الفصل الثالث عشر

400 14 0
                                    

الفصل الثالث عشر
فتحت مرام الباب أخيرا
معتز يقلق واضح :
مالك... أطلب لك الدكتور. طب تعالي أوديكي المستشفي
مرام:
مافيش حاجه دول شوية برد وهيروحوا لحالهم
وما إن أنهت كلامها لتفاجئ به يحتضنها بقوة
معتز:
مش هستحمل يحصلك حاجة....
مرام بهدوء وهي تبعده:
كل حاجه بإرادة ربنا.... يالا خلينا ننزل
وبالفعل هبطوا لأسفل ليجدوا مصطفي جالس
معتز:
صباح الخير يا خالو
مرام:
صباح الخير
مصطفي:
صباح النور يا ولاد.......
مرام:
هروح أشوف جومانا
معتز:
خليكي إنتي... أنا هروحلها
أراد معتز أن يمنحها فرصة الحديث مع والدها
مصطفي:
معلهش بقي يا مرام محضرتش جوازكم أصل أنا مينزلش مصر كلزفين وفين... وإنتوا إتجوزتوا فجأة
مرام:
مافيش مشكلة... المهم إن حضرتك معانا دلوقتي
مصطفي بحزن:
قد إيه أنا حزين.. مقدرتش أشوف صاحب عمري قبل ما يموت
مرام:
الله يرحمه....
مصطفي بتذكر:
اه صحيح يابنتي الأستاذ سليمان قال إن كل وصية إسماعيل الله يرحمه قالهالك... متعرفيش كان عاوز مني إيه
مرام بتعجب:
عاوز منك
مصطفي:
اه... هو بقاله فترة بيطلب مني أنزل وإنه لازم يقولي حاجة مهمة... ولما سألته قال دي حاجة متتقلش في التليفون
مرام بتوتر:
لأ... معرفش
مصطفي بشك :
متأكدة
مرام بدمع:
كل حاجه ليها وقتها
في شركة مراد
بدأت العمل بحماس ونشاط... فيجب أن تثبت له أنها جديرة بثقتك فقد طلب منها القيام بالأعمال ومتابعة جميع العمل كأنه بالشركة
لتتفجأ بإحدي الموظفات
سهير:
بقولك إيه يا رشا
نظرت لها بتساؤل لتكمل هي
في شغل لو وافقتي عليه هتاكلي الشهد والملاليم إل بتاخديها مرتبك هتبقي ألوفاات مألفة
رشا بتوجس:
شغل إيه ده..
سهير:
ورقة هتحطيها بين الورق إل هيمضي عليه مراد بيه... ولا من شاف ولا من دري
رشا بشك:
ودي ورقة إيه
سهير:
ورقة هتخسره المناقصة الجاية وطبعز ليكي عمولتك من الشركة التانية
رشا بحدة:
إيه التخاريف دي... أنا لايمكن أعول كده
سهير:
يابت إسكتي ده إل هتاخديه من الموضوع ده قد مرتبك عشر مرات
رشا بعصبية:
إتفضلي على شغلك
سهير:
وش فقر
رشا :
أستغفر الله العظيم... يارب اعمل ايه أقوله ولا لأ
في منزل محمود
كانت تلاعب جنه بالحديقة.. لتتفاجأ بصوت رنين جرس الباب.. لترفع الهاتف المحمول الخاص بالبوابة الإلكترونية
منه:
مين
... :
محمود موجود
تفاجأت منه بذلك الصوت الأنثوي.. وأيضا بتسميتها له دون ألقاب
منه:
أيوة... أقوله مين
جنات:
قوليله مراتك
تخشبت منه مكانها وأصابتها رجفة في سائر جسدها.. ولكنها تماسكت ودلفت للداخل لحجرة مكتبه
فقد قرر العمل بضع ساعات لعله يشغل باله قليلا
محمود بعد أن رأها تدلف يبدو عليها الشرود:
منه.. في حاجة
منه بجمود:
في واحدة عاوزاك
محمود بتعجب:
واحدة مين
منه بغيظ:
بتقول مراتك
تلونت عيناه بالغضب الكاسح... برزت عروق يديه وعنقه بشكل مخيف
توجه للخارج وقام بالضغط على زر فتح البوابة في طريقه..
لتدلف هي... إمرأة  فائقة الجمال تشبه إبنتها كثيرا
رأتها منه وهي تتغنج بسيرها بذلك الفستان الأسود القصير لتشعر بالغيرة فيجب الإعتراف هي تبدو كالطفلة أمام أنوثتها الطاغية
جنه بتأتأة :
م.. م. ما.. م.. ما.. ما... ما
إنتفض محمود بخوف فصوتها المهتز هذا دليل على تراجع حالتها
محمود :
منه دخلي جنه جوة
منه برهبة:
حاضر... حاضر
جنات وهي تقترب :
وتدخلها جوة ليه... دي بنتي ومن حقي أشوفها
وعندما همت بالإقتراب أكثر من جنه
إنطلقت صرخة خوف مددوية
جنه بصراخ:
ماااامااااا
ثم إندفعت تختبأ في أحضان منه
منه وهي تحاوطها:
إهدي يا حبيبتي متخافيش... جنه بس يا روحي
محمود :
إدخلوا جوه
منه:
حاضر
ثم حملت الطفلة التي يرتعش جسدها وترتجف شفتاها من الخوف.. ودلفت إلي الداخل
محمود بحدة:
إنتي جاية ليه
جنات:
الحق عليا جاية أعزيك
محمود بسخرية:
لأ فيكي الخير
جنات وهي تقترب منه بإغراء:
مش إنت جوزي وإل مات ده يبقى أخوك... لازم أبقي جمبك في وقت زي ده
محمود بعصبية:
إسمها طليقي يا هانم... أنا مافيش حاجة تربطني بيكي دلوقتي
جنات:
لأ في.. ولا نسيت جنه بنتنا
محمود بحدة:
إظاهر إنك إنتي إل نسيتي،،، نسيتي إل عملتيه فيها... وجاية دلوقتي تقوليلي بنتنا.،،، إنتي إل زيك خسارة فيها تبقي أم
جنات :
إل حصل حصل... إحنا لازم نفتح صفحة جديدة علشان خاطر جنه.. هي أكيد محتاجة ليا محتاجة لأمها
محمود:
علشان جنه مينفعش يبقي ليكي في حياتنا وجود،،،، هي مش محتاجة ليكي... هي محتاجة أم
جنات بسخرية :
إيه الجديد في إل قولته... ما هو ده ال بقوله..... جنه محتجاني لأني أمها
محمود:
تؤ... تؤ تؤ... جنه محتاجة أم وإنتي بعيدة كل البعد عن الأمومة
جنات بسخرية:
ومين بقي إل هتبقي أم ليها.... البت إل دخلت دي
محمود بعصبية:
لسانك ده ميجبش سيرتها....
جنات:
إيه ده... واضح إن المربية ليها مكانة عندك
محمود بقوة وثبات:
دي مش مربية... دي مراتي
جنات بصدمة:
إنت إتجوزت... إمتي؟؟؟
محمود:
ليه كنت فاهمة إني هترهبن
جنات:
وهي دي بقي إل إستبدلتها بيا
محمود:
دي إل ملت حياتي أنا وبنتي سعادة...... أنا واقف بتكلم معاكي ليه... إتفضلي إطلعي بره
خرجت جنات وهي غاضبة للغاية تراها عند دلوفها لا تقول أنها نفس المرأة
جنات لنفسها بغيظ؛
أأأخ... إتجوزت،، وأنا إل كنت فاهمة بعد ما سمعت إن إسماعيل مات هتبقي كل حاجه في إيدك وقولت لازم أرجعلك،،،، بس مش هخليك تتهني
في الداخل
دلف ليجد منه تقوم بتلبيسها ملابس أخري... ففطن ما حدث
فطفلته تعان من التبول الاإرادي عند الخوف
أنهت ذلك ثم تسطحت بجانبها على الفراش.. تقرأ لها بعض الآيات القرآنية... إلي أن غفت
محمود بتنهيدة:
أخيرا...
أشارت له منه بالخروج... ثم قامت بتشغيل هاتفها المحمول على ما تيسر من القرآن الكريم.. وخرجت ورائه
لتجده جالس ودموعه متساقطة
منه بهمس:
محمود
رفع عينيه لينظر لوجهها
رأي علامات الشك ترتسم على وجهها.. ليبتسم
محمود:
أنا ببكي علشان جنه
منه بتوتر:
إحم... أنا مسألتكش
محمود وهو يشير لها لتجلس بجانبه ففعلت:
مش محتاجة تسألي أنا شوفت السؤال في عنيكي،،، والشك برده
منه:
الشك
محمود:
تنكري إنك شكيتي إني ببكي علشان جنات
منه بغيرة :
ياعني هي مش فارقة معاك
محمود بعد أن أمسك يدها وقبلها بحب:
لأ.... انا كل إل فرق معايا بنتي إل خفت تتأثر وترجع تسكت تاني
منه بحيرة:
هو ممكن أعرف ليه جنه خافت كده
محمود بتنهيدة:
دي حكاية طويلة
منه :
لو مش حابب إنك تقولي...
محمود:
زمان لما إتعرفت على جنات... كنت لسه بدرب في مكتب الأستاذ سليمان... وكانت جاية مع واحدة صحبتها ترفع قضية خلع على جوزها... المهم مرة بعد مرة... إتعلقت بيها...
إتعرفنا ببعض أكتر.... خرجنا مع بعض..
إتكلمت مع إسماعيل أخويا أكتر من مرة علشان أخطبها وكان بيرفض... لغاية ما يأس من إني أتراجع..
كنت متعلق بيها...
أصلي بالرغم إن كان متوفرلي كل حاجه وكل طلباتي مجابة بس كنت جاد جدا....
كنت بشتغل في الصيف في أماكن مختلفة... كنت بحب أجيب لنفسي حاجة من الفلرس إل بكسبها بنفسي...
عمري ما تقربت من بنت وإتعرفت عليها...
بس هي قدرت تلفت نظري....
إتجوزنا....
كانت طلبتها مبتخلصش... عاوزة دهب وسوليتير... وألماظ...
عاوزة عربية أحدث موديل...
فساتين من أكبر دور أزياء...
من الآخر عاوزة بنك متحرك
وعلشان أقدر أماشي متطلباتها.. قبلت عرض أخويا إني أشتغل معاه في الشركة...
بس مهما أعمل كانت دايما تحسه قليل...
كنت بقول معلهش مراتك وبتدلعك عليك... خصوصا لما عرفت إنها حامل...
سعادتي كانت كبيرة...
وجت جنه...
وكترت المشاكل بينا...
أولها مرضيتش ترضعها طبيعي خوفا على جسمها...
كانت بتسيبها وهي لسه عمر أيام وتروح النادي تلعب رياضه..
ولما أقولها مينفعش كده وأتخانق معاها
كانت تقول إن جسمها إتأثر بالحمل والولادة ولازم تحافظ على نفسها...
ولما أقولها ماشي بس مش على حساب بنتك... تقولي عندها المربية
طبعا إل شغلتها من غير ما تاخد رأيي... في الأول إفتكرتها علشان تساعدها بس بعد كده لقيت إن الوقت إل بتقضيه مع جنه يتعد على الصوابع زي ما بيقولوا....
وكبرت جنه.....
كنت بقول أعدي وأستحمل علشان خاطرها...
بس لقيتها بتتغير... بقت تخاف من الصوت العالي.... إتعلقت بيا زيادة مع إن المعروف إن الطفل في السن ده يتعلق بمامته..
تعرفي لما كنت اخرج أروح للشغل كانت تعيط وتمسك غيا.. زي إل بتقولي متمشيش
وعدت الأيام.. لغاية ما في يوم جالنا مندوب الشركة لأجهزة الحماية على البوابات...
وأخدت منه للفيلا...
بكاميرا إل متعلق بره لغاية دلوقتي..
ونسيت أقولها أو ربنا أراد إنها متعرفش..
كان متسستم إن لما البوابة تنفتح تظهر عندي على الموبايل...
تعرفي كنت مبسوط لأني حسيت إني هبقي مطمن عليهم في غيابي...
بس مكنتش أعرف إن ده هيتقلب ضدي...
لاحظت إن في نفس الميعاد كل يوم في حد بييجي الفيلا... لما كنت بسألها حد جه تقولي لأ...
بدأت أفكر ليه مبترضاش تقولي...
ويوم إستنيت بره الفيلا....
وشوفته....
دخلت بعد ما دخل بمدة كنت مستني على أساس إنه حد معرفة ليها وهيخرج..  مفكرتش أبدا إني هشوف إل شوفته...
هما الإتنين بيضربوا جنه... وهي واقفة تبكي..
تعرفي كانوا بيضربوها ليه...
علشان شافتهم مع بعض..
سمعتها وهي بتقولها أنا مش قولتلك المرة إل فاتت متخرجيش من أوضتك......
عارفة لو كنت مت كان أهون عليا... لحظتها حسيت إني بندبح...
خيانة... مش الوحيد إل إتعرض ليها.. قد ما بتوجع بس أنا شوفت إنهم أقل من إني أضحي بمستقبل بنتي لو قتلتهم..
تقدري تقولي عقل المحامي عندي إشتغل...
طلعت التليفون ومن غير ما يحسوا صورتهم...
وبعت رسالة لإسماعيل أخويا وهو كان عارف إني مستني قدام الفيلا.. أصل أنا كنت بحكيله كل حاجة كنت بلاقي النصيحة منه..
قولتله في الرسالة يبعتلي البوليس...
منه بصوت مكتوم من البكاء:
يا حبيبتي يا جنه... دي كانت طفلة...
ليه يأذوها كده
محمود:
ده إل جنني،،، وعلشان كده كان طلاقها وإنها متدخلش السجن قصاد تنازلها رسمي عن حضانتها
منه بدهشة:
بس دي زانية كان لازم تتعاقب
محمود:
عقابها عند ربنا... أنا فكرت لما بنتي تكبر إحساسها هيبقي إيه لما تعرف إن أمها زانية... علشان كده سكت
منه وهي تضع يديها المرتعشة فوق يديه:
مش هتنسي
محمود:
هنسي بيكي.. وليكي
منه بإبتسامة :
ربنا يخليك ليا... ويقدرني وأسعدك
محمود:
لأ بقولك إيه روحي عند جنه أحسن... لأنك لو فضلتي هنا كتير هيحصل حاجات كتييييرة
منه بخجل:
أنا أصلا نمت جمبها من زمان
وهرولت من أمامه سريعا
في الفيلا
لم تستطع كبت ضحكاتها وشاركتها جومانا وهما يستمعان لمغامرات مصطفي بالخارج...
وأيضا الكثير من المواقف لمعتز ومراد..
مراد:
كفايا يا بابا بقي...
جومانا:
هههههه شكلكم مسخرة
معتز:
أنا ساكت يا خالو ومش عاوز أقاطعك... بس كفاية بقي دا إحنا شكلنا بقي وحش
مرام بحماس:
لأ... لأ كمل
إبتسم معتز لحماسها فهي تريد المعرفة أكثر عن أخيها ووالدها
مراد:
طب أنا همشي بقي
مصطفي :
رايح فين..إقعد.. . ولا خايف
مراد :
أخاف من إيه يا صافو... أنا عندي شغل،،، سلام
مصطفي:
شوفتيني وأنا مسيطر
مرام بضحك:
طبعا طبعا
منيرة من خلفهم:
والله عال..... عمالين تضحكوا ولا كأن إسماعيل لسه ميت
مصطفي:
إسماعيل يا منيرة كان بيحبهم وأكيد ميحبش إن حزنهم عليه يلغي فرحهم.. أو إنهم يعيشوا حياتهم،،، بالعكس ده أكيد فرحان دلوقتي وهو حاسس بيهم بيضحكوا
شذا وهي تقترب من معتز وتميل فوقه :
حبيبي... ممكن تيجي شوية... عاوزاك في موضوع مهم
حاولت مرام إصطناع عدم المبالاه وأرادت أن تشغل نفسها
مرام:
جومانا إيه رأيك تيجي معايا نروح لمنه... أهو نغير جو
جومانا :
موافقة طبعا... أنا حاسة إني مخنوقة... والبيت بقي وحش من بعد بابا
مصطفي بحنان:
روحوا وإنبسطوا يا حبايبي
وبالفعل طلب مصطفي من أحد السائقين توصيلهم لمنزل محمود وعاد ليجد أخته تجلس ويبدو عليها التفكير العميق
مصطفي لنفسه:
أستر يارب.. يا تري بتفكري في إيه
مصطفي:
إيه يا منيرة خير سرحانة في إيه
منيرة:
وهييجي الخير منين
مصطفي:
ليه كده بس
منيرة:
ياعني مش عارف ليه.... بعد إل صاحبك عمله هييجي الخير منين
مصطفي:
صاحبي ده يبقي جوزك وأبو ولادك،،، وإل هو عمله أكيد ليه هدف
منيرة:
طبعا ومين هيحاميله غيرك
وتركته غاضبة وذهبت وهي تتوعد للجميع
في الأعلي بغرفة شذا
معتز بحدة:
ياعني إيه
شذا:
إل سمعته.....
معتز بسخرية :
إعتبريني مسمعتش
شذا ببرود:
أقولك تاني.....
أنا مراتك زي مرام... وليا حق عليك زيها بالظبط
ولأنك متجوز إتنين يبقي لازم تعدل ويوم تنام في أوضتها ويوم في أوضتي... وبما إنك نمت عندها إمبارح يبفي إنهاردة يومي أنا...
أنا مش هسكت كتير عن حقي... الفترة إل فاتت سيبتك تتقبلني في حياتك بشكل جديد بس خلاص زهقت
معتز:
طالما زهقتي يبقي كل واحد فينا يروح لحاله
شذا:
بعد ما ضيعتني... عاوز تتجوزني يومين وتطلقني.... عاوز الناس تتكلم عليا
إنت السبب في الجوازة دي... وإنت إل لازم تتحمل مسؤليتك ناحيتي  كاملة
معتز إنهاردة هتعاملني زي أي زوجة ليها حقوق ولازم تحترم وجودي في حياتك
وتركته يلعن نفسه على الوقوع في ذلك المأزق... هو لايستطيع الإقتراب منها أو إحتسابها زوجة وفي ذات الوقت لا يستطيع الإنفصال عنها
ليس من شيم الرجال التخلي
في شركة مراد
كانت في الكفاتيريا الخاصة بالشركة حالها كباقي الموظفون فهذا وقت الإستراحة
كان معظم المتواجدين ينظرون لها نظرات غريبة... ولكنها أيقنت أنهم يتحدثون عنها من الهمسات والضحكات بينهم
ولكن بالطبع لم تشغل نفسها بذلك الأمر.... كان كل ما يشغلها ما قالته تلك سهير... وهل يجب عليها قول ذلك لمراد أم لا.....
أشارت لها إحدي الفتيات التي تعرفت عليها منذ قدومها للتقدم للوظيفة لتذهب وتجلس معها على نفس الطاولة بعد التحية بينهم.....
لتعود مرة أخرى للتفكير
كان الكل مشغول بالحديث وتناول الطعام... ليتفاجؤا بوقوفه على الباب...
سكت الجميع... فلم يستطيعون التصديق أن رئيس الشركة يدلف للكفاتيريا الخاصة بالعاملين....
وقف  الجميع ونظروا له بإعجاب.... من الرجال طبعا من يحسدونه على ذلك الجمال الذي ينافس به أشد النساء جمالا... والشابات التي تنظر له بوله... فجميعهن يتمنن زوجا مثله فلا يستطعن تمنيه هو..
كان يبحث بعينيه عنها إلي أن وجدها جالسة شاردة
نظر لها وتقدم منها...
ظن الجميع أنه سيوبخها... منهم من شفق عليها... ومنهم من إستشف فيها....
وقف أمامها
مراد :
للدرجة دي مش حاسة بحاجة
نهضت رشا بخضة
رشا وهي تنظر له وللجميع من حولها كأنها تستشف ما يحدث... أو تعلم متي دلف.... لتجد النظرات تختلف فيما بينهم
رشا:
حضرتك محتاج حاجة
مراد:
مأخدتيش بالك إني دخلت
رشا:
الصراحة لأ
أحد الموظفين:
وهي هتحس إزاي
آخر:
أكيد بتفكر في حاجة جديدة تضر بيها الشركة وسمعة حضرتك
كانت تستمع لهم بصدمة فهما من تعرضا لها المرة السابقة
نظرت لها سعاد نظرة سخرية.. وكأنها تقول لها لو كنتي إنضميتي لنا ما كان ذلك سيحدث...
رشا بتوتر:
دول.. دول..
مراد :
دول إل تعرضوا ليكي بسبب إنك رفضتي الشغل ضد الشركة
الموظف:
دي دي كدابة... محصلش يا فندم
الآخر:
دي عرضت عليا إني أشتغل معاها يافندم وطبعا كان ليا مقابل
مراد بهدوء ما يسبق العاصفة:
وإيه هو المقابل
الموظف وهو ينظر لرشا بشماتة:
عرضت عليا ليلة معاها
شهقت رشا بزعر... بينما خجلت الموظفات ونظر جميع الموظفين لها...
نظرات شعرت أنها أعرتها...
الموظف الآخر:
حصل يا فندم وده إل عرضتوا عليا أنا كمان
لحظات وكانا منبطحين أرضا
فزع الجميع وعلا صوت بكاؤها ليصل إليه...
مراد وهو يشير لأفراد الأمن بأن يمساكهم... :
إمسكوا الك___ب دي
ثم توجه هو إليها...
ليبعد يديها عن عينيها ويزيل دموعها بحنان بالغ...
تحت نظرات التعجب والدهشة التي تعتلي كل الحضور..
مراد بعد أن جذبها لأحضانه:
أحب أعرفكم بمدام رشا الألفي... أظن دلوقتي عرفتوا كنتوا بتتكلموا عن مين... وإن إل بتتكلموا  عليها تبقي مين..
تبقي مراتي.... مرات مراد الألفي...
سهير لنفسها :
يانهار إسود
أشار مراد لرجال الآمن أن يأخدوا الرجلان لقسم الشرطة.. فقد سبق وتقدم ضدهم بمحضر سب وقذف وتعدي على زوجته...
وأخذها وهي ما زالت بأحضانه تستند برأسها فوق كتفه وصعد إلي مكتبه
في منزل محمود
منه:
بصراحه أحسن حاجة عملوتها إنكم جيتوا
مرام بتنهيدة:
فعلا
منه لجومانا:
هي مالها
جومانا:
مش عارفة بالظبط بس.. تقريبا معتز وشذا
منه بتفهم:
أها..
مرام:
أنا حامل
نظرت الفتاتان لبعضهم البعض بصدمة ثم نظرتا لمرام بفرحة
منه بفرحة:
الله... ما شاء الله ياحبيبتي... ربنا يتمم لك على خير
جومانا بدموع:
بابا كان نفسه في اللحظة دي
مرام بتنهيدة حزن:
خالو كان عارف
جومانا بصدمة:
إيه...؟
منه:
علشان كده كتبلك أملاكه؟
مرام بحيرة:
معرفش جايز
جومانا بحماس:
معتز عمل إيه لما عرف
مرام :
مقولتلوش
منه:
ليه كده يا مرام
مرام:
علشان لسه مش عارفه إذا كنت هكمل معاه
جومانا:
إنتي عاوزة تطلقي..... إنتي مش بتحبيه!
مرام :
إل بيحب أوي... هو إل بيتوجع أوي..،،،،،، أنا حبيت أخوكي بكل ذرة فيا..
حبيته وكان أملي نعيش مع بعض حياتنا بحب وبينا أطفاااال كتير تعوضنا عن أي حزن مرينا بيه... بس هو وجعني في الوقت إل سلمته نفسي وقلبي وكياني كله فيه
منه :
بس هو واضح عليه إنه بيحبك
جومانا:
أه والله العظيم
مرام بإبتسامة عذبة:
عارفة
منه:
عارفة إنه بيحبك وعاوزة تطلقي برده
مرام:
يا منه إفهميني... في الوقت إل كنت ببني ثقتي فيه هو كسرني.. صعب أوي أعيش معاه وكأن شئ لم يكن
جومانا:
هو أخويا صحيح بس إنتي معاكي حق
منه لتغيير الحديث عن معتز:
إحكيلنا بقي عرفتي إمتي إنك حامل.. وكنتي فين الفترة إل فاتت
جومانا :
صح... أنا إستغربت إنك تسيبي منه في الظروف إل كانت فيها.. وكمان متحيش دفن بابا
مرام:
بعد ما خرجت من الفيلا كنت تعبانة جدا... حسيت بنزيف،،، وتعبي بان عليا... الناس إتلمت حواليا وركبوني تاكسي وودوني المستشفى...
المهم هناك عرفت إن النزيف بسبب الحالة النفسية.. وعلشان يطمنوا أكتر عملولي تحاليل وأشعة للرحم
وبعدها قالولي إن في نطفة تزاوج ياعني بداية حمل..
تعرفوا الدكاترة كانوا مستغربين لأن الحمل ده كان عمره يومين تلاتة بالكتير إزاي يظهر... وكمان ميتأثرش بالنزيف...
وطلبوا مني أفضل في المستشفي علشان أفضل نايمة على ضهري علشان الحمل يثبت...
كلمت خالوا وعرفته بالحصل وهو وعدني إنه ميجبش سيرة عن لحد... ووصاني........
وإمبارح خرجت
منه:
سبحان الله... ياعني إنتي دلوقتي حامل في تاني أسبوع
مرام بإبتسامة وهي تضع يدها على بطنها:
أها
جومانا بفرحة:
هبقي عمتو.... الله
مرام بمشاكسة:
وإن شاء الله قريب ربنا يكرمك وتبقى ماما
منه بفرحة وحماس وبعض الخجل :
إمتي... ياعني ناويين إمتي؟
جومانا:
إنتوا بتتكلموا إزاي؟ بابا لسه متوفي
مرام :
جومانا أنا قولتلك دي وصية والدك ولازم تتنفذ في أقرب وقت
منه:
أيوة ياعني إل هو إمتي أقرب وقت ده
جومانا:
والله إنتي بتسألي كأنك إنتي إل هتتجوزي
منه بخجل:
ماهو أنا هتجوز فعلا يومها
وقد كان نصيب مرام الصدمة تلك المرة
جومانا بصرخة فرحة:
واااااااو كنت عارفة والله... يا حودة يا عسل
منه بهمس:
بس... بس
مرام بفرحة لصديقتها:
حبيبتي ربنا يسعدك،،،،،، بس إنتي بتحبيه؟
منه بخجل:
أها
ياعني مستكترة تقوليها صريحة
كان هذا صوت محمود الذي جاء مسرعا بعد سماعه صرخة جومانا
جومانا بمشاكسة:
مستعجل على إيه يا عمو
محمود بغضب مصطنع:
عمو مين يابت
مرام بضحك :
متزعلش منها يا خالو
محمود بغيظ:
بت إنتي وهي... بره... مشوفش وشكم غير يوم كتب الكتاب
جومانا:
حقك علينا ياكبير.... دا أنت أصغر مننا يا واد يا حودة
محمود:
أيوة كده
منه:
هههههههههه
بقلم رانوش
رانيا عثمان البستاني

حبيبتي أناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن