لنتلاعب قليلا بهذا النص، فلنجعله أقل حدة من مثيلاته الأكبر سناً.
لن تفهمني وأنت جالس تنظرني من وراء هاتفك، لأنك لن تتمكن من لمس الجرح الغائر بيدك. هذا النص يُقرأ وأنت قاب حبلٍ أو أدنى من الانتحار، تقرؤه بيدين مرتجفتين ثم تتخذ أحد القرارين الوجوديين: أن تكون، أو لا تكون.
هل حظيت بانتباهك، هل بدوت لك لوهلة رجلا عميقا يجيد وصف الأشياء من حوله؟ أنت مخطئ!
لا شيء هناك في الحقيقة، لقد تلاعبوا بي طفلا ومراهقا وشابا، وعندما لم أجد ما أحتفظ به لنفسي أخذت حرفة الكتابة وجلست على كرسي اليتم أرميكم فتاتها من حين لآخر... تأخذون بعضه، وتنكرون بعضه، وأنا لا يهمني الأخذ والنكران، منذ متى يهتم الناس إن كان الحمام يترك فتات الكلام أم يأكله، أم يلوكه ويبصقه؟
حسنا، بدأ هذا النص يصنع لنفسه مساراً غير الذي أريده...
ثلاثة ثلاثة، ثلاثة.. كابوسكم ينقص نقطة بين السين والكاف لتكتمل الصورة!
فلنذهب جميعنا إلى مقاهي الانترنت لنشاهد الحفلات الدموية ونقرأ كيف كان أفلاطون يختار الغلمان لجنس عابر بدل هذا البكاء المذل على الأوراق. قداسة الكلمات زالت مع تهافتكم وعادت نصوص الأولين تُكتب بلغة لا يفهمها البشر القريرون ببشريتهم، أمثالهم أمثالكم، لنا ما لنا وليس لهم ما قالوا أنه لهم، أنّى لهم؟
هل بدأت تفهم؟ أنا لم أبدأ الكتابة بعد، كلها أنصاف أفكار جمعها مَني واحد في رحم نص كان عاقرا قبل أن أتعرف عليه منذ ثلاثة عشر عاماً... ولا يزال يسألهم عن خاتم خطوبتي!
ربما لا يتبع، لأنك سوف تختار قرار ألا تكون الآن، وأنا أيضا... وأنا أيضا.
يوسف،
أنت تقرأ
رسائل يوسف
Fiction généraleحسنا، لنهدأ جميعنا قليلا ولنتفق على أنني رجل مريض! لا تكن وقحا، ألا يمكنك أن تتوقف عن النظر إلى السواد تحت عيني، وعلب السجائر التي تملأ المكان، معظمها فارغ في الحقيقة، نعم لقد استهلكتها كلها، لكن هذا لن يغيّر شيئا حول ما سأقوله، فتوقف عن التحديق هكذ...