"لو كان الفقر رجلاً لقتلته"..
لو كان الحب رجلاً لاستوقفته، كنت لأحكي له أن الرجال عندما يبكون علاقةً ما فإن هذا بسببه، وأن الرجال المعلقين بحبٍ يائسٍ يبكون كثيراً، ويعتذرون كثيراً، ويقدمون له من القرابين ما يسقي واحةً قاحلة.
أيها الحب،
أكتب لك من خلف ذاكرتي التعيسة معك، أتلمس الشقوق التي خلّفتها على قلبي، وألعنك. لا تسألني عنها حباً وكرامة، لأنها استشرفت ما قد يكون حتماً، فراحت تدوس رجولتي، وتلعب على وتر مشاعري. أعلم أنها ستبكي قليلاً، وتحزن، وتخبر صديقاتها كم أنني رجلٌ شرقيٌ ترك أنثاه في عز حاجتها إليه، وفي النهاية ستكرهني، ويكرهنني.
أيها الحب،
لا أحد غيرك يعلم حجم النكبة، وكمّ الدموع، ومساحة البوح، وحجم الشوق، وعدد الأوراق، وجفاف الأقلام. لا أحد غيرك وقف على حجم مصيبتي يواسيني ويمسح على رأسي ويخبرني أن القادم أجمل.
سيقيسون الأمر بميزان أنثى جزائرية، دائماً ما تخرج مظلومة من أي علاقة، لا أحد يعلم أنها جرحت رجولتي إلى حدٍ يحتج فيه كل رجال العالم، لا أحد يمكنه أن يقيس حجم صبري، ورغبتي في البقاء معها، وحبي لها، حتى وأنا أزف لك هذا البوح الأحمق.
أيها الحب،
هل يمكنك أن تنشز قليلاً عن قاعدتك الأسطورية في ملاقاة شخصين وعدم التدخل بينهما، وتتدخل، وتنقذ هذا القلب المريض، المليء بالشقوق، والنكبات، وأثر التدخين؟ أيمكنك أن تحمل كل وجعي، وآرائي، وطلباتي، ودموعي، وتضعها داخل قلبها مباشرة، دون أن نضطر لإشعال الحروب، وإلقاء القنابل، وحرق الأرض المثمرة قلوباً قلوباً.
وأنا أحبها، وهي بعيدةٌ بعيدة، وأنت من همسي قريب.
يوسف،
أنت تقرأ
رسائل يوسف
General Fictionحسنا، لنهدأ جميعنا قليلا ولنتفق على أنني رجل مريض! لا تكن وقحا، ألا يمكنك أن تتوقف عن النظر إلى السواد تحت عيني، وعلب السجائر التي تملأ المكان، معظمها فارغ في الحقيقة، نعم لقد استهلكتها كلها، لكن هذا لن يغيّر شيئا حول ما سأقوله، فتوقف عن التحديق هكذ...