السلام عليك أيها الرجل الذي لا أبلغه إلا بشق كتابتي، أما بعد فإني أكرهك وأكتب لك هذا لتعلم ما أنت جاهله.
أقول أني لا أحبك، وأنك سوف تندم لاحقاً، متأخراً بضع دقاتٍ عن حبه لك أخيرا، لأنني يسّرت لك الطريق، ونزعت منها كل مطبّة مزعجة، وجعلتها وروداً سرّت كل ناظرٍ عداك أنت، فكان أن اخترتُ لكَ تمسكك بما انقضى وأضحى من الواجب معالجته، وكان أن أضفتَ على قائمة سخافاتك، سخافة مستقبلية، تترقبها أنت، وأكرهها أنا بكل ما أوتيت من شر.
إنك تكرر نفس الخطأ ببلادةِ من يكرره منذ عشرات السنين، وأنا الكاتب لك، الذي ملّ وكره انتظارك، ونفض يده منك، لأنك -بكل اختصار- لا حاجة بعده لأي تبرير من أي نوع: لا تستحق منزلتك..
لأنك تستبدل روحاً بروحٍ وسط لعبةٍ قذرة تلعبها أنت وزميلك الجديد القديم، يترككَ القدر مرة تختار من تحيي، ومن تميت، فتختار أن تقتل نفساً لتخلق أخرى.. أي عتبى ترضيني، وأي عتاب يكفيك!
في نهاية الأمر أحب أن أذكرك بأن الله، والمجتمع، وأنا، وهو سوف نحاسبك كلنا، وأنك سوف تركع أمامنا طالباً صفحنا، راجياً سعة قلوبنا، وإني قد بدأت أعد من أجلك طاولة شطرنج، ولم تعد تهمني عواقب ما أفعل طالما أنه يبدو لي مناسباً، وإني أتمنى لو تهتدي قبل أن تحترق، وأن تفهم، قبل أن ألعب معك آخر لعبة عندي، ويموت الملك، وتبكي ملكته، ويفنى مُلكه.
والسلام على من تنكّر لماضيه طلباً لزيفٍ يرضيه.
يوسف،
أنت تقرأ
رسائل يوسف
Algemene fictieحسنا، لنهدأ جميعنا قليلا ولنتفق على أنني رجل مريض! لا تكن وقحا، ألا يمكنك أن تتوقف عن النظر إلى السواد تحت عيني، وعلب السجائر التي تملأ المكان، معظمها فارغ في الحقيقة، نعم لقد استهلكتها كلها، لكن هذا لن يغيّر شيئا حول ما سأقوله، فتوقف عن التحديق هكذ...