chapter{1}
From The Black Dress In December"فى محطة القطار المهجورة الواسعة ذات الاضاءة الخافتة والهواء المختلط بالتراب فيشعرك وكأنك تمليء رئتيك بترابٍ فقط وليس بهواء أبدًا.
جلست على الأرض محتضنة لرسالتي الفارغة وانا ابكي بشدة
مستندة بذراعي على كرسي بجواري..بدأت اكتب فى الرسالة :
"ما الذي أتي بي إلي هنا"
نفس القلم..نفس الرسالة...نفس الفستان الأسود نفس كل شيء
توقفت كل عدة لحظات عن الكتابة لأمسح دموعي .
رفعت شعري المبتل بالدموع عن عيني ثم عدت لأكمال بقيه الرساله باكية.وفجأة ارتفع صدى صوت القطار القادم بشدة
إنتفضت وظللت انظر الى القطار القادم من بعيد حتى جاء النور الى عيني ..رفعت يدي محاولة ان أحمى عيني منه حتى مر قليلًا بحيث ضوءه لا يلامس وجهى أنا.ظلت عيناي تجريان مع القطر حتى استقر أمامي وفُتحت أبوابه جميعها وانا اعلم جيدًا ما الذي سيحدث.
ظلت الأبواب مفتوحة لعدة دقائق ولا أحد ينزل من القطار...كيف؟ هل القطار أصلًا فارغ من الركاب!
نزل من القطار رجلا لا اري منه سوا معطفه الاسود قبل أن يغلق القطار أبوابه ليتحرك بشدة ترج الآرض من تحته.
نعم انه فارغ من الركاب والبشر كلهم...عدا ذا المعطف الأسود هذا!وجههٌ ذو ملامح مشوشة لا ارى منها الكثير..لا ادرى أهو بسبب عيناي المتورمتين من كثرة البكاء أم لبشاعة الإضاءة فى تلك المحطة أم أنهُ خُلِقَ بملامحٍ مشوشة!
اقترب مني ببطءٍ وهو واضع يديه فى جيبي معطفه الأسود الذي يصل الى ركبتيه يمشي بخفه وكانه يعرف اين وجهته بدات الشعور بلغيره في الاقل انه يعرف وجهته ليس مثلي اشعر بضياع دوما.
ظل يقترب حتى هدأ عقلي من التفكير قليلًا
استدرت بوجهي عنه لأنظر الى الرسالة المبتلة بدموعي والتى مالزالت فى حجري كيف نسيت امرها تماما في ثوان.جلس على الكرسي المستنده بذراعي عليه فنظرت إليه قليلًا ثم رفعت ذراعي عن ذراع الكرسي ممثلة الامبالاة ليجلس هو بكل هدؤء ممثلا الامبالاة ايضا!
عم الهدوء المكان للحظات حتى تكلم هو كاسرًا الهدوء قائلا بمرح:
"لا تبكي أيتها الجميلة"رفعت نظري قليلًا إليه وانا مازالت بنفس وضعيتي فرأيت وجهه من الجنب فقط ..إلتفت إلي فسكنت قليلًا ومالزالت ملامحه مشوشة أيضًا إلا أننى اعلمه جيدًا!
قال فى هدوء وهو ينظر إلي بملامح بدت وكأنها ارتخت:
"أسطورة ديسمبر ستتحقق"!نظرت إلى الرسالة ومطط شفتي بسخرية مؤلمة.
حتى وصلنى صوته العابث وهو يقول: "يبدو أنكِ منتظرة أحدهم.."
لم يجد منى رد فأكمل بسخرية:
"لا احد يأتي إلي محطه القطار هذه يبدو انك أتيتي إلي عنوان خاطئ "
لم افتح شفتي أو ارد حتي...وكأن الكلام قد تبخر من لسانِي أو اني فعليًا لا اريد الرد.
أكمل بعبث وهو يقترب بكتفه من رأسي:
" هل هذا الشخص ..أنا..يبدو أنه أنا!"
نظرت إليه قليلًا مندهشة لما يقوله هذا الرجل انه اغرب من الغرابه او انه الغرابه نفسها
عدت إلى رسالتي غير آبهة به..املىء السطور الفارغة حتى سمعت صوت حذائه على الأرض..تنهد براحة ثم التفت ليمشي وهو يُثقل الخُطى .