في غابة الأوكانا

2.4K 128 1
                                    


في غابة الأوكانا /

وصلت فيدرا إلى الكوخ حيث ستعيش هي وچايدن كما أمرها لوكا.. نزلت من فوق الفرس وضربتها اسفل عنقها فإنطلقت مرة أخرى إلى كهف آنتروم.. تأملت المكان حولها متسائلة في نفسها عن كيفية التأقلم على الحياة داخل هذه الغابة المقفرة فالظلام يسود المكان وغصون الأشجار تحجب الضوء المنبعث من النجوم.. تنهدت بقلة حيلة قائلة في نفسها : لا بأس فيدرا حاولِ تدبر الأمر ..أزاحت الغطاء عن وجه الصغير وجدته نائم والدموع ترسم خطاً على وجنتيه الرقيقتين .. مررت أناملها على عينيه تنظر له بحنان قائلة : لاتخف ياقرة عيني.. لن يمسك سوء طالما أتنفس وقلبي ينبض يا أمير قلبي.. إنحنت لتطبع قبلة رقيقة على وجنته ثم أردفت قائلة بإبتسامة : هيا بنا لنتعرف على المكان الذي سأرعاك به وايضاً لأنني لدي الكثير من الأمور التي أود مشاركتها معك أيها الصغير الوسيم .. وقفت فيدرا أمام باب الكوخ تنظر له بخوف من مظهر خيوط العنكبوت المنسوجة علي جوانبه بشكل يثير الرعب والتقزز.. إستجمعت شجاعتها ودفعته على مهل بحذر شديد ترقباً لما ستراه بالداخل حاملة چايدن بين ذراعيها بحماية شديدة تنظر حولها بتوجس ولم يخب ظنها فالمكان كما توقعته تماماً..ظلام دامس بالكاد ترى ضوئاً ضئيلاً .. أتربة في كل مكان وخيوط عنكبوت مثيرة للغثيان.. ..تعمقت أكثر في الدخول حتى أبصرت مصباحاً زيتياً موضوع على طاولة ما في المنتصف.. إقتربت منه تمسكه بحذر فأضاء فجأة بشكل جعلها تنتفض من مكانها ذعراً.. وضعت كفها على صدرها لتهدأ ضربات قلبها المتسارعة من منظر الكوخ المرعب .. وقفت مكانها تتلفت حولها محاولة إيجاد حل لترتيب هذا المكان الغير صالح للحياة فلا يوجد سوى قطع أثاث مهترئة يغطيها الغبار بشكل كامل ولحسن حظها انتبهت لوجود مضجعاً صغيراً في أحد أركان الكوخ .. إبتهجت قليلاً واتجهت نحوه تنفض الغبار من عليه وما أن لمس كفها المضجع حتى تحول إلى أريكة وثيرة نظيفة تماماً .. إبتسمت فرحاً وقالت : يبدو أن أمي أعادت إليَّ بعضاً من قوايَّ السحرية التي فقدتها داخل هذا الجسد اللعين ...وضعت چايدن على الأريكة تنظر إليه بسعادة قائلة : إنتظرني قليلاً ياصغيري حتى أجعل هذه الحظيرة مكاناً يليق بك ياولي عهد ليبرا العزيز ...إستقامت في وقفتها تشمر عن ساعديها متجهة نحو كل الأماكن المغطاة بالغبار تتلمسها بخفة فتتحول إلى قطع أثاث جميلة حتى خيوط العنكبوت تجمعت بنظرة من عينيها وخرجت من النافذة.. إنتهت فيدرا من تنظيف الكوخ الذي لم يستغرق منها سوى بضع دقائق ووقفت تنظر بفخر إلى المكان الذي تحول إلى منزلاً انيقاً.. إتسعت ابتسامتها واتجهت نحو الخارج مبتعدة قليلاً عن باب الكوخ ثم أشارت بيديها إلى أغصان الأشجار التي تغطي المكان وبحركة دائرية من سبابتها أزالتها جميعاً حتى ظهرت أمامها السماء المزينة بنجوم تتلألأ لتنير الظلام الليلي المألوف ... إبتسمت على هذا المنظر المريح لكن سرعان ماعبست مرة أخرى بعدما نظرت إلى الأرض تحت أقدامها فأوراق الشجر اليابسة تغطي الفناء بإصفرار قابضاً للنفس.. أطبقت على جفنيها تضم قبضتيها إلى صدرها ثم دفعتهما على مهل بشعاع أبيض من بين أصابعها حوّل المكان إلى حديقة خضراء على إمتداد بصرها.. فتحت عيناها غير مصدقة لما تراه مطلقة ضحكات مرحة وقالت لنفسها : إذن لنجرب شيئاً آخر .. أغمضت عينيها مرة أخرى تصفق بيديها ثلاث مرات فظهر بئراً مربوط بأعلاه دلواً لتجلب مياهاً نظيفة من أعماقه .. قامت بنفس الحركة ثانيةً لتظهر هذه المرة ماعزاً لونها أبيض تدر حليباً نقياً لإرضاع الصغير ..فتحت فيدرا عينيها تنظر حولها بأريحية شديدة ثم أخذت بعض الهواء داخل رئتيها وزفرته على مهل تحدث نفسها قائلة بإمتنان : شكراً أمي المكان أصبح رائعاً

( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن