وقفت هيلينا تتابع مايحدث بقلب نازف والدموع تعرف مجراها فوق وجنتيها.. لا تعلم من أين إستمدت القوة على الثبات مكانها وهي تراه يعاني بهذا الشكل الموجع.. ألماً مفرطاً إجتاح كل خلية من جسدها.. روحها تتمزق.. عبراتها تحولت إلى قطع من زجاج متكسر تشحذ وجهها لتختلط مع دماء خافقها الذي لم يتوقف عن الهدر وكأنه فقد نصف دقاته.. تصلبت أنظارها على الأغلال التي شدت وثاقه وبسرعة خاطفة رفعته ليختفي ...لم تتحمل أكثر من ذلك وإنتابتها حالة من الصراخ الهيستيري تهتف على والدتها : أمي.. أين چايدن؟؟.. لماذا رفعته السلاسل مجدداً؟
حاولت سيلڤيا تهدئتها فهي على علم بمدى صعوبة الموقف : حبيبتي.. إهدئي قليلا
صرخت بها بقوة أكبر : أي هدوء هذا الذي تهذين به؟؟... ألم تشاهدِ ما حدث؟؟
تحولت نبرة والدتها إلى الصرامة بعض الشيء ثم أردفت : هيلينا!.. ماحدث كان مرحلة جديدة في تخليصه من لعنات تكاد تودي بحياته وإن لم تكونِ على قدر المسئولية الملقاة على عاتقك فمن الافضل أن تعودي إلى ليبرا لتنتظرِ عودته مع من ينتظرونه هناك
مسحت هيلينا دموعها براحة يديها قائلة بتحدي : لا.. لن أعود بدونه حتى لو ازهقتِ روحي مثلما فعلتِ مع جدتي
شعرت سيلڤيا وكأنها تلقت طعنة قوية بنصل سكين حاد ..الصغيرة لا تعلم أن ماشاهدته كان مدبراً لسبب يجهله الجميع.. غير مدركة لخطورة ماتفوهت به لكنها إلتمست لها العذر .. تنهدت بعمق قبل أن تجيبها بثبات : لن ألوم الآن عليكِ فيما قولتيه لكنني أحذرك من تكراره
تعالت شهقاتها مرة اخرى قائلة بصوت متحشرج من أثر البكاء : لم أعد أهتم بشئ سوى سلامة چايدن.. ليذهب كل شئ عاداه إلى الجحيم..
لم تستطع سيلڤيا السيطرة على إنفعالاتها أمام حديث إبنتها المبطن بتلميحات غير واضحة وهدرت بها عالياً : وهل تظنين أن سلامته لا تهمني؟!.. أتعتقدين أنني لا أتمزق عندما آراه ينزف بهذا الشكل أمام ناظري وأنا مكتوفة الأيدي ؟! .. چايدن ابن روحي ورفيق غربتي ولو كان لي حيلة في الأمر لحللت مكانه
إبتلعت هيلينا ريقها بصعوبة مجفلة من حديث والدتها الذي جعلها تدرك تهورها ومدى الألم الذي سببته لها .. حركت شفتيها الجافتين بنبرة يبدو عليها الندم بعض الشئ : معذرةً أمي..لم أتعمد إيلامك
إرتجف صوت سيلڤيا قليلاً قبل أن ترد عليها بحزن : حتى لو لم تتعمدِ فأنتِ آلمتيني بشدة وكأن الغصة المستقرة في قلبي لا تكفيكِ يا ابنة مارسيل
إعتذرت هيلينا بصوت واهٍ : سامحيني يا أمي.. أرجوكِ
أردفت سيلڤيا بهدوء : لا عليكِ يا صغيرتي.. أنا متفهمة صعوبة الموقف لذا لن أعتب عليكِ
إستغلت الهدوء الواضح على صوت والدتها وسألتها بتوجس : متى سيهبط چايدن من على سطح القمر؟
أنت تقرأ
( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)
Fantezieجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس فانتازيا خيالية .............................................. عن مجري حياة يسير دون إرادتي ..داخل غابة مظلمة أعيش بوشمٍ مقرونٍ بذراعي الأيسر ... يتوغل بين أوردتي ويتحرك مبحراً في خلايا جسدي حتى أ...