الفصل الأول
بقلم رانوش
كثيرا من الشباب لا يقدر تعب أبائهم... فقط يتمتعون بما يحصلون عليه دون التفكير.. كيف حصلوا عليه...
مجتمع راق بأموالهم... شباب مجتمعين على طريق عام.. قرروا ان يستهتروا بأرواح الناس وأولهم أرواحهم...
سيارات بموديلات مختلفة جاهزة للسباق..
يسابقون بالتباهي كما يسابقون بالسرعة
متجهزون ولكن يبدو أنهم ينتظرون شخصا ما......
هاهو قادم بسيارته الجديدة...... معتز السيوفي.. شاب في أواخر العشرينات.. ابن إسماعيل السيوفي رجل أعمال من أكبر رجال الأعمال المصرية في الشرق الأوسط
وقفت السيارات في استعداد للإنطلاق مع صافرة الإنطلاق
واحد.. إتنين... تلاتة... إنطلاق
في فيلا كبيرة تشبه القصور.. ولما لا وهي فيلا إسماعيل السيوفي.. الرجل صعيدي الأصل... عاش في القاهرة وأسس عمله بها... تزوج بناني هانم.. منيرة الدمنهوري... إمرأة ذات طبع صعب... قاسية... متكبرة
يجلس على مكتبه يتنهد بحزن على حال ابنه... فاليوم كان من المفترض تواجده بالشركة ليحضر إجتماع مهم.. ولكنه لم يأتي.. لم يفكر في شعور والده بين شركاؤه وهم يتحدثون فيما بينهم عن إستهتار ولده
عند معتز
كان متفوق على باقي السيارات لكنه خاطر أكثر وأكثر ليصدم بإحدى السيارات من جانبها....
منيرة:
كده يا معتز تقلقني عليك
َعتز:
خلاص يا ماما... بقالي ساعة بقنع فيكي اني كويس... العربية ال اتكسرت
ليأتيه صوت إسماعيل الغضب :
كنت بتسابق برده مش كده
معتز:
يابابا
إسماعيل:
بلا بابا بلا ماما.... انا قولت قبل كده تبطل شغل الإستهتار ده.... تعرف تقولي ليه انهاردة سيادتك مجيتش الشركة.. انا مش منبه عليك انك لازم تحضره
منيرة:
خلاص يا إسماعيل بقى متضغطش عليه
إسماعيل:
لما يبقى راجل ويتحمل المسؤلية ابقى أبطل زي ما بتقولي
معتز:
حضرتك عاوز ايه دلوقتى
إسماعيل بتفكير:
إنت لازم تتعدل وانا عارف هعدلك ازاي
منيرة :
خلاص هو وعدني انه هيبطل سباقات ويلتزم في الشغل
اسماعيل:
وده الوعد رقم كام.. مافيش غير حل واحد ال هيخليه يتعدل
معتز بسخرية:
وإيه هو بقي
اسماعيل بقوة:
هجوزك
في أحد أحياء القاهرة بيت صغير لا نستطيع أن نحكم عليه بفقر الحال ولكنه لم يكن متوسط الحال أيضا
تجلس تقرأ في مصحفها في خشوع.... لتتفاجأ بأحد يطرق بابها
لتذهب لفتحه لتتفاجأ به
مرام فتاه في الخامس والعشرون من عمرها شديدة البياض ذو حاجبين عريضين وعيون واسعة :
خالو إسماعيل
إسماعيل :
مرام إزيك يا بنتي
مرام:
إتفضل يا خالو....
إسماعيل بعد أن جلس على الأريكة:
اول مره هدخل البيت بعد وفاة مامتك
مرام بعيون دامعة :
الله يرحمها
إسماعيل :
إسمعيني يابنتي أمك كانت اكتر من اخت بالنسبة ليا... صحيح احنا مش اخوات بالدم... بس انا كنت يعتبرها أختي
مرام:
وهي كمان يا خالو كانت بتعتبرك اخوها كانت دايما تقولي لو عندي اخ مش هحبه زي اسماعيل
إسماعيل:
أنا مش قادر أصدق انها بقالها شهر متوفية... بس الحياة لازم تمشي... وهو ده ال انا جاي أتكلم معاكي فيه
مرام :
خير يا خالو
إسماعيل :
عاوزك تتجوزي معتز ابني
في الشركة
يجلس بتأفف وتذمر
معتز:
ها يا عمو مش هتزعق فيا انت كمان
محمود:
لأ ياسيدي مش هزعق.. لاني كنت في مكانك في يوم من الايام بس صدقني عرفت واقتنعت ان اسماعيل اخويا صح.. هو صح لانه الكبير فاهم وعارف الدنيا ماشية ازاي
معتز:
طب وانا... فين قراراتي... انا مبقدرش اختار انا عاوز ايه... مطلوب مني انفذ كلامه من غير مايبقالي شخصية خاصة بيا
محمود:
كل إل أقدر أقولهولك انك هتفهمه اكتر لما تبقى أب
في أحد النوادي
فتاه حسناء الشكل بملابسها الراقية وشعرها المصفف بعناية بالغة تطلع لهاتفها
إتأخرت عليكي يا حبيبتي
كان هذا صوت منيرة
شذا:
أبدأ يا أنطي... خير طلبتي تشوفيني بسرعة
منيرة:
معتز
شذا بلهفة :
ماله زيزو
منيرة بخبث:
هيتجوز
شذا بصدمة :
واااات
منيرة بضحك :
تقبلي تكوني مراتي ابني
عند ميرا
ميرا:
أنا مقدرة يا خالو انك عاوز تعمل أي حاجة علشان تساعدني بيها بس انا مبفكرش في الجواز وكمان معتز ميعرفنيش احنا آخر مرة شوفنا بعض كنا عيال صغيرة جدا وماما كمان ال كانت بتحكيلي
إسماعيل :
ولو كان ده رجاء مني... إسمعيني يابنتي... انا عندي سرطان على الرئة ومرحلة متأخرة... عاوز أطمن عليكي قبل ما أموت... وكمان عاوز معتز يستقر في حياته
مرام بصدمة:
سرطان!!
في النادي
شذا بفرحة:
بس معتز بيعتبرني صديقة ليه
منيرة:
سيبك من معتز... إسماعيل قرر يجوزه وانا كمان قررت انك انتي تبقي مراته.. يبقى تم
مر اليوم على الجميع منهم السعيد ومنهم المتوتر... و الحائر
صباحا تجهزت وارتدت ملابسها وحجابها لا تعلم أهي إتخذت قرار صائب أم لا
في فيلا فخمة
تجلس تلك السيدة التي لم يأخذ الزمن من جمالها تتناول الفطور بصحبة إبنتها
سميرة:
كنتي فين طول النهار امبارح يا شذا
شذا بلامبالاه :
كنت في النادي... مع أنطي ناني
سميرة بتعجب:
مش شايفة ان مقابلاتكم كترت اليومين دول
شذا بضحك:
أصلها عاوزة تجوزني ميزو
سميرة:
ومعتز
شذا :
ماله
سميرة:
عاوز يتجوزك
شذا:
المهم كلام أنطي ناني
سميرة:
يابنتي بلاش تحطي أمل في حاجة مش مضمونة
شذا بتأفف:
أوف يا مامي...
في فيلا السيوفي
فتحت الخادمة الباب لتجد اسماعيل ومعه فتاه يبدو من مظهرها انها أتت للخدمة فملابسها بسيطة جدا.. وهذا البيت لم يدخله من هم بمثل تلك البساطة حتى الخادمات يرتدين ملابس راقية لكي لا تغضب عليهم سيدة المنزل
منيرة:
حمد الله على السلامة يا إسماعيل
إسماعيل:
الله يسلمك
نظرت منيرة بإستعلاء لتلك الواقفة :
مين دي
اسماعيل بإبتسامة:
مرام.. مش فاكراها
منيرة بتذكر:
اها... افتكرت
مرام :
اهلا بحضرتك
ومدت يدها لتصافحها ولكن منيرة لم تمدد يدها...
منيرة مبررة بعد رؤية نظرة الغضب على وجه إسماعيل:
أصل دراعي ملتوي
مرام بخجل:
لا ولا يهم حضرتك... المهم تبقى بخير
في الشركة
كان معتز يهم بالخروج ليجدها أمامه
شذا:
ميزو انا جيت اعزمك على الغدا
معتز:
شذا قولتلك ألف مرة ميزو دي بتعصبني... وبعدين انا مش فاضي دلوقتى
شذا بدلال:
علشان خاطري
معتز:
صدقيني مش هقدر دلوقتى بس اوعدك اعوضهالك
شذا:
أوكيه
في الفيلا
منيرة للخادمةبإشمئزاز وهي تشير إلى حقيبة مرام:
خدي الشنطة دي واحرقيها بره في الجنينة قبل ما تملي البيت بجراثيمها
كانت مرام ذاهبة لحجرتها ولكنها توقف مصدومة مماتري... حقيبتها التي تحتوي على ملابسها و ذكريات والدتها تحترق بالخارج
مرام ببكاء:
بتحرقيها ليه
منيرة:
بنحرقها قبل ما تملي البيت جرثومات.. الله أعلم جواها ايه
مرام:
بس دى بتاعتي
منيرة:
متقلقيش اسماعيل اكيد مش هسيبك من غير هدوم..... غير كده بدل ما تقفي كده روحي المطبخ شوفيهم بيعملوا ايه وساعديهم في عزومة مهمة انهاردة.. يالا اتحركي بس قبل ما تشتغلي اغسلي ايدك كويس وغيري هدومك دي.. خلي واحدة من الخدم ال جوة تجيبلك حاجة من هدومها
مرت الساعات عليها وهي تعمل وتساعدهم... في الأصل لا يوجد لديها مانع... بل هي شعرت بالإهانة لإزدراء وسخرية منيرة منها
حضرت شذا ووالدتها سميرة وأيضا معتز
منيرة :
شرفتونا يا سميرة هانم
سميرة:
ميرسي يا ناني هانم
شذا:
هو اونكل اسماعيل لسه مجاش
أنا اهو
إسماعيل :
اهلا بيكوا
شذا وسميرة:
ميرسي
اسماعيل وهو يبحث بعينيه :
فين مرام
مرام... مرام
أتت مسرعة فور سماعها مناداته
معتز:
مرام مين
اسماعيل:
خطيبتك وقريب هتبقى مراتك
معتز بصدمة:
ياعني إيه
منيرة:
إنت بتقول ايه يا اسماعيل
اسماعيل :
إل سمعتوه... مرام كلها يومين وتبقى عروسة بيت السيوفي
نظر لها معتز بغيظ وتركهم ورحل بغضب... أما سميرة وإبنتها فوجدت انه يجب عليها الرحيل في مثل ذلك الوقت فإستئذنت ورحلت
منيرة بعصبية:
إزاي تاخد قرار زي ده من غير ماتاخد رأيي
إسماعيل:
أنا بعمل الصح.... ابنك لازم يستوعب انه كبر ويتصرف على هذا الاساس
منيرة بسخرية وهي تشير لمرام:
وهي دي بقي ال هتخليه يعرف
اسماعيل :
منيرة... مرام احترامها من احترامي ياريت تاخدي بالك من طريقة كلامك معاها بعد كده
منيرة:
وطالما انت عارف انه كبر... بتاخد القرار بالنيابة عنه ليه
اسماعيل بتعب:
خلصنا يا منيرة... مرام ومعتز فرحهم بعد يومين
في صباح اليوم التالي
إستيقظت مرام وأدت فرضها لتفاجئ به يفتح بابها ويدلف ويغلقه مجددا
مرام:
اظن الباب اتعمل علشان تخبط عليه لو مقفول قبل ما تدخل
معتز:
إسمعيني كويس.. انا مش عاوز اتجوز.... وال فهمته ان بابا عاوز يساعدك علشان والدتك اتوفت من فترة... كل ده تمام.... بس تقدري تقوليله انك مش عاوز تتجوزي وساعتها انا كمان هقوله ويبقى كده احنا اتفقنا مع بعض وهو مش هيقدر يرفض
مرام:
أنا مش هقوله حاجة... لو انت رافض جوازك بيا يبقى تقف قدامه لوحدك وتقوله
معتز بعصبية:
قولي بقى انك موافقة... طبعا بصي لنفسك.. حتى الخدم هنا واضح عليهم المستوى عنك...... فمصدقتي بيت مكنتيش تحلمي تعدي من قدامه... وفلوس وشاب من أغني وأشهر رجال المجتمع
قولي اتفقتي مع بابا ع كام وانا هديهوملك وتخرجي....
إطلع بره
كان هذا صوتها الذي فاض به الأمر من كلامه المستفز
معتز ساخرا:
إيه الحق بيزعل
مرام وفتحت الباب:
إتفضل
ذهب معتز غاضبا وهي يسبها ويسب نفسه للوضع الذي أجبر عليه
على طاولة الإفطار
إسماعيل :
منيرة عاوزك تهتمي بمرام وتعتبريها زي ريم
منيرة :
يالا يا إسماعيل هتتأخر على شغلك
إسماعيل بتنهيدة:
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم... ربنا يهديكي
يجوب غرفته ذهابا وإيابا يشعر بالإختناق من ذلك الأمر.. ومازاد الطين بله رفضها ان ترفض الزواج منه
منيرة وهي واقفة عند الباب:
معتز إهدي شوية
معتز:
أهدى لهو انا متعصب... هو في حاجة تعصب
منيرة:
بالظبط كده... مافيش حاجة تعصب.. لان ببساطة انت مستحيل تتجوز واحدة زي دي
معتز:
وياتري بابا هيقتنع
منيرة:
دي مهمتنا.. نقنعه بس بهدوء
في الشركة
محمود بهدوء:
بس يا إسماعيل مينفعش تجوزه بالغصب
إسماعيل :
هو إضطرني لكده... انا عاوز لما اموت اموت وانا مطمن... تقدر تقولي لو حصلي اي حاجة في اي وقت مين هيخلي باله من العيلة والشركة وتعب سنين.... لازم يبقى قد المسؤلية
والمسؤولية تبدأ بجوازه
محمود:
طيب ومرام ذنبها إيه.... مفكرتش فيها هتعيش ازاي مع واحد مش عاوزها.. و متنساش منيرة
إسماعيل:
هي راضية... وبعدين بكرة معتز لما يعرفها كويس يحبها
في الفيلا
منيرة:
إمسكي
اخذت مرام منها الظرف المغلق بتعجب:
إيه ده
منيرة بإستعلاء:
دي فلوس تكفيكي سنةوشيك على بياض اكتبي فيه الرقم ال عاوزاه علشان تمشي من هنا
مرام وهي تضع الظرف على الطاوله :
الوحيد ال يقدر يمشيني من هنا هو خالو إسماعيل غير كده انا مش همشي
معتز:
لو طمعانة في اكتر من كده قولي
لو محترمتش انت نفسك واتكلمت معاها كويس انا ال هحاسبك
منيرة:
ما هو مينفعش تحطنا قدام الأمر الواقع... والمفروض نقبل عادي من غير إعتراض
إسماعيل:
إل مش موافق على قراري.. انا مقفلتش الباب وانا داخل
منيرة بصدمة:
ياعني إيه
إسماعيل :
إل فهمتيه.... مرام مكانتها من مكانتي... وال مش عاجبه....
معتز:
تمام.. مكانتها فوق راسنا.. كضيفة.. كواحدة مننا بس مش مراتي
أنا مش عاوز اتجوز... انا عاوز اعيش حياتي بحرية.... انا اخد قرارات حياتي بنفسي
إسماعيل:
وانا موافق... اتفضل سيب فيزتك وبطاقتك ومفاتيح الفيلا والشقتين والعربيات
معتز بصدمة :
وده ايه
إسماعيل:
يا إما توافق على جوازك من مرام يا إما تنسى أي علاقة تربطك بيا
بقلم رانوش ♥️
أنت تقرأ
حبيبتي أنا
عاطفيةعندما تدخل إلى حياته لتقلبها رأسا على عقب من أجله ولكنه لا يقاوم . كان وحيداً لا يعلم أن له نصف آخر وعندما يجتمع معها يكتشف الجانب المضيء بحياته كانت كالطير داخل القفص ليأتي هو ويحررها عندما يُصبح أمانك هو ألد أعدائك فتبحث عن قارب نجاة فينبض قلبك بع...