الفصل الثاني والعشرون

2.4K 108 1
                                    

أطاعته متعجبة من ردة فعله غير منتبهة لما يدور حولها.. مد يده نحو القلنسوة يرفعها سريعاً ليغطي شعرها بالكامل.. مثبتاً نظراته على زمرديتيها بحديث إستشفت منه نار مستعرة داخل صدره.. يأمرها أن تعيد لثامها كي لا تطالعها عين بشر ولا ينظر لها غيره بإفتتان.. تلك الجنية الساحرة.. الشهية للغاية .. المُذيبة لأعصابه لكن إياها وأعصاب الآخرين.. إنها حِكره وخصوصيته.. مُلكه وملكيته.. أرضه الضائعة وبلاده التي لايعلم اي طريق مؤدي لها سوى شفتيها.. حبة الكستناء المغوية التي لا يحق لمخلوق أن يُغوَى بها غيره لأنها بكل مايمتلك من أنانية وحبٍ للذات أفروديت خاصته.. أمسكت هيلينا طرف اللثام بأصابع مرتجفة تثبته مرة أخرى على وجهها.. وبحركة أجفلتها سحبها من مرفقها ليبتعدا عن هذا المكان قبل أن يفقد سيطرته على نفسه ويقوم بإراقة دماء من إختلس النظر إلى قدها القتال .. بينما هما على هذه الحالة الصامتة من الشد والجذب كان هناك زوج من العيون يراقبهما بحسرة.. نار غيرته التي تضج بها أوردته المنتفخة أضرمت في قلبها حريقاً .. إمتدت ألسنة لهبه لتردي آخر أمل لها في إمتلاكه حطاماً.. حبست أوريانا دموعها داخل محجريها بشق الأنفس.. رؤيتها لهيلينا بعدما كشفت عن وجهها وشعرها ألجمتها .. من كانت تظنها أقل جمالاً منها تمتلك فتنة سبعة أكوان وجمال ألف قبيلة.. لا يضاهي بهائها أنثى ولن تستطيع منافستها بأي شكلٍ كان .. سحبت نفساً مرتجفاً تعبأ به رئتيها المحترقتين ثم زفرته على مهل مُحَدِثة نفسها بألم : بِمَن تقارنين نفسك يا إبنة آجنوس؟ .. إنها الأميرة سليلة الملوك والأمراء وها هي تجذبه بدمائها التي تجري في شريان وتينه... إبتلعت غصتها الممتزجة بكرامتها المتورمة ثم نفضت شعرها الأسود الثائر كمشاعرها الغجرية وقررت اللحاق بهما حتى ترشدهما إلى المنطقة الثالثة ... أما عنهما فكانت الأجواء متوترة بينهما .. هو يشدد قبضته على رسغها طاحناً عظامها الرقيقة تحت أصابعه بغيظ وهي تتألم لكنها سعيدة.. تتطاير الفراشات الملونة في صدرها.. عينيها تفجران قلوباً حمراء كلما وقعت على وريده البارز بجانب عنقه يهتز وينفر من فرط غيرته.. تحاول كتم ضحكة متسلية تتسلل إلى مبسمها الملثم.. تتحدث هامسة لنفسها : إنه يغار.. و ما أجمله حين يحترق بنار الغيرة.. توقف فجأة عندما وصل صوتها الضعيف إلى مسامعه وإلتفت يحدجها بنظرات مُحَذِرَة أن تكف عن العبث بما تبقى لديه من صبر على التلذذ بأكل جمالها حتى لا يضطر لقتل أحدهم.. وأثناء عراكهما البصري إقتربت منهما أوريانا تلملم أذيال هزيمتها هاتفة بصوت تجاهد على إخراجه طبيعياً : إنتظرا من فضلكما

إستدار چايدن ناحيتها ولم يستطع التحكم في وجوم ملامحه لكنه أجابها بنبرة هادئة نوعاً ما : معذرةً أوريانا.. غادرنا دون أن نعلمكِ

إبتسمت إليه قائلة : لا عليك.. صمتت لثواني ثم تابعت بلهجة عملية متسائلة : ألن تكملا جولتكما؟

رد عليها بثبات زائف : بالطبع سنكمل لكننا لا نعلم الطريق

أشارت أوريانا للجهة المقابلة له : هذا الممر يؤدي إلى المنطقة الأكبر والأهم في إيبريوس ..أستطيع مرافقتكما هناك

( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن