الفصل الخامس والعشرون

1.9K 94 2
                                    

تتبعتها سيلڤيا بأنظارها وما أن تأكدت من إختفائها تماماً حتى إلتفتت تقول لوالدتها بقلق : أنا لست مستبشرة خير من وراء هذه الغجرية

أجابتها الأم ريڤا بلهجة مطمئنة : سبق وأخبرتك أن أوريانا خيوطها في يدي..

سألتها سيلڤيا بعدم فهم : هل أنتِ واثقة يا أمي؟

ضحكت الأم ريڤا بشدة ثم قالت : والدتك تحارب أعتى السحرة ببلورة تجعله يرى ماتريده في طرفة عين.. فما بالكِ بمجرد فتاة عاشقة.. هل تعتقدين بعقلك الصغير أنني لا أعلم نواياها؟

رفعت سيلڤيا كتفيها قائلة باستسلام : لا أعلم لكنني غير مرتاحة لاقترابها من چايدن

ضربتها الأم ريڤا على وجنتها بخفة تقول مازحة : لا تقلقي يا ابنة الساحرة.. أمك ليست غافلة وإن كنت أشك ولو للحظة أنها خطر لما أقحمتها في الأمر من البداية..

أمسكت سيلڤيا كف والدتها المجعد تقبل ظاهره ثم قالت بامتنان : سلمتِ لنا ياحبيبة.. أنا أثق بكِ وبقدراتك لكن أعذرِ خوفي على الصغيرين

تنهدت الأم ريڤا بتعب : أنا أيضاً خائفة عليهما وخاصة هيلينا.. وأتمنى ألا يخبرها چايدن بأمر إيلار حتى لا تحزن... حبيبتي تعشق ولي العهد أكثر من نفسها وكلما أتخيل مدى جرحها قلبي يؤلمني وكم تمنيت أن أخلصه من هذه اللعنة بدون إراقة دماء لكن القدر له رأي آخر

أطبقت سيلڤيا جفنيها قائلة بألم : وكأنك قرأتي ما أشعر به

مسدت الأم ريڤا على شعرها تواسيها قائلة : لعلها تمر بسلام

************

على صعيد آخر /

قام الآنجيوس بنقل چايدن إلى مملكة آجنوس بالطريقة المعتادة.. جاثياً على ركبتيه.. مطأطأ الرأس.. خائب الرجا وجميل المُحَيَّا رغم إنفطار قلبه.. عالمه يصبح أكثر سواداً كلما إلتقى باللعين الذي يتلاعب بمقدراته كمن يراقص دمية لا روح بها.. خيوطها أصبحت بالية وعروقها تنزف ألماً وبالرغم من إحتضارها على أعتاب تعاويذه المميتة إلا أنه مُصِّر على تصفيتها لآخر قطرة دماء.. لم يدري چايدن كم مر عليه من الوقت وهو جالس هكذا محني الظهر والأمل.. أفاق من شروده على صوت الآنجيوس يقول بهدوء ونبرة عذبة : أعتقد أنك قوي بما يكفي لمواجهة قدرك

نظر إليه چايدن بعيون غائمة قائلاً بضعف : لم يعد لدي أي طاقة للمقاومة.. لقد أِسْتُنْزِفْتَ بالكامل

أجابه الآنجيوس بصوت صلب : كلَّا.. مازال في روحك الصامدة بقية ياصديقي

تعجب چايدن من طريقته في الحديث ثم سأله : منذ متى ونحن أصدقاء؟.. علاقتنا لم تتخطى حدود العبودية.. انا خادمك ياوشمي العزيز أم نسيت؟

ضحك الآنجيوس قائلاً : لم تكن يوماً خادمي.. أنا وأنت أُجْبَرنا على لعب هذه الأدوار

زفر چايدن قائلاً بغضب : أنا لا أفهم شيئاً مما تتفوه به.. والحقيقة أنك تعود إلى النقطة صفر وأصبحت الشيء الأكثر غموضاً في حياتي السوداء مجدداً

( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن