعها بتوتر قائلة بخفوت : حسناً جدتي.. ماالأمر؟

أمسكت الأم ريڤا بكفها البارد تقربها منها حتى أجلستها بجوارها قائلة : لماذا تراقبين البلورة من بعيد؟ .. أنتِ الآن على علم بكل شيء

أخفضت هيلينا بصرها بخجل قائلة : لم أقصد المراقبة أنا فقط لم أرد مقاطعتكِ

رفعت الأم ريڤا وجهها بسبابتها تنظر في عينيها بحب : عيناكِ لا تخبرني بذلك

إبتسمت هيلينا بطفولة : لا تخجليني يا جدتي

ضحكت الأم ريڤا على ردة فعلها ثم قالت : إذن قلب نور ليبرا يخفق من أجل أحدهم

فغرت هيلينا شفتيها مصعوقة من حديث جدتها تحاول تدارك الأمر قائلة بتوتر : لماذا فسرتِ الأمر بهذه الطريقة؟

ضيقت الأم ريڤا نظراتها مداعبة وجنتها : يبدو أن مدللتي غافلة عن كون جدتها تعلم السر قبل العلن داخل ليبرا وخارجها .. فمابالك بقلب صغيرتي؟

أطرقت هيلينا برأسها لأسفل مرة أخرى قائلة بخجل : لا أعلم متى حدث ذلك لكنني أحبه وبشدة

إحتضنت الأم ريڤا وجه حفيدتها بين راحتيها قائلة : أعطيكِ الحق كاملاً بنيتي.. لا حكم لنا على أهواءنا وهكذا حكم هوى قلبك

نظرت هيلينا بحزن لجدتها تقاوم دموعها التي بدأت بالتجمع داخل محجريها : لكنه هوى بلا أمل.. چايدن لا يعلم حتى بوجودي في هذا العالم

تحفزت الأم ريڤا لبدء الحديث الذي تنتوي على مفاتحتها به ثم قالت بنبرة تحمل التشجيع : ومن قال أن هواكِ بلا أمل؟

( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن