مقدّر لك أن تموتي قريباً

13 1 0
                                    


مقدّر لك أن تموتي قريباً!

لا أقول أنني انزلقت وراء السماء السابعة وسمعت ما يدور هناك من حوارات، أنا فقط أضع على طاولتي كل الاحتمالات الممكنة، ثم أقتل بيدين عاريتين كل احتمال ضعيف، فلا يبقى غير القوي في ساحتي، دائما ما يكون البقاء للأقوى، حتى في قائمة احتمالات.

إنك تعيشين أيامك الأخيرة بنفس عهرك المعتاد، لا تزالين في تغنجك وتقلبك أمام كل رجل تلتقينه، لا زالت عيناك تبتعدان أكثر من اللازم، ولا زال بعض ضحاياك أحياء ليكتبوا قصصهم بدم خيانتك.

بالتأكيد أنت تذكرينني، أقول هذا بعد كمّ منشوراتك الحزينة على فيسبوك، والموجهة إلي من الأساس. لقد نجحت أخيرا في أن تكوني كاتبة، لأن ضحاياك قد شكلوا من أجلك سلّما في نهايته جائزة زائفة كانت تنتظرك مثل أفعى غادرة، لتحكم عليك التفافها، وتمتص منك آخر بقايا عذريتك الصامتة.

أنا أيضا أحتفظ بذكرياتي معك، يحضرني صوتك الخائف وهو يأتيني عبر الهاتف، لأن أباك السكير يضرب أمك المسكينة. لم يكن أرذل شاب في الكون ليلتفت إليك في تلك المرحلة من حياتك، غير أنني فعلت، وتوقفت، وقررت أن أجعل هذه الماثلة أمامي زوجة لي.

لم أكن أعي ما يحدث وسط غمرة حبنا، لم أع أنك كنت تنفلتين من يدي بهدوء، بدءا من حلمنا المشترك الذي أحرقته أمام رجال الدولة، وعيارك الشهير: "أنت ما تفهمنيش"، وصولاً إلى حمل أغراضك فجأة ومغادرتي دون رجعة.

لم أكن أفهم ما حدث حينها، غير أنني عندما نظرت إلى السلم الذي بنيته على أنقاض رجولتي فهمت كل شيء، لأنني قدمت لك حباً، وهم قدموا ألقابا ومناصبا، فكان أن أصبحت مهددا بالحبس لأجل حلمي، وكان أن أصبحتِ علكة يلوكها فم ثم يتركها لآخر.

لهذا فأنت مقدر لك أنت تموتي، لأن اليوم الذي تعتقدين فيه أنك قد كسرتني هو تاريخ توقيع إعدامك!

قال نيوتن أن لكل فعل ردة فعل، مساوية له، معاكسة له في الاتجاه، وأتى أينشتاين ليثبت أننا نحن البشر لا ننشز عن هذه القاعدة، وأخيرا أتيت أنا لتعلمي أن فعل حبي قد بلغ ذروته، وأن عليك تحضير نفسك لفعل كرهي المساوي له.

والسلام عليكم يا أهل الديار.

يوسف،

رسائل يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن