(1)
كنا اثنين، ثم أصبحنا واحدا بدل أن نكون ثلاثة!
هذا الوضع يقتلني، يحملني على التصرف بعشوائية مقلقة، مثل أن أتجرد من كل ملبس في ليلة باردة وأفكر في تقطيع الورقة المعلقة على جدار بغرفتي "عقوبة تارك الصلاة"، لأن كل صلواتي وابتهالاتي لم تفلح حتى الآن في تكوين المعادلة الصحيحة، وهي أن ثلاث نطف لا يمكن أن تُختزل في نطفة واحدة مهما غيروا في جينات البشر.
هل أصلي أكثر؟ أم أترك أظافري تستطيل وشعري ينتكش مجددا كنوع من جلد الذات على مصير أحمّل نفسي مسؤوليته دون أن أتدخل في تشكيل معالمه المقرفة.
لا شيء تغيّر في حياة الرجل البائس...
نفس اللحظات الموحشة، ووجع القلب، والضحك على ثلة المنافقين المتوجهين لأداء الصلاة وهم يحاولون عبثا أن يطهروا قلوبهم بمسك ممزوج بماء الحنفية.
لا شيء تغيّر عدا أن الألم أصبح فعل أمر مبنيا على كل حدث صغير، والمفعول فيه أصبح معتلّ القلب والبدن.
* * *
إن الكاتب رجل تعيس جدا، ولابد أن يكون مفجوعا. إنه يلملم أوجاعه ولحظات سهره وانهياره ليصنع منها كلاماً لا يفهمه أحد، ويضيف على ذلك بعض القواعد التي سنّها الأولون، ثم يقف أمام ثلة من الأصحاء محاولا إقناعهم أنه فن من الفنون وليس رئة ثالثة في جسد منهك، ويجتهد في ذكر آيات الحكمة...
أنت تقرأ
رسائل يوسف
General Fictionحسنا، لنهدأ جميعنا قليلا ولنتفق على أنني رجل مريض! لا تكن وقحا، ألا يمكنك أن تتوقف عن النظر إلى السواد تحت عيني، وعلب السجائر التي تملأ المكان، معظمها فارغ في الحقيقة، نعم لقد استهلكتها كلها، لكن هذا لن يغيّر شيئا حول ما سأقوله، فتوقف عن التحديق هكذ...