لماذا تغريني وأنا لا أفهم ما تقوله أصلا يا رؤوف، أقرأ الترجمة الآلية الركيكة وكلي تأثر بما تمنحني إياه من الفهم.
لا شيء يؤنسني طيلة ثلاثة أيام غيرك أنت وطيف حبيبة، أحس أنني بائس مثلك، وربما أكثر منك، لأنني تيقنت بعد أن لبثت نوبتي هذه المرة ثلاثة أيام كاملة أنني كنت أؤجل قدرا محتوما فقط.
القدر الذي كان عليه أن أختاره قبل ست سنوات، عندما تحول العنصر الثامن والعشرون إلى جثة كان علي أن أحملها عدة أميال لتحظى بدفن لائق.
منذ تلك الملحمة أصبح ستة وعشرون شخصا يبدؤون يومهم بجرعة مهلوسات قانونية، الثامن والعشرون في علم الله وفلكه، السابع والعشرون تحول إلى مجرد يوسف يكتب هذا بيد مرتجفة وعين دامعة على الخامسة صباحا.
أكان علي أن آخذ الحبوب مثل البقية؟
قال طبيب المجانين حينها أن أي مشكل بسيط سيؤثر علي كثيرا إن لم أبدأ العلاج، للأسف أنا لم آخذه، ولم تكن مشاكلي بسيطة يوماً.
الجميع ينسى عني وأنت.
أشعلت جميع الشموع الأخيرة..
كل ما أراه: دخان العثة والسجائر.
مشوهة الزهور، حيث توجد رائحة لك.
لقد تركتهم لي.
لقد تركتهم لي.
كم أنت بارع في وصف وجعك يا رؤوف، أعلم أنك لا تقرأ آراء المستمعين أصلاً، لأن كلمة "رائع" لم تكن مناسبة لوصف الوجع أبداً.
أما أنا فأقرأ كل رأي، وأضطر للرد عليه، لأن يوسف كلفني بهذا منذ اختار البوح الأحمق!
أنت تقرأ
رسائل يوسف
Fiction généraleحسنا، لنهدأ جميعنا قليلا ولنتفق على أنني رجل مريض! لا تكن وقحا، ألا يمكنك أن تتوقف عن النظر إلى السواد تحت عيني، وعلب السجائر التي تملأ المكان، معظمها فارغ في الحقيقة، نعم لقد استهلكتها كلها، لكن هذا لن يغيّر شيئا حول ما سأقوله، فتوقف عن التحديق هكذ...