الفصل السابع

353 15 0
                                    

الفصل السابع
في المساء
حضرت رشا ومنه وساعدوا مرام بتزين الحديقة ومن ثم تجهيز جومانا....
فقد حرصوا على أن تكون شديدة الجمال لزيادة ثقتها بنفسها...
فألبسوها فستان دون أكمام طويلة باللون الأبيض منقوش بفراشات زرقاء وأسدلوا شعرها فوق كتفيها... مع إستخدام بعض من مستحضرات التجميل لكي يخفوا أثار التعب والإرهاق
منه:
ما شاء الله يا حبيبتي طالعه زي القمر
جومانا بتوتر:
أنا مش لازم أنزل خلينى هنا أحسن
مرام:
لأ طبعاً مش أحسن... دي السهرة كلها علشانك يا عسل.. ولا إيه يا رشا
رشا:
....
منه:
مالك يا رشا مبتروديش ليه... وبصراحة من ساعة ما جيتي وإنتي شكلك متغير وزعلانة مش شكل واحدة إتقبلت في وظيفة أحلامها
رشا بإبتسامة مصطنعة:
مافيش سيبكوا مني وخلونا في الجميل ده... إيه يا بت يا جيجي الحلاوة دي
جومانا :
هي فين الحلاوة دي وانا على الكرسي ده
منه:
يا حبيبتي ده قدر ربنا لازم تقبلي بيه علشان يبدلهولك للخير
مرام:
ربنا شايف إن ده خير ليكي هتعترضي
جومانا:
لا والله الحمد لله... أحسن ما كان يحصلي حاجة يومها
رشا:
أهو شوفتي بقي.... بقولكم إيه إنتوا رغايين أوي متخلونا ننزل قبل ما معتز وأصحابه ييجوا
جومانا بصدمة:
أصحاب أبيه معتز
مرام:
أه كان بيقول خارج مع أصحابه وانا قولتله نجتمع كلنا هنا
جومانا بحزن:
لأ مش عاوزة أنزل
منه :
ليه بس يا جيجي... صحيح أنا كمان محرجة بس التجمع ده هيفيدك وإنتي أكيد تعرفيهم
جومانا:
أبيه معتز مبيدخلش من أصحابه البيت غير إتنين وواحد منهم أصلا مسافر
مرام:
اه ماهو جه
جومانا بفرح:
ميرو جه... يالا بسرعه نزلوني
رشا:
ميرو.... لأ دي الحكاية فيها إن
منه بسخرية :
وطبعا إنتي لازم تعرفي إن وأخواتها
رشا:
بس إنتي... ها يا جيجي كلي أذان صاغية
جومانا بضحك:
ميرو ده يبقي أبيه مراد إبن خالي مصطفي.... ده كان أقرب حد ليا يمكن أكتر من أبيه معتز
رشا بزعل مصطنع:
وأنا إل كنت فاهمة إن في غراميات وأسرار
منه بشماتة:
أحسن علشان تبطلي تتدخلي في شؤن غيرك
رشا بطفولية:
أنا بدخل في شؤن غيري.. مش إنتي يا جيجي بتعتبريني أختك يبقي شؤنك من شؤني
مرام:
شوفي إزاي... سبحان الله
جومانا بدموع:
رامي... صاحب أبيه معتز التاني هو إل حكيتلكوا عليه قبل كده...
مرام بتعجب:
رامي!!،
منه:
علشان كده مش عاوزة تنزلي
جومانا:
أه... مش عاوزة أشوفه
رشا:
لسه بتحبيه
كانت دمعاتها خير جواب لذلك السؤال
كانت مرام في عالم آخر... ذكري يوم إلتقت به
فلاش بااااك
كانت مرام ذاهبة لرؤية جومانا والإطمئنان عليها فبالرغم من تأكدها أنها ستكون نائمة إلا أنها تشعر بالمسؤولية إتجاهها..
وعندما إقتربت من حجرتها... سمعت صوت هامس يأتي من الداخل
فزعت... ظنت أن جومانا مستيقظة تتألم ولكن كيف وهي تأخذ عقارات طبية تساعدها على النوم
إقتربت من الحجرة بحذر
لتري شاب رأته من قبل يوم كتبت الكتاب.... يجلس بحزن ينظر إلي جومانا وهي نائمة
رامي بهمس حزين:
وحشتني ضحكتك أوي.... ياتري لسه بتحبيني...
كنت غبي لما بعدت بس والله غصب عني....
مرام:
بتحبها؟
تفاجأ رامي بوجود مرام بالحجرة
رامي:
لو سمحتي متقوليش لحد إنك شوفتيني هنا
ورحل وتركها
بااااااك
هبطت الفتايات بعدما حملوا جومانا معا ثم صعدت رشا وأحضرت الكرسي
تفاجأت جومانا من شكل الحديقة الجذاب وفرحت
دقائق وقدم معتز ورامي ومراد
كانوا يتحدثون فيما بينهم ولم ينتبهوا لقدومهم
مراد :
وانا أقول الجنينة منورة ليه
جومانا بفرحة:
أبيه مراد
مراد وهو يجثو أمامها :
إزيك يا جوجو أيوة كده... إنزلي وأخرجي
جومانا :
خلاص تخرجني انت بقي
مراد:
عيوني ليكي يا عسل
رامي بهمس:
هشيلك عيونك دي استني عليا
معتز:
دي مرام يا مراد وأشار بإتجاهها
لحظات شعرا كلاهما أنها سنين تمر.... نظراتهم أعمق من المحيط...
شعر كلا منهم بالآخر..
كان مراد حائرا.... طاقة كبيرة تجذبه بإتجاهها
أما هي فنظرات الإعجاب كانت ظاهرة وواضحة بعينيها
معتز بعدما لاحظ نظراتهم
إحم ودول صحباتها
نظر لهم نظرة خاطفة.... ولكنه أعاد النظر مرة أخري ليجدها واقفة تشع من عينيها نظرات الغضب
مرام:
أهلا بيك
مراد بإبتسامة :
إتشرفت بمعرفتك
رامي بصدمة مصطنعة:
مراد بيبتسم.... هيغمي عليا
مراد بعد أن لاحظ نظرات التهكم من رشا:
تحب أساعدك
رامي بخوف مصطنع:
لأ يا جدع انا بهزر
معتز:
مش هتبطلوا مناقرة
جومانا:
بيعوضوا الخمس سنين إل فاتوا.... صحيح يا أبيه أنا زعلانة منك
مراد بمكر وهو ينظر لرامي :
ليه بس يا عسل إنت، بقي الجميل ده يزعل
جومانا:
خمس سنين متنزلش ولا مرة... موحشتكش
مراد بإبتسامة:
معلهش يا جوجو... الشغل بقي. بس خلاص فرع الشركة هنا إتفتح والأمور ماشية تمام
مرام:
إيه يا جماعة هنفضل واقفين
جلس الجميع ما عادا رشا
منه:
إيه يا بنتي واقفة ليه
رشا:
معلهش اصل انا لازم أمشي دلوقتى
مرام:
دلوقتى ليه.. في حاجة حصلت
جومانا:
إيه يا رشا مش كنتي هتقعدي معانا ونسهر سوا
رشا:
أنا كنت عاملة حسابي فعلا ع كده... بس نعوضها في وقت تاني
جومانا:
لأ بليييز خليكي معايا إنهاردة
رشا:
هسهر معاكي يوم تاني ان شاء الله بس انا بكرة عندي شغل ومهم جدا اني أبقي بكرة موجودة في ميعادي
مراد بتهكم:
طبعا ظبط الوقت في الشغل ده مهم... أي ثانية بدري أو متأخر ممكن تفرق
رشا:
أفندم..
مراد:
أظن سمعتيني
رشا:
أه سمعتك.. سمعت قلة ذوقك وقلة أدبك
مراد بحدة:
إنتي بتكلمي مين كده إن شاء الله... مش واحدة زيك ال تتكلم معايا كده وتفتكر إني هسكت
رامي:
إهدي يا مراد مش كده
معتز:
في إيه يا جماعة إستهدوا بالله
رشا:
ونعم بالله.. أنا همشي بدل ما أرتكب جناية
مراد بعد ان وقف أمامها بغضب:
عرفتي بقي إنك بنت مش محترمة... بنت... لأ ثواني كده
ثم نظر لها كأنه يتفحصها..
سوري غلطت في البنات.... بس مش هنختلف على البافي
نظرتي ليكي في محلها..
انا مش عارف إيه دخل واحدة زيك مكان زي ده....
معتز بحدة:
مراد
رشا بدمع:
متشكرة على ذوقك يا محترم.....
فعلا هتظلم البنات ما أنا مش عريانة وحاطة كيلو مكياج على وشي ولا بتمرقع ولا بتلزق في الشباب...
العينة دي هما إل بنات من رجهة نظرك لأن ببساطة إنت زيهم من عينة الرجالة ال فاهمة إن مافيش غيرهم في الدنيا دي
مكان زي ده ال هو فيلا ناس أغنية...
الغني غني النفس بس إنت هتعرف إزاي وإنت فقير وفقير جدا كمان...
الفيلا الحلوة دي عندي سجن صحبتي مسجونة فيه... أقله من يوم ما دخلتها مضحكتش من قلبها...
الفيلا الحلوة دي معتقل بالنسبة لجومانا تقدر تقولي المستوي والفلوس عملولها إيه... وهي عايشة مع ناس قلوبها فقيرة
إنت هنتني دلوقتى بناء على إيه....
مجرد تخيلات وإستنتاجات غبية في دماغك
صفعة قوية كانت رده على ما قالته
شهقت الفتايات بفزع
رامي بحدة:
بتضربها ليه... علشان واجهتك بالحقيقة.... ملكش حق تضربها ولا تطلع عقدك عليها
مراد:
راااااااااامي
رامي:
نعم يا أستاذ مراد.... نعم يا رئيس مجلس الإدراة... نسيت إني شغال عندك ومينفعش أمنعك لما تغلط
معتز:
إيه يا رامي الكلام ده..... معتز غلطان بس إنت  عارف هو ميقصدش
رامي بسخرية:
ميقصدش إيه بالظبط....
إنه نازل تريقة وتهزيق في صاحبة مراتك ياعني ضيفتك... ياعني لما غلط فيها كأنه غلط فيك إنت....
بس أه نسيت هو من أصحاب البيت بس هي مجرد ضيفة... زي ما أنا مجرد ضيف...
يا آنسه رشا أنا آسف على قله ذوقه معاكي... يمكن هو مش هيعتذر ليكي لأنه فاهم إنه دايما صح وإن الدنيا هتمشي تحت أمره دايما....
كانت رشا كتمثال...
جماد لا يتحرك عيونها شديدة الإحمرار..... تنفسها سريع
منه بذهر:
رشا إتنفسي بشويش... رشا
مرام بلهفة:
البخاخة... البخاخة بسرعة
ولكن للقدر رأي آخر
لم تتحمل أكثر لتسقط أرضا....
لا ليس أرضا... فذراعيه إلتقطتها
معتز:
هي تعبانة ولا إيه... بخاخة إيه دي
منه ببكاء :
عندها مرض في القلب والبخاخة دي علشان لو إتعرضت لإختناق أو صعوبة تنفس
رامي بعصبية:
عرفت بقي إنك غبي... لو جرالها حاجة ذنبها في رقبتك
حملها مراد وصعد لسيارته.... لم ينتظر أحد منهم وذهب سريعاً
معتز لمرام :
تعالي بسرعة نحصلهم
منه ببكاء:
إبقي طمنيني يا مرام بالله عليكي
في تلك الأثناء كانت جنه نائمة بحجرتها داخل الفيلا...
منه:
جومانا هدخل أشوف جنه وأجيلك
أومأت لها جومانا بصمت فكانت تبكي
وجعا على صديقتها... وحسرة على تلك الأمسية التي منت نفسها بها كثيرا
رامي:
جومانا
رفعت عيناها له
بداخلهم الكثير من المشاعر
الخوف... التحسر.... اللهفة.... الحنين.... الإشتياق... والحب
بقيا يتأملان بعضهم البعض لعدة دقائق
رامي:
تحبي أطلعك
جومانا بإنكسار:
شكرا.... هستني منه
رامي:
جومانا أنا...
جومانا:
مافيش داعي للكلام... وبلاش نظرة الشفقة دي
رامي بعصبية:
شفقة.... إل فهماه من نظرتي ليكي الشفقة
جومانا:
أومال إيه.... إيه إل أفهمه من واحد مشافنيش بقاله سنتين ولما يشوفني ميقولش حتي إزيك أو أخبارك إيه....
ولما يتكلم يقول تحبي أطلعك وكأنه بيفكرني بعجزي على أساس إني ناسياه
رامي بعد أن جلس على ركبتيه أمامها:
عجزك... أنا مش شايف الكرسي ده أصلا......
انا كل إل شايفه جومانا البنت الجميلة الرقيقة....
جومانا البنت الوحيدة إل قلبي دق ليها....
جومانا البنت الوحيدة إل إتمنيتها.... لأ إنتي أصلا الحاجة الوحيدة إل طلبتها وبطلبها من ربنا...
عجز إيه... أنا مش شايف فيكي أي نقص
أنا مش شايف غير حبيبتي
جومانا ببكاء:
دلوقتي حبيبتك... ولما جيت أعترفلك بحبي كنت أخت صاحبك وبس
رامي بدمعة حارة لتلك الذكري:
علشلن كنت يومها غبي وأنا إل كنت عاجز فعلا
عاجز إني أعترفلك بحبي.....
عاجز إني أقولك وأنا كمان بحبك.... أقولك إني بعشقك
بس خلاص بجد تعبت إني أخبي ده في قلبي أكتر من كده
جومانا بدموع :
بتحبني.... إنت جاي بعد سنتين تقولي بتحبني....
إيه لما شوفتني صعبت عليك... أوعي تكون حسيت بالذنب
رامي:
يمكن أكون حسيت بالذنب بعد ال حصل فترة...
لأني حملت نفسي مسؤلية إل حصل بس رجعت آمنت إنك كمان غلطانة...
وإن إل حصل كله في الآخر نصيب....
جومانا أنا بحبك من عشر سنين فاهمة ياعني إيه...
عشر سنين وحبك بيكبر جوايا
جومانا بعدم تصديق :
إنت أكيد بتضحك عليا... ياعني إنت بتحبني كل السنين دي.. ولسه جاي تقولي دلوقتى
رامي:
ومين قالك إني مقولتلكش.... أنا بقالي سنتين بقولك كل ليله....
كل ليله من أيام ما كنتي في المستشفي لغاية إمبارح كل ليله بجيلك وأعترفلك بحبي وأقولك إل مش قادر أقوله وأنتي صاحية
جومانا بصدمة:
ياعني أنا مكنتش بحلم
رامي بإبتسامة :
تقصدي اليوم إل رديتي عليا فيه على أساس إنك بتحلمي
ثم أضاف بمكر
هو إنتي كنتي بتقولي إيه صحيح
جومانا دون إنتباه:
كنت بقولك وأنا كمان ب.....
سكتت بعدما رأت إبتسامته وفهمت ما يحاول فعله
جومانا بحزن:
ودلوقتي إيه إتغير علشان تعترفلي
رامي بصدق:
علشان حبك كبر وكبر أوي... لدرجة مبقيتش أقادر أسيطر عليه.... لأني مش بعد ما شفت نظره الحب دي في عينك هتحمل إنك تخبيها عليا تاني...
علشان مابقيتش جبان زي الأول....
جومانا:
ليه خبيت عليا... ليه
رامي:
هقولك كل حاجه في وقتها... بس المهم دلوقتى مش عاوزين حاجة تلهينا عن اللحظة دي... أنا لسه مش مصدق إني أخيرا قولتلك
في المشفي
طمأنهم الطبيب عن رشا ومكثت معها مرام لإنتهاء العقار الوريدي
ثم ذهبت لإصالها للبيت برفقة معتز الذي أقلهم ولم يلاحظوا ذلك الذي تبعهم من بعيد...
منزل محمود
كان محمود قد عاد  للمنزل فلم يجد أحد به...
فعلم أنهم مازالا في فيلا أخيه....
لم يشعر بنفسه وهو يذهب لنوم عميق فهو يشعر ببعض التعب
ليفتح عينيه فيجد أنه نائم بملابسه جسده ينتفض
سمع صوت منه وهي تتحدث بالهاتف
منه:
بجد يا مرام هي بقت كويسة خلاص
طب الحمد لله...
لأ مش هكلمها علشان طنط متفهمش حاجة
ماشي يا حبيبتي مع السلامة
أغلقت الهاتف وإستدارت لتتفاجأ به..
شهقت بفزع
منه بخضة:
أستاذ محمود حضرتك هنا
محمود بتعب:
جيتوا إزاي.... أنا كنت جاي أخد شاور وأفوق لأني حسيت نفسي تعبان شوية وكنت هجيلكوا...
بس نمت ولسه قايم دلوقتى
منه:
حصل خير.. سلامتك ألف سلامة..
الأستاذ رامي صديق معتز هو إل وصلنا
محمود بغضب:
وإزاي تسمحي لنفسك تركبي مع حد غريب... إيه التسيب ده
مخلتيش معتز هو إل يوصلكم ليه..
منه:
حضرتك ياريت تحترميني شوية...
أما بالنسبة لإني ركبت معاه فده لأنه الشخص الوحيد إل كان متوفر إنه يوصلنا... وحضرتك إتأخرت... والوقت إتأخر
أما معتز فكان في المستشفي
محمود بقلق :
مستشفى ليه... إسماعيل جراله حاجة
منه:
متقلقش حضرتك إسماعيل بيه بخير....
معتز كان مع مرام وصاحبتنا التالتة رشا تعبت شوية
محمود ببعض التعب:
وهي كويسة دلوقتى
منه:
الحمد لله... المهم إنت شكلك تعبان أوي... أخدت علاج
محمود بعدم إتزان:
لأ.. أنا...
ليشعر بالدوار وفقد إتزانه....
لتمد يدها وتساعده وتجعله يستند عليها...
وساعدته للدلوف لحجرته والإستلقاء فوق فراشه
وهكذا إنقضي اليوم....
الليل الملبد الذي تأملوا فيه بداية السعادة.... ولكن نالوا منن جرعة هموم
لم تنم رشا ساعة واحدة.... قضت ليلها في البكاء والنحيب...
أما جومانا لم تستطع النوم أيضا فكلما تذكرت إعتراف رامي بقدر سعادتها زاد خوفها من المستقبل... فكيف إن علمت المجهول
معتز ومرام كانا أيضا مستيقظين كلا منهم يفكر في أصدقائه
مرام تشعر بالألم لصديقتها والصدمة في مراد
أما معتز كان يشعر بالشفقة من أجل رشا والحزن من أجل مراد... و الحيرة من أمر رامي
أما منه فقضت الليل تعتني بمحمود... لم تستطع النوم
كانت درجة حرارته مرتفعة... فحرصت على إنخفاضها بالعقارات الطبية والكمادات الصناعية

أحيانا تضعنا الحياة في إختبارات لمواجهة النفس ومواجهة الآخر..
من المؤكد أن كل شخص ماضيه أثر عليه في وقت ما من حياته..
ولكن يجب أن يتوقف ذلك التأثير عند الماضي.. لا يأتي معنا للمستقبل....
لا يؤثر على حاضرنا لكي نعيش في سلام ونضمن أنه لن يؤثر مستقبلا على شخصيتنا أقله
صباح اليوم التالي
نهضت رشا وإرتدت ملابس العمل وذهبت إلي عملها وهي متخذة قرار أن تبقي قوية ولا تسمح لشئ ولا لأحد بإعاقة أحلامها في النجاح
أما في الفيلا نهضت مرام لتجد معتز يتناول فنجان من القهوة في الشرفة الخاصة
مرام :
صباح الخير
معتز:
صباح النور....
مرام:
قهوة من غير فطار
معتز مشاكسا:
مستني مراتي تفطرني
مرام:
ههه بس كده طب يالا بينا ننزل نفطر
هبطا لأسفل ولكن ليسا وحيدين
فقد مرا لحجرة جومانا وحملها معتز بينما مرام حملت الكرسي
هبطوا ليتفاجؤا برؤية إسماعيل ومنيرة
وضعت مرام الكرسي أرضا وذهبت لإحتضان إسماعيل بلهفة
مرام:
حبيبي يا خالو الحمد لله على سلامتك
إسماعيل:
الله يسلمك يا حبيبتي
جومانا... أخيرا وافقتي تنزلي وحشتيني أوي يا حبيبة بابا
جومانا :
وإنت كمان يا بابي وحشتيني أوي،، البركة في مرام هي إل أقنعتني
منيرة بسخرية:
وياتري بقي هي إل هتشتالك كل شوية وتنزلك
شعرت جومانا بغصة من سخرية والدتها
معتز:
لأ ما أنا بعد إذنك يا بابا هنقل أوضة المكتب فوق وأعمل الأوضة دي لجومانا علشان الحركة تبقي سهلة عليها
إسماعيل :
وماله يا حبيبي... دي فكرة حلوة أوي
منيرة بحدة:
لأ طبعا مينفعش إنتوا هتغيروا ديكور ونظام الفيلا ليه...
هي أوضتها فوق...
لما ييجوا ضيوف هنا هيقولوا إيه
جومانا بدمع:
خلاص يا أبيه مش مهم انا هفضل في أوضتي
مرام:
لأ طبعا مهم.... وبعدين الضيوف من إسمهم ضيوف مالهمش علاقة بديكور البيت ونظامه ليهم كرم  ضيافتهم وبس
منيرة بعصبية:
وإنتي مين علشان تتحكمي في بيتي
مرام:
أنا...
إسماعيل :
معتز إنهاردة تنقل الأوض.... وإنتي يا جومانا تعالي يا حبيبتي جمبي علشان نفسي تنفتح على الأكل
عند رشا
فطين أحد مسؤلي الشركة:
أهلا بيكوا بشركتنا... منكم إل إشتغل في فروعنا التانية وعارف سيستمنا ومنكم لسه مستجد
عموما انا برحب بيكم بإسم الشرك..
قطع حديثه
دلوف رئيس مجلس إدارة الشركة
كانت طلته تخطف الأنفس... رجال قبل النساء يعترفون لذاتهم بجماله...
المدير:
أهلا بيكوا... ويارب تبقوا عارفين وفاهمين قد إيه فرصة الشغل هنا تعتبر من أكبر فرص حياتكم...
وياريت تدوا للشغل حقه وإنتوا تلاقوا نتيجة لتعبكم
كانت رشا تنظر له بتوهان بعض الشئ... شعرت أن صوته مألوف ولكن....
ليكمل المدير
أنا مراد مصطفي الألفي وإن شاء الله نشتغل مع بعض ونكبر الشركة دي سوا
رشا لنفسها بصدمة:
مرااااااد.. إزاي معرفتوش... يمكن علشان مشوفتش شعره قبل كده بس حد يداري الشعر ده...
أما هو فنظر لها ورأي صدمتها
مراد لنفسه:
مستحيل كنت أفوت على نفسي أشوف صدمتك دي... أنا كنت زيك كده لما شوفت صورتك في ملف الموظفين الجداد
وساعتها بس عرفت إنتي كنتي هنا لما قابلتك أول مرة ليه...
رشا بهمس لنفسها:
أنا مستحيل أفضل في الشركة دي
مراد:
نقطة أخيرة... ياريت أي حد قبل ما يفكر يسيب الشغل يفكر في الشرط الجزائي
نظرت إليه رشا بغضب ليبادلها نظرات التحدي

حبيبتي أناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن