هل رأيت في حياتك رجلاً يبكي وهو يكتب نصاً سعيداً؟
إنني أرى الكون بياضاً لا يسوءه غير روحينا المتقابلتين بعد فراقِ أعوام. صدقني لم أعد ضعيفاً مثلما كنت، طالما حاولت أن أستدرّ الحب من أثداء النساء، وعقول الرجال، ولما ابتسمتَ لي أخيراً توقفتُ عن كل شيء، وجلست مشدوهاً لطلعتك البهية.
أسألك لو رأيت في حياتك رجلاً يبكي وهو يكتب نصاً سعيداً..
كنت أعتقد أن صدور النساء تثيرني لأني أفتقد صدر أمي، ولما مثلتَ أمامي علمتُ أن صدري هو الذي يفتقد رأسك المائل عليه، تماماً مثلما كنا نتوسد بعضنا عندما لم يحن علينا أحدٌ قبل أحد عشر عاماً.
هل رأيت في حياتك رجلاً يبكي وهو يكتب نصاً سعيداً؟
لأنني لا أعلم كيف تُكتب النصوص السعيدة، فأنا لم أبتسم صادقاً في غير موضعين: الأول عندما كنتُ رضيعاً، والثاني عندما ابتسمت لي، كل الابتسامات الأخرى إما زائفة أو ناقصة.
لم يعد أي شيء آخر مهماً الآن، سأترك لهم تهافتهم، وقواعدهم، وأدبهم، وزيفهم. سأترك أشلاء النصوص المعلقة، والقضايا العالقة، وأهرب من كل شيء إليكَ أنت.. وحدك، وليتبعني من أحب صحبتي، وليرحل من أحب الرحيل، لم أعد أهتم، ولن تسقط دمعة جديدة إلا في سبيل رضاك وسعادتك.
أجبني إن كنت قد رأيت في حياتك رجلاً يبكي وهو يكتب نصاً سعيداً؟
أنا أفعل، فهل يمكنك أن تقترب مني أكثر لأبكي بُعدنا، وألعن كل من قال أني أحبك أكثر مما ينبغي علي، وكل من فرّق بيننا.
لدي الكثير لأقوله.. سأحكي لك بداية كيف تلاعبت بهم جميعاً، وكيف أصبحوا ينظرون إلي، تماماً مثلما أردت أنا، تماماً مثلما وعدتك عندما كنا صغاراً.
أما ذلك الأحمق فلا تشغل به تفكيرك الآن، إنه منشغل بشهوته الآن، وقريباً سأجعله ينشغل بأمور أكبر، أمور تقلب حياته جحيماً، إنك تعلم كم أجيد لعب الشطرنج بمصائر البشر، ألم نكن -في طفولتنا- نلعب الشطرنج معاً؟
هل رأيت في حياتك رجلاً يبكي وهو يكتب نصاً سعيداً؟
تحضرني ذكرى إصابتك، وكيف أقنعت نفسي أنني أنا المتسبب فيها عنوة، ورحت أكلّمك وأحاول التخفيف عنك بصوت ممتزج بالدموع. أتذكر كيف أملى عليّ عقلي المراهق ألا أمثل أمامك إلا وبيدي شيء من أجلك، وكيف فرحتُ يوم تماثلتَ للشفاء، ورحت أتحسس تلك القدم وأقبلها، تماماً مثلما يقبل آخرون جباه أمهاتهم.
هل رأيت في حياتك رجلاً يبكي وهو يكتب نصاً سعيداً؟
قف ورائي، فقط قف ورائي، أقسم ألا شيء سيؤذيك، أقسم أن نار الشر لن تصلك ولو أطعمتها أضلاعي.
وأشهق..
يوسف،
أنت تقرأ
رسائل يوسف
Tiểu Thuyết Chungحسنا، لنهدأ جميعنا قليلا ولنتفق على أنني رجل مريض! لا تكن وقحا، ألا يمكنك أن تتوقف عن النظر إلى السواد تحت عيني، وعلب السجائر التي تملأ المكان، معظمها فارغ في الحقيقة، نعم لقد استهلكتها كلها، لكن هذا لن يغيّر شيئا حول ما سأقوله، فتوقف عن التحديق هكذ...