ترميني الأقدار بسعادة بسيطة، ثم تتبعتها بسلسلة من المصائب والنكبات!
لم تعد تهم قواعد اللغة، ولا قراءة هذه النصوص، حتى امرأة سيرتا الناظرة هناك في الأفق البعيد، الواقفة على يم نكبتي، وفي حجرها خارطة تعتقدها تضم تفاصيل مكنوناتي، وهي في الحقيقة لا تحمل إلا ما تركتها تراه... فقط، لم تعد تهم أيضا.
رأيتها اليوم وكانت تبتسم خجلا، ربما لأنها تبصرت من علو مقامها ذاك الشاب الذي كان يقبل حبيبته في فمها وهما على بعد قفزة واحدة من موت محتم.
هكذا هي حريات البشر، دائما ما نمارسها سرا، وإن لم نستطع فإننا نجتهد في أن نبدو منافقين بحجم الموقف.
لا توجد هنا مساحة صالحة للتقبيل، ولا أعتقد بعد ذلك أن هناك مساحة أخرى أمارس فيها نوبة صراخي وأبلل أرضها بدموعي.
تلك المرأة أخبرتني الكثير بعينيها اليوم، غير أن الرجل الذي استوقفني ليسألني عن شبيهتها لم يكن يتوقع نصا أدبيا أو بوحا غبيا، مجرد كلمات مجاملة محشوة في قالب ابتسامة ساذجة.
لذلك حاولت التملص منه، وعندما لم أجد منه اتقاءً فإنني مارست النفاق... مجددا، ورحت أكذب ما استطعت مدة دقيقتين، وعاد هو لحياته، وعدت أنا لأكتشف بعد سويعات أن حرية فلسفة النساء والتماثيل غير جائزة لي، وأن علي تعويض ذنبي هذا بوجع جديد.
هذا النص ليس صالحا للنبذ أو الإعجاب.. في النهاية لا خيار بينهما يمكنه أن يخيط حلاً بحجم حاجتي. سأبقى أحبها وأتذكر ابتسامتها الخجولة دوما، عالما أني لابد أن أدفع أقساطا أخرى لتسديد هذا الذنب المستمر.
وأنا على عهدي بحبك، وحبه.
يوسف،
أنت تقرأ
رسائل يوسف
General Fictionحسنا، لنهدأ جميعنا قليلا ولنتفق على أنني رجل مريض! لا تكن وقحا، ألا يمكنك أن تتوقف عن النظر إلى السواد تحت عيني، وعلب السجائر التي تملأ المكان، معظمها فارغ في الحقيقة، نعم لقد استهلكتها كلها، لكن هذا لن يغيّر شيئا حول ما سأقوله، فتوقف عن التحديق هكذ...