الفصل العاشر

512 18 0
                                    

الفصل العاشر
تجلس فوق طرف الفراش.. تنظر بتعجب لأنحاء الحجرة... ترى أثاثها البسيط الذي ينم عن ذوقه الرفيع...
تشم رائحته المنتشرة...
تداعب أصابعها بإرتباك.. تنتظر.. ولكن ماذا تنتظر؟
دلف هو...
لتنهض في فزع
مراد:
إيه شوفتي عفريت
رشا :
لأ أبدا بس إتخضيت
مراد:
أممم طيب... إعملي حسابك بقي إنك مش عايشة هنا لوحدك.. فلازم تتعودي علشان متتخضيش كل شويه
أولاها ظهره وتقدم من خزينة الملابس يخرج ملابس بيتية له
رشا:
ممكن أسألك سؤال
مراد:
ها
رشا:
ليه إتجوزتني؟
مراد بعد أن إستدار لها :
أكيد مش دايب فيكي مثلا... تقدري تقولي شفقة
رشا بصدمة:
شفقة
مراد:
أه شفقة أو مساعدة،، حبيت أنقذك من إيد عمك وإبن عمك
رشا بسخرية:
لأ كتر خيرك
مراد بتنهيدة:
رشا.. أكيد مش مستنية مني أقولك إتجوزتك لأني بحبك ومقدرش على بعدك.. خلينا صرحا إحنا من يوم ما شوفنا بعض وإحنا بنتخانق... بس فعلا مقدرتش أشوفهم بيهونوكي ويغصبوكي على حاجة ومتسألنيش ليه
رشا:
عموما كتر خيرك إنك ساعدتني... بس هو ياعني
مراد مقاطعا إياها:
أنا هفضل معاكي بنفس الأوضة ده لأن والدتك بالأوضة التانية وهي فاهمة إن زواجنا طبيعي،، ياعني إحنا هنا إخوات مش أكتر لغاية ما تقفي على رجلك وتستقري ويكون إبن عمك ده طلعك من دماغه ساعتها لو عاوزة تطلقي مافيش مانع
رشا بإمتنان:
أنا متشكرة جدا
مراد :
العفو...،، أنا هروح أجهز العشا لغاية ما تبدلي هدومك
أومأت له... ليخرج وتجلس هي تتذكر ما حدث منذ ساعات
فلااش بااااك
جحطت عيناها حالها كحال جميع من يقف
محسن :
بتقول إيه
مراد:
زي ما سمعت
حسين وهو يهجم عليه:
دا أنا أموتك
ولكن مراد إستطاع التصدي له.. ودفعه للخلف ليسقط أرضا
مراد:
يا حجة أنا كنت جاي أطلب إيد رشا.. بصراحة انا كنت ناوي على فترة خطوبة بس بعد إل شوفته ده هنكت كتابنا الليلة
محسن:
وأنا مش موافق
مراد بسخرية :
وأنا مباخدش رأيك... رشا مسؤلة عن قرارتها
والدة رشا بتمني:
وإنتي موافقة على الكلام ده يابنتي
كانت رشا ترتعش... تحاول التحدث أو الصراخ ولكنها تشعر أنها في أعماق بئر....
ضغط مراد فوق كفها ليبثها القوة وأيضا الآمان فخرجت الكلمات منها دون دراية:
أيوة يا ماما... مراد مديري فى الشغل  وكان قايلي إنه جاي يطلبني وأنا موافقة
حسين بهيستيرية:
مستحيل... مش هتبقى لغيري... إنتي بتاعتي أنا.. ملكي أنا
مراد بحدة :
إخرس... لسانك الحلو ده ميجبش سيرتها بدل ما تبقي آخر كلمة تنطقها بيه.... بقولكم إيه يالا مع السلامة وجودكم غير مرحب بيه
محسن بغضب:
إنت بتطرد مين.. إنت إتجننت
مراد بهدوء عاصف:
أه إتجننت ويستحسن تاخد إبنك وتخرج بره... ومن اللحظة دي ملقيش حد فيكم بيعترص لرشا ولا لوالدتها وإلا هتلاقوني قصادكم..
وقبل ما تفكروا إسألوا عن مراد الألفي... بره
كان يتحدث بهدوء مخيف جعلهم يهابوه... فأخرج محسن ولده وخرج بصعوبة
رشا بعد أن سحبت يديها:
متشكرة أوي
مراد:
مش وقته إدخلي لمي حاجتك إنتي ووالدتك وهاتي بطاقتك..
رشا :
ليه
والدة رشا بضحك :
ما هو قال يابنتي هتكتبوا كتابكم إنهاردة... بصراحه أنا مكنتش أحب تتجوزي كده بس طالما إنتي موافقة عليه.. يبقي تتجوزوا أفضل على الأقل أبقي مطمنة عليكي
رشا :
بس هو...
مراد بهمس:
إسمعي الكلام ده حل مناسب علشان خاطر والدتك على الأقل هي محتاجة تطمن عليكي
والدة رشا:
ربنا يسعدك يابنتي.. هتوحشيني بس هنعمل إيه دي سنة الحياة
مراد بإحترام بعد أن ذهب إليها وأمسك بيدها:
وحضرتك هرروحي فين يا أمي.. إنتي هتيجي تعيشي معانا في شقتي... أنا عايش لوحدي
والدة رشا:
لأ إزاي  مينفعش..
مراد:
ومينفعش ليه مش أنا هبقي ي زوج بنتك ياعني في مقام إبنك.. وبعدين أنا والدتي إتوفت وهي بتولدني ياعني أنا محتاج إم زيك تفصل جمبي...
وأنا مش هأمن عليكي تفضلي هنا لوحدك... وبعدين انا عايش لوحدي.. والدي مسافر تسمحيلي أكون إبنك وتبقي والدتي
بااااك
إإنقضي الليل ليسطح النهار محملا بالكثير
في منزل محمود
إستيقظت منه فلم تجد سوي جنه... خرجت إلي الخارج لتعد طعام الإفطار فوجدت محمود يقوم بإعداده
منه:
صباح الخير
محمود بإبتسامة:
صباح النور... جنه صحيت
منه:
لأ لسه... كنت هحضر الفطار وأصحيها
محمود:
خلاص روحي صحيها الفطار جاهز.... أنا همشي
منه:
مش هتفطر الأول
محمود:
شربت قهوة.. لازم أروح الشركة في ورايا شغل كتير... ياعني هتأخر
منه بإبتسامة :
ربنا يعينك
محمود وهو يبادلها الإبتسامة :
شكرا يا حرمنا المصون
تلونت وجنتاها بالخجل لتذهب سريعا لحجرة جنه  وهي تستمع لصوت ضحكاته
في الفيلا
إستيقظت مرام فلم تجده... إرتدت ملابسها ثم هبطت للأسفل
منيرة بخبث:
صباح الخير يا مرات إبني
مرام بعجب:
صباح الخير يا طنط
إسماعيل :
تعالي يا حبيبتي واقفة ليه
مرام بإبتسامة :
أيوة كده يا خالو نورنا وإفطر معانا بدل قعادك في الأوضة
منيرة:
أومال معتز فين
مرام:
أنا صحيت ملقتوش
منيرة بخبث:
بقي في عريس ينزل من تاني يوم كده
مرام بصدمة:
تاني يوم
إسماعيل :
إنتي عقلك بقي بيفوت ولا إيه... عريس إيه إل من تاني يوم
منيرة:
أنا أقصد على إتمام جوازهم
إسماعيل بحدة:
منييييرة.... أظن الموضوع ده ميخصش حد غيرهم
منيرة:
وأنا قولت إيه.... أنا كنت فاهمة إن من بعد ما تموه هيروحوا شهر عسل أو حاجة مفتكرتش إنه هيخرج وكمان من غير ما يقولها
إسماعيل بإستسلام:
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
مرام بعيون دامعة:
خلاص يا خالو... مضايقش نفسك.... وحضرتك يا طنط تقدري تسأليه لما ييجي،، بعد إذنكم هروح أشوف جومانا صحيت ولا لأ
ذهبت من أمامهم سريعا لا تود لهم أن يروا دمعاتها
إسماعيل :
إنتي إيه.. صعبان عليكي تشوفيها مرتاحة
منيرة:
وأنا قولتلها إيه
منيرة لنفسها:
ولسه التقيل جاي
دلفت مرام لحجرة جومانا لتجدها مستيفظة
جومانا:
صباح الخير على عيونك يا مرام
مرام بإبتسامة باهتة:
صباح الخير يا حبيبتي
جومانا بتعجب:
مالك يا مرام... هو معتز زعلك تاني
أجهشت مرام في بكاء مرير وكأنها كانت منتظرة أن تسألها عن حالها.... لا تعرف أنها البداية فقط..
في منزل مسعود
لطفي :
هتنفذ إمتي
مسعود بكرة
لطفي:
متأكد من نجاح خطتك
مسعود:
بكرة منه هتكون في إيدي
إبتسم لطفي بخبث لنجاح خطته
في منزل مراد
إستيقظت لتجد نفسها فوق الفراش
تعجبت ونظرت حولها
رشا لنفسها:
أنا إزاي نمت هنا
مراد :
بتفكري إزاي بقيتي على السرير
رشا بخضة:
بسم الله الرحمن الرحيم
مراد:
بعد كده متناميش على الأرض.... أنا وعدتك مقربش منك خلي عندك ثقة فيا
رشا بكسوف:
مقصدش
مراد مقاطعا إياها:
يالا علشان تلحقي الشغل
رشا:
حاضر هقوم أشوف ماما وألبس وأنزل عالطول
مراد:
والدتك فطرت وأخدت العلاج ودخلت تنام
رشا بصدمة:
كل ده إمتي
مراد وهو يرتدي جاكت بدلته:
وإنتي نايمة.... أنا هروح لمعتز الشركة وبعدين أجي على ميعاد الإجتماع
رشا:
تمام
عدت عدة ساعات
في الفيلا
عاد معتز ولكن لم يكن وحيدا
كانت مرام تجلس بصبحة جومانا.. ومنيرة بالحديقة الأمر الذي إستغربته كلا من مرام وجومانا
منيرة بدهشة مصطنعة:
أهلا يا شذا
نظرت مرام جومانا لما تنظر إليه منيرة
كان المشهد كالتالي
معتز ينظر لمرام نظرات آسف... وشذا تتمسك بذراعه وتنظر لها بإنتصار
نظرت جومانا بفزع لمرام
شذا:
أهلا يا أنطي
منيرة:
إنتوا كنتوا مع بعض ولا إيه
معتز بصوت مهزوز:
إحنا... إتجوزنا
شهقت جومانا بفزع... ونظرت لمرام التي كانت جامدة بمكانها... وكأنها طعنت ولا تستطيع التنفس
منيرة بصدمة مصطنعة:
إيه... إتجوزتوا
شذا:
اه يا أنطي هو إنتي مش مبسوطة ولا إيه
منيرة بخبث وهي تحتضن شذا:
أنا فرحانة بيكي طبعا يا حبيبتي.. أهلا بيكي في عيلتنا مع إنك منها من زمان وكنتي تستحقي إنك إنتي تبقي مرات إبني
معتز :
مرام ممكن تيجي فوق عاوز أتكلم معاكي
مرام:
مافيش حاجة نتكلم فيها.... جومانا أنا هطلع لخالو لو إحتجتيني رني عليا
منيرة:
إيه رايحة تشتكيله
كانت مرام تشعر بالإنكسار.. كانت وكأن خنجر حاد طعن في منتصف قلبها..
أفعلها الآن بعد أن إستسلمت لتيار قربه
أفعلها بعد أو شعرت أن وجودها بجانبه طبيعي وهي تريد ذلك وليس مجرد طلب من خالها
كانت تدور الكثير من الأسئلة بداخلها ولكن كان عليها الوقوف شامخة
مرام بقوة مصطنعة وكذب:
لأ... وأشتكيله ليه... معتز مش فارق معايا وميهمنيش هو يعمل إيه... بس أنا رايحاله علشان يحلني من العهد... ألف مبروك مدام شذا
منيرة بتعجب:
عهد إيه
مرام:
إبقي إسأليه
ذهبت مرام... كانت تريد الذهاب لحجرة خالها ولكن شعرت بدموعها على وشك الإنسياب فذهبت لحجرتها أولا....
كان معتز يستمع لحديثها.... يعلم أن من المؤكد تشعر بالجرح وأنه كسر كبرياؤها... ولكن حديثها أغضبه... ليذهب خلفها
تبعته جومانا لحجرتها... فلم تستطع تحمل نظرات والدتها مع شذا
منيرة:
برافو عليكي... مكنتش مصدقة إنك هتنجحي
شذا:
هههه لو كنتي شوفتيه وهو لاقيني في حضنه الصبح
منيرة:
ههههههههههه بس هتعملي إيه لما يكتشف بعد كده إن محصلش بينكم حاجة
شذا :
ومين قالك إنه محصلش
منيرة بصدمة:
إزاي.... إنتي قولتي هتديه منوم ويصحي يلاقي كل حاجه كأنه تم بينكم علاقة
شذا:
وأنا أعمل إيه... يظهر معتز كان محتاجني وبيحبني زي ما بحبه... المهم إننا إتجوزنا
منيرة:
على رأيك المهم إنكوا إتجوزتوا..... بس هتعملي إيه مع أهلك انا كنت فاهمة إن الجواز هيتم بس لما نقول لأهلك
شذا:
ودي كانت الخطة بس معتز مقبلش ده... وخرجنا من الصبح ظبطنا الورق المطلوب وروحنا للمأذون وكتبنا الكتاب..... أنا بالنسبة لأهلي فهما مسافرين ومش هينفع خالص إنهم ينزلوا دلوقتى.... بس انا كلمتهم وقولتلهم
منيرة بتعجب:
ومزعلوش منك
شذا:
طبعا زعلوا... بس أنا فهمتهم إني خفت ليرفضوا علشان معتز متجوز واحدة تانية وإن أنا بحبه ووافق أتجوزه من غير فرح مؤقتا علشاو مقبلش حد يفرقني عنه
منيرة بإعجاب:
برافوا عليكي.. عرفتي تحليها... ولما نخلص من البت إل فوق دي هعملكم أحسن فرح
في الأعلي
دلف معتز الحجرة فوجدها تجلس على الفراش تبكي
معتز:
مرام... ممكن تسمعيني
مرام بغضب:
أسمع إيه.... إنك إنسان خاين.... خونتني... خونت ثقتي فيك... جرحتني... ليه أنا عملتلك إيه.... زي ما إنت إتجوزتني غصب أنا كمان إتجوزتك علشان وعدتك والدك
معتز :
ياعني إيه علشان وعدتيه.... وبعدين أنا مخونتكيش.... يمكن جرحتك معترف بس غصب
مرام بسخرية :
هتتجوز غصب... غصب إنك تسيبني نايمة وتقوم من جمبي يا زوجي العزيز وتروح تتجوز واحدة تانية...
هو إنت كده عالطول بتتجوز غصب...
غصب إنك تجرحني..... طب ليه.... ليه إستنيت بعد ما..بعد ما سلمتك نفسي... هو ده إنتقامك مني إنك توجعني بالطريقة دي
معتز بصدق:
والله أبدا.... أنا مستنتش حاجة.... وزي ما سلمتيني نفسك أنا كمان سلمتك نفسي... وسلمتك قلبي
مرام بسخرية:
قلبك... بجد.... هو إنت بجوازك عليا تبقي سلمتني قلبك...
كنت إتجوز قبل ما أحس بيك... قبل ما أبدأ أحب حياتي معاك.... قبل ما أحب وجودك في حياتي...
كنت إتجوز وإبعد وكنا نفذنا رغبة والدك وخلاص... وكل واحد فينا يشوف حياته بعدين
معتز وهو ممسك ذراعها بغضب فهو عند إستماعه لآخر جملتها شعر بالنيران تتأجج بداخله أيمكن أن تكون زوجة لغيره.. غيره يحبها.. وهي تحبه...
أيمكن أن تكون بأحضان أحد آخر... أمن الممكن أن تغوص بأحضان غيره:
ياعني إيه تشوفي حياتك بعدين... إنتي عاوزة تتجوزي غيري... عاوزة تبعدي عني
مرام :
أنا مش قادرة أستوعبك.... إنت فاهم بتقول إيه
معتز:
أه فاهم... بقول بحبك ومش هسيبك لغيري
مرام بصراخ:
بس متقولش بحبك دي... إل يحب حد ميجرحوش... وإنت جرحتني في الوقت إل كنت فاهمة إن الحياة ضحكتلي وإني هعيش سعيدة مع زوجي بعد ما حياتنا بدأت تاخد شكل تاني...
معتز:
ومين قالك إن ده هيتغير
مرام بسخرية :
إنت مصدق نفسك... مين قالي... متوقع أفضل معاك بعد إل عملته...
أنا هطلب من خالو زي ما جوزني ليك يطلقني منك...
معتز بغضب:
مش  هيحصل... هش هيحصل سامعاني... أنا صحيح إتجوزتك غصب بس لو حصل إيه مش هسيبك فاهمة
مرام بعند :
لأ مش فاهمة... هطلقني وهخرج من حياتك... وهنساك وأبدأ حياتي من جديد وكأنك صفحة في حياتي وإنطوت
معتز بحدة وهو يجذبها لأحضانه بالقوة :
مش هيحصل.... مستحيل... أنا بحبك وإنتي ليا وليا أنا وبس
كانت تحاول إبعاده عنها... كان قلبها ينزف من جرحه... ومن ضعفها... فهي لا تريد الإبتعاد عنه بل تريد أن يتعمق بإحتضانها...
وكأنه قرأ أفكارها... أو ربما لأنه يشعر بذات الشئ... يرغب في التعمق أكثر للإثبات لها وليطمئن نفسه أنها لن تكون لغيره
بعد فترة لم تشعر بها.. أكانت مغيبة أم ماذا... أصدمتها بزواجه جعلتها تمثال... أم أنه الوداع....
بالطبع أرادت توديعه... أرادت أن تشعر به وبأنفاسه قبل أن يصبح لا يحل لها ذلك...
أرادت إشباع قلبها من قربه...
لم تشعر بنفسها سوي أنها على الفراش وهو يحتضنها....
معتز :
مرام قوليلي إنك مش هتسبيني...
مرام بصوت مبحوح :
معتز ممكن تسيبني لوحدي
معتز:
بس أنا عاوز أفضل معاكي
مرام:
لو سمحت... محتاجة أبقى لوحدي
معتز بعد أن قبلها فوق جبهتها:
خلاص يا حبيبتي.. هسيبك،، في مشوار مهم هعمله ولما أجي نتكلم
وقام من جانبها وإتجه للحمام
مرام بصوت يكاد يسمع:
لما تيجي مش هتلاقيني
في منزل محسن:
محسن :
ها... إتأكدت
حسين بغضب:
أيوة... إتجوزوا بليل.... وكمان هو طلع فعلا صاحب الشركة لأ وإيه عنده فلوس ملهاش آخر
محسن:
والعمل.... هتسيبها
حسين بغلظة:
أسيب مين... رشا دي ليا
كانت حنان تمر من أمامهم
حنان بسخرية :
مالها ست رشا
حسين:
بقولك إيه مش ناقصك
حنان:
وأنا قولت إيه
محسن:
إعذريه.... أصلها إتجوزت
حنان بدهشة:
إتجوزت....! إتجوزت إمتي ومين؟
محسن:
إتجوزت إمبارح.... المدير بتاعها
حنان بصدمة:
مرااااد
حسين:
إنتي تعرفيه
محسن:
إنتي تعرفي الرجل ده منين... ده أخوكي بيقول عنده شركات وفلوس ملهاش عدد
حنان بتحسر:
يا دي خيبتي... بقي أنا أرفضه زمان وتيجي البت رشا تكوش على كل حاجة
حسين:
رفضتيه إزاي
حنان:
ماهو كان زميلي في الجامعة وكان بيحبني
محسن:
وإنتي رفضتيه ليه يا خيبة
حنان:
كنت حاطة عيني على إبن عمته ما هو كمان كان زملنا
حسين بسخرية:
وأهو لا طولتي ده ولا ده....
حنان:
بلاش معايرة... ما إنت كمان مطولتش البت وراحت إتجوزته وهي مبقلهاش يومين بتشتغل عنده
محسن:
يومين وعرفت تجيب رجله... وعاملة فيها القطة المغمضة
حسين بحدة:
على مين... والله ما أسيبه يتهنى بيها
حنان بخبث:
وأنا معاك
في منزل محمود
كانت منه وجنه تلعبان بالحديقة..
شعرت منه بحركة غريبة في الحديقة... تعجبت لذلك الأمر ولكن قبل أن تفهم ما في الأمر....
وجدت من يقف أمامها
منه بفزع:
بابا
مسعود :
أيوة هو.....إيه يا منونة موحشتكش
منه بخوف:
جاي هنا ليه... ودخلت إزاي
مسعود:
مش عيب برده تسألي سؤال زي ده لكهربائي كبير زيي...
جنه بخوف:
ماما أنا خايفة
مسعود بضحكة سخرية:
ماما... لأ حلوة.... ههههه
ثم إنقض على منه وأمسكها من ذراعيها بقوة يجرها بإتجاه بوابة الفيلا.... الذي إستطاع فتحها بعدما إستعمل خبرته في تفكيك جهاز الإنذار والقفز من فوقها
منه بترجي وبكاء:
والنبي سيبني... علشان خاطر ربنا
مسعود بغلظة:
إسكتي بقي
جاءت جنه لتدافع عنها فدفعها لتسقط أرضا
في الشركة
مراد:
في ورق تاني
رشا:
لأ كده تمام
مراد:
طيب.. جهزت....
قطع كلامه صوت إنفتاح باب مكتبه
نظر كلا من مراد ورشا...
رشا بصدمة:
حنان....
حنان بدلع:
مراد وحشتني
مراد:
روحي إنتي على مكتبك يا رشا
رشا بدهشة:
ها
مراد بحدة:
إيه مسمعتيش بقولك روحي على مكتبك
حنان بسخرية :
يمكن نسيت إنها بتشتغل هنا
خرجت رشا وهي تسب نفسها... لأنها للحظة تخيلت أنها زوجته وتأثرت بما قالته إبنة عمها.. ونسيت أن هذا الزواج لا شئ... إذا ربما هي تفاجأت فقط
في الداخل
مراد ببرود :
عاوزة إيه يا حنان
حنان وهي تقترب منه بدلع:
عاوزاك إنت... عاوزة حبيبي
مراد بسخرية:
حبيبك... غطلتي في العنوان دي مش شركة معتز.... بس لو عاوزاني أديكي العنوان معنديش مانع
حنان بزعل مصطنع:
بس أنا عمري ما حبيت معتز... أنا بحبك إنت،،، معتز ده أكتر حد بكرهه بعد ما هددني بالقتل لو ما سيبتكش وبقيت معاه هو
مراد بسخرية :
لأ بجد... مالوش حق
حنان:
أنا عارفة إن ليك حق تزعل... بس دي الحقيقة انا بحبك إنت وبعدت علشان خفت
مراد:
وراجعة ليه دلوقتى
حنان:
علشان عرفت إنك بتحبني زي ما بحبك
مراد:
بجد وعرفتي إزاي
حنان :
عرفت لما لقيتك إتجوزت رشا.... إنت إتجوزتها علشان شبهي... وعلشان تنتقم مني مش كده
مراد:
حنان أنا مش فاضي للكلام ده دلوقتى.... هبقي أكلمك بعدين
حنان بدلع:
ماشي يا حبيبي...
خرجت وهي تشعر بالإنتصار لتنظر لرشا نظرات ذات مغزي
حنان:
ياريت متتعوديش على العيشة دي.. لأن قريب هتيجي الأصل وتمشي الصورة
أحيانا لا نعرف قيمة الأشياء إلا بفقدانها.... كذلك الأشخاص...
عاد معتز للفيلا
شذا:
الحمد لله على السلامة يا حبيبي
معتز :
شذا إنتي عارفة إحنا إتجوزنا ليه
شذا بدموع مصطنعة:
يمكن إنت متجوزني علشان إل حصل... إنما أنا بحبك من زمان
منيرة:
معتز متتكلمش مع مراتك كده.... وبعدين تعالي هنا إيه إل إنت عملته ده
معتز :
هي لحقت تقولك... عموما نتكلم بعدين
تركهم معتز وصعد لحجرته مع مرام فلم يجدها... ظن أنها عند جومانا.. فجاء ليخرج ليلمح ورقة مطوية على الفراش
أخذهازبيد مرتعشة يخشى أن تكون تركته ورحلت... ولكن يقال أحيانا ما تخشاه يصيبك
كانت الورقة عبارة عن رسالة مضمونها بضع كلمات كانت كالخنجر
    ................ الوداع............دلوقتي تقدر تعيش مع مراتك إل إخترتها بنفسك.........
في بيت محمود
عاد من عمله ولكنه لم يهبط بعد من سيارته.. ليلمح إبنته الصغيرة ملقاه أرضا وصوت نحيبها يملأ المكان... ليذهب إليها فزعا
محمود بخوف ولهفة:
جنه... جنه حبيبتي
جنه ببكاء:
ماما.. ماما... عمو الوحش جه خدها... كانت بتعيط
محمود بصدمة وفزع:
منه!،!
بقلم رانوش
رانيا عثمان البستاني

حبيبتي أناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن