الفصل الثالث
بقلم رانوش
هبطت مرام للأسفل بعدما فشلت في اقناع جومانا بالهبوط معها
إقتربت من حجرة الطعام.. لتستمع لصوت ضحكاتهم المرتفعة
مرام:
صباح الخير
لم يكلف أحد عناء الرد عليها... ذهبت لطاولة الطعام لتناول الفطور
معتز :
أنا رايح الشركة لبابا.. عاوزة حاجه يا ماما
منيرة بخبث:
لأ يا حبيبي بس خد شذا وصلها في طريقك
شذا بدلع :
اخاف اتعبك
معتز:
متقوليش كده... يالا بينا
منيرة:
فوزية يا فوزية.. تعالي شيلي الاكل خلصنا فطار
لم تكن مرام قد تناولت لقيمة واحدة.. ولكنها إبتسمت بهدوء وتركت الطعام ووقفت لتذهب
منيرة:
إنتي... تعالي ورايا
ذهبت مرام خلفها لتصعدا لحجرة منيرة
منيرة بإستعلاء:
إنتي هنا مش اكتر من خدامة... ياعني متفكريش نفسك مرات ابني بصحيح.... يالا إبدأي شغلك... الأوضة دي عاوزاها تلمع
شعرت مرام بإهانتها ولكنها تقبلت ذلك بصدر رحب
مرام بإبتسامة بسيطة:
مش عيب اني أشتغل في بيت جوزي لانه في الاخر بيتي،، وحضرتك والدته ياعني في مقام والدتي وانا مزعلش اني أنضفلك أوضتك
منيرة بحدة:
إنتي بتشبهيني انا بأمك انتي.... مش ناقص غير الخدامين ال أتشبه بيهم
مرام:
الخدامين دول ال بينضفوا لحضرتك بيتك... علشان حضرتك مش فاضية من النوادي تشوفي شغل بيتك
تلقت مرام صفعة شديدة كعقاب لها عما قالته
منيرة بحدة:
مبقاش غير خدامة بنت خدامة ال تتكلم قصادي وتقف تعمل رأسها براسي... انجزي نص ساعه وأقلاقي الأوضة خلصت... والهدوم ال عندك دي تتكوي وتتعلق في الدولاب
ظلت مرام تعمل بالحجارة.. كانت تشعر بالقهر ولكن كلما تذكرت وعدها لإسماعيل كانت تباشر العمل مرة اخري
مرام لنفسها:
إهدي يا مرام.. إهدي وإفتكري وعدك لخالك...وافتكر ان الرسول قال(من كان بينَه وبين قومٍ عهدٌ ، فلا يشدُّ عقدةً ولا يحلَّها ، حتَّى ينقضيَ أمدُها أو ينبذَ إليهم على سواءٍ).
في الشركة
إسماعيل:
طب وهتعمل ايه... يابني اسمع كلامي وإتجوز
تلونت عيناه بالغضب... عندما استمع لهذه الكلمة
محمود بغضب مكتوم فهو لا يستطيع أن يغضب أمام أخيه الأكبر الذي كان بمثابة اخ له:
بلاش السيرة دي تاني يا إسماعيل انت عارف انها بضايقني
إسماعيل بحزن على وضع أخيه:
لإمتي يا محمود... بقالك تلت سنين موقف حياتك... ياحبيبي انت وبنتك محتاجين ست في حياتكم
محمود:
أنا مش محتاج حاجة.. أما بالنسبة لجنه انا هشوفلها دادة
إسماعيل بسخرية:
ودي هتبقى الدادة رقم كام
محمود بإبتسامة طفيفة:
اعمل ايه بس يا سمعة ما هما ال ما بيشوفوش شغلهم كويس
إسماعيل:
لا والله.. واخر واحدة مشيتها ليه... مش علشان مرضتش على التليفون من اول مرة
محمود:
احنا كنا متفقين انها لازم ترد من اول رنة
إسماعيل:
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم... انت الكلام معاك في الفاضي
محمود:
بقولك ايه... سيبك مني وقولي مالك شكلك متغير بقالك مدة
إسماعيل :
عادي ضغط الشغل... والبيت وحياتك
محمود:
هههههههه عندك حق... يابني انت بطل انك مستحمل منيرة لغاية دلوقتي
إسماعيل:
العمر مبقاش فيه قد ال راح... وهي عشرة عمري وأم ولادي اخدت عليها ياعني
محمود:
بالمناسبة اخبار جومانا ايه
إسماعيل بحزن:
بقالي مدة مشوفتهاش
محمود:
ليه بس كده.. حرام عليك دي بنتك... ال بتعملوه ده بيأثر في نفسيتها
إسماعيل :
هي ال عملت في نفسها وفينا كده
محمود:
جايز هي غلطت... بس برده انشغالك انت ومامتها السبب حتى معتز انا شايف انه متأثر
إسماعيل :
معتز... هو انا قالقني غير معتز
محمود:
ليه تاني ماهو اتجوز خلاص
إسماعيل :
ياعني كان عجبك شكله امبارح.. بذمتك كان منظر عريس
محمود :
بصراحة هو عنده حق... اتجوز واحدة لا شافها قبل كده ولا يعرف عنها حاجة... ومعتز شاب منفتح جدا واكيد كان يحب يتجوز عن حب
إسماعيل :
ماهم ال إتجوزوا عن حب عملوا إيه
نظر إليه محمود بحزن
إسماعيل:
لازم أفوقك... مش معنى أن تجربة ليك فشلت يبقى توقف حياتك... ومعتز متنفعش واحدة من بنات النادي معرفة الست والدته... ولو عليه مش هيتجوز... وانا عاوز اطمن عليكوا قبل ما اموت
محمود بلهفة:
ألف بعد الشر عنك يا حبيبي... متقولش كده تاني يا إسماعيل.... انت عارف ان انت ابويا واخويا وصاحبي وكل حاجة.. مقدرش أستغني عنك أبدًا
إسماعيل :
ربنا يخليك ليا.. بس دي سنة الحياه ولازم نبقى جاهزين ليها في أي وقت
في الفيلا
انهت مرام عملها وذهبت لحجرتها لتستريح
لينفتح الباب دفعة واحدة
مرام بخضة:
في إيه
منيرة بحدة :
مش معنى اني أمنتلك تسرقيني
مرام بصدمة:
أسرقك!!
منيرة للخادمتين:
إدخلوا دوروا على الكوليه
إندفعت الخادمتان تبحثن في كل مكان بالغرفة عن الكوليه المزعوم حتى إستطاعوا إيجاده بخزينة ملابس مرام الخاصة
جحدطت عيناها وهي ترى إحدى الخادمتين تخرجه من داخل خزنتها
منيرة بسخرية:
وده تسميه إيه
مرام بزهول:
والله ما اعرف مين جابه هنا.. ودي اول مره اشوفه فيها اصلا
منيرة:
أنا هضطر أسامحك علشان أخاف على إسماعيل من الصدمة... اصله فاكرك ملاك بجناحين.. ورحلت هي والخادمتين وتركتها في صدمتها
في منزل رشا
يا ماما انا هنزل اروح لمنه أصلها تعبانة شوية
والدتها من الداخل :
بس متتأخريش
في منزل منه
كانت تجلس تستذكر دروسها لينفتح الباب فجأة
شهقت بفزع وهي تراه ينظر لها بعين ذئب
منه بخوف:
في حاجة يا بابا
مسعود بعدم تركيز نتيجة لما تناوله من مواد مخدرة:
إنتي مروحتيش الشغل ليه
منه بعيون دامعة فهي تعلم ما سيحل عليها فور انتهاء حديثها:
هروح بكرة والله بس مقدرتش انهاردة ووشي شايف ازاي احمر محدش هيرضي يشغلني
قالتها برعب وهي ترى إقترابه منها ولكنها صدمت عندما وجدته يرفع يديه لأعلى. أغمضت عيناها ظنا منها أن الصفعة ستنزل فوق وجنتها ولكن زادت صدمتها حين وجدته يملس على شعرها وخديها
مسعود بسكر وهو مازال يملس على شعرها ووجهها بيديه الاثنتين:
مش مهم يا حبيبتي.. بلاش شغل إنهاردة... أقولك بلاش شغل خالص... انا محتاجك في حاجة تانية
منه ببراءةوهي ما زالت تحت تأثير صدمتها:
حاجة ايه يا بابا وانا اعملهالك
مسعود بقذارة :
لأ انا ال هعمل
لم تفهم في بادئ الأمر ما يرمي إليه... ولكنها تجمدت واصابها الإشمئزاز حتى انها كادت تتقيأ عندما وجدته يهم لتقبيلها وفي ذات الوقت يطلق يديه على سائر جسدها يتلمس مفاتنها
لحظه من الوقت إستغرقها جسدها المصدوم كحال عقلها وقلبها قبل أن تتحرك للخلف خطوة...
لم تستطع ان تعود خطوة أخرى فقد أحكم قبضته عليها بيديه... حتى أن أظافره غرست بداخل جسدها...
كانت تتلوي بين يديه وتبكي دما وليس دمعا...
فمن من المفترض أن يحميها... من من المفترض أن يكون سندا لها... من من المفترض أن يكون وحشا لمن يحاول الإقتراب منها.........
هو من يريد تدنيس براءتها... هو من يريد تلويث شرفها.... هو من يريد مخالفة تعاليم ربه وحرمة دينه..... هو من يريد إغتصابها.....
هو الوحش بذاته
كم هو قاسي هذا الشعور..... من يجب أن تشعر بوجوده بالآمان.... جعلها تفقد آمان الدنيا كلها من داخلها
من يجب أن تذهب مسرعة لأحضانه إذا شعرت بالخوف.... هو من تريد إزالة يده من فوقها فهي كالنيران الملتهبة تذيب كل خلايا جسدها
منه ببكاء هستيري:
حرام عليك.. ابعد.... يارب.... يارب..... انت ايه... خاف من ربنا... انا بنتك يا شيخ....... يارب إنجدني يارب.... يارب الموت أهون عليا... يارب
لحظات ووجدته ملقي أرضا بعدما تحررت يداه من عليها
نظرت بفزع
لتجد رشا ممسكة بزجاجة او بالأصح بقايا زجاجة ملطخة ببعض قطرات الدماء ويدها ترتجف ودموعها تنهمر
بقلم رانوش
في الفيلا
عاد إسماعيل فوجد منيرة تجلس بالحجارة ويبدو عليها الحزن
إسماعيل :
مالك يا منيرة
منيرة :
هو انا اهمك
إسماعيل :
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
منيرة:
اديني سايبالك الأوضة... ما انت مش عارف حاجة
بعد خروجها.. شعر ببعض التعب فجلس فوق الفراش... ليجد الباب يطرق
إسماعيل :
ادخل
إحدى الخادمتين:
يا بيه.... عاوزة أقولك على حاجه... بس بالله عليك متقولش اني انا ال قولت لحضرتك...
إسماعيل :
في إيه يا بنتي.. قولي ومتاخفيش... محدش يقدر يأذيكي
الخادمة:
الست منيرة ضربت الست مرام بالقلم
هب إسماعيل واقفا بغضب وترك الحجرة وهبط يبحث عنها إلى أن وجدها بالحديقة
إسماعيل بغضب:
منيييييييييرة
منيرة:
في إيه يا إسماعيل
إسماعيل :
إنتي ضربتي مرام بالقلم
منيرة بغضب مصطنع:
مين قلك الكلام الفارغ ده.... انا مستحيل اعمل كده.... حتى لو كنت احب اعمل كده
إسماعيل :
منيرة... عارفة لو كنتي بتكدبي
منيرة:
بكدب.... هي حصلت انك تتهمني بالك ب علشان واحدة زي الحثالة دي
إسماعيل بغضب:
إخرسي متقوليش عليها كده
كان معتز يدلف من البوابة الرئيسية وسمع أصواتهم المرتفعة وذهب بإتجاههم
منيرة بصدمة:
حصلت تقولي أخرس
معتز:
في إيه يا جماعة... صوتكم عالي كده ليه
منيرة ببكاء مصطنع:
تعالي شوف مامتك يا معتز.... بعد العمر ده كله... باباك جاي يزعق فيا ويقولي إخرسي
معتز :
ليه... حصل ايه
منيرة:
البت ال جوزهالك بالقوة... ال منعرفش حتى هي من عيلة مين.... قالتله اني ضربتها... وهو جاي يحاسبني من غير حتى ما يسألني
إسماعيل :
مش هي ال قالت... واحدة من الخدم شافتك وجت قالتلي
منيرة :
نادلها خليها تيجي تقول هنا قدامنا تاني
وبالفعل نادي إسماعيل عليها
إسماعيل:
قولي يابنتي ال قولتهولي فوق تاني ومتاخفيش من حاجة ولا من حد
الخادمة بخوف وتلعثم:
ما...ما.مانا قولت يا بيه
معتز بحدة:
قولي الحقيقة امي ضربت مرام
الخادمة ببكاء:
أنا... بصراحة مشوفتش
إسماعيل بتعجب:
مشوفتش... أومال جيتي تقوليلي ليه
الخادمة:
أصل الست مرام قالتلي أول ما أقلاقيك جاي أروح أقولك كده
إسماعيل بصدمة:
مرام إل قالتلك كده
منيرة ببكاء مصطنع:
ياعني هو ده جزاتي اني مارضيتش أقول ال هي عملته... وسامحتها...... تتبلي عليا..... عاوزة توقع بينا
معتز:
هي عملت إيه
منيرة بخبث:
أنا مش هقول حاجة لتقول اني بتبلي عليها... خلي الخدم هما ال يقولوا
الخادمة:
أنا كنت واقفة....
إسماعيل :
واقفة فين
الخادمة:
أصل الست مرام سألتني الست منيرة بالأوضة ولا لأ وانا قولتلها انها في الجنينة... بس لقيتها دخلت برده جوة الأوضة.....
ساعتها انا قولت وانا مالي عادي ياعني هي منكم
المهم الست منيرة كانت مجهزة كوليه هتلبسه بكرة في الحفلة.. كانت عاوزاة تلمعه... بس لما دخلت الأوضة ملقتوش
نادت على كل الخدم وسألتنا مين فينا دخل.. وانا حكيت ليها ال حصل
فراحت وكنت انا وواحدة تانية معاها للست مرام وسألتها لو كانت شافت الكوليه
بس الست مرام زعقت فيها جامد وقالتلها مشفتهوش.. وانتي جاية تتهميني بالسرقة... ده بقى بيتي وكل ال فيه بتاعي ياعني هسرق حاجة ليا ليه
بصراحة الست منيرة إتعصبت وقالتلها انتي إتجننتي ومسكت دراعها علشان متخليهاش تمنعني من اننا ندور على الكوليه
وفعلا لقيناه وساعتها كنا كلنا مصدومين بس الست مرام صرخت فين وقالتلنا نخرج بره وراحت زقة الست منيرة فوقعت على الأرض
إسماعيل بعدم تصديق:
مرام مستحيل تعمل كده
منيرة ببكاء مصطنع وهي تتمسك بيد إبنها:
بعد ده كله ولسه مش مصدق... هو انا مش مراتك ال عشت معاك اكتر من تلاتين سنة... ترضالي الذل ده في بيتي بعد العمر ده كله
إسماعيل للخادمة :
ولما إنتي شوفتي ال حصل زي ما بتقولي ايه خلاكي تيجي تقولي أن منيرة ضربتها
الخادمة :
الست مرام قالتلي لما رفضت في الأول لو مسمعتش الكلام هي ال هتتهمني بالسرقة وانها ست البيت علشان كده متأذتش إنما أنا مجرد خدامة ياعني أحسن حاجه هتحصل اني أترفد من هنا... وانا محتاجة الشغل جدا... والست مرام عارفة كده لأنها قالتلي انها سمعتني وانا بطلب سلفة من معتز بيه ولو نفذت طلبها هتديني اكتر من ال طلبته
معتز بغضب:
أكيد بتقول الحقيقة ومرام عملت كده لأنها فعلا طلبت مني سلفة انهاردة الصبح
إسماعيل بتعب وهو يجلس على المقعد الخشبي :
أنا مش مصدق ان مرام تعمل كده مستحيل.. أكيد في حاجة غلط
معتز بعصبية:
خليك انت متصدقش حاجه عنها... إنما أنا مقتنع انها تعمل كده... ولازم أحاسبها
صعد معتز غاضبا للحجرة دلفت منيرة مع الخادمة للداخل ولم يرى أحد منهم إسماعيل الذي يفقد الوعي
في الداخل
منيرة:
برافو عليكي.. عملتي ال قولت عليه بالظبط
الخادمة:
أنا خدمتك وتحت أمرك يا ست هانم
منيرة:
روحي انتي دلوقتى ولما أحتاجك تاني هبقي اقولك
الخادمة وهي تنظر للخاتم الذهبي بإصبعها:
في أي وقت
دلف معتز للحجرة ليجدها تجلس تستذكر دروسها
معتز بغضب :
إل يشوفك وانتي قاعدة كده يقول انك ملاك مش شيطانة
مرام بتعجب من حالته... فماذا حدث الآن:
هو ايه ال حصل علشان تشبهني بالشيطان انت معرفش أن ده حرام
معتز بسخرية:
لا يا شيخة هي واحدة حرامية زيك وتتبلي على خلق الله تعرف الحلال من الحرام
علمت مرام انه يقصد ما حدث مع والدته
مرام:
صدقني يا معتز انا مسرقتش الكوليه ولا أعرف جه الدولاب ازاي ولا شوفته قبل كده
معتز بهدوء مصطنع وهو يقترب منها :
مصدقك طبعا.. ودي تيجي.... وهم برفع يده ليصفعها...
ولكن توقفت يداه في الهواء عندما إستمع لصراخ والدته بإسم والده.... فهرول للأسفل وتبعته هي خائفة قلقة من أن يكون حدث ما تخشاه.....
بقلم رانوش ♥️
أنت تقرأ
حبيبتي أنا
Romanceعندما تدخل إلى حياته لتقلبها رأسا على عقب من أجله ولكنه لا يقاوم . كان وحيداً لا يعلم أن له نصف آخر وعندما يجتمع معها يكتشف الجانب المضيء بحياته كانت كالطير داخل القفص ليأتي هو ويحررها عندما يُصبح أمانك هو ألد أعدائك فتبحث عن قارب نجاة فينبض قلبك بع...