مَرّ ثلاثة أشهر على مكوثِهما فى" ڤيينا" و قد استقرا بشكلٍ تام بها و استقرت سلمى فى عَملِها و أصبحت صحفية معروفة تعمل للجريدة الكبيرة التابعة للسيد مارك.
----------------------------------------------------------
-صباح الخير، سيد طاهر!
"قالتها سلمى و هى تفتح باب مكتبها و وجدت طاهر يجلس منتظرها بالداخل كالعادة!
-صباح الخير، سلمى؟
كيف حالك يا عبقريتي؟"رد طاهر بإبتسامة واسعة وقد لمعت عيناه العسليتان"
-بخير إلى حدٍَ ما!
"ردت سلمى و هى تجذب كرسيًا تكتبها لتجلس عليه بمواجهة جانب طاهر"
لف طاهر رقبته إليها منتظرًا كلامها الذي يدل على إجتهاد تلك الدودة" كما ينعتها"
و ما لبثت حتى أملت عليه تعاليم السيد مارك وخطة العمل.
"انصت جيدًا لِما سأقوله"
قالتها بنبرة آمرة قبل أن تبدأ إملاء التعليمات عليه.
قطع تركيزهما صوت طرق الباب فأذنت سلمى للطارق بالدخول.
دخل السيد مارك إلى مكتب سلمى باسمًا الثغر فوقفت سلمى تُحييه و وقف طاهر مبتسمًا هو الآخر."يبدو أنكما أصبحتما صديقين مقربين!
كيف لكِ بإيقاع السيد طاهر سلمى و أنتِ لم تُكملى ثلاثة أشهر هنا؟ "تكلم السيد مارك موجهًا كلامه لسلمى ثم ضحكا ثلاثتهما و جلس السيد مارك على الكرسي الذي يتوسط المكتب و بدأوا فى النقاش الدائر حول خطة العمل فى هذا الشهر.
قامت سلمى لتُحضر ثلاثة أكواب من القهوة لهم جميعًا و سرعان ما أنجزتهم و هى تسمعهما وهما يتحدثان وأعطت كلا منهما كوبه و أكملا النقاش الذي انتهى بإيماءات الفهم و الكلمات المؤكدة.
فغادر السيد مارك و ذهب إلى مكتبه لاستكمال بقية عمله تاركًا سلمى و طاهر وحدهما.جلسا مرة أخرى كما كانا و كادت سلمى أن تُكمل حديثها لولا تحدث طاهر قائلًا:
-أنا سعيدٌ للغاية كوننا أصبحنا مقربيّن!-و أنا أيضًا بشدة!
"ردت سلمى بشغفٍ يعتليه القليل من الحزن.
صمتا قليلًا حتى فكر طاهر فى الخروج من مكتبِها،
فقالت سلمى بلطف مختلِطًا بنبرة حزينة:ما رأيك فى حفلة عشاءٍ عندى فى المنزل الليلة؟
-اوه..أوافق و بشدة!-هل أنتِ من ستجهز الطعام؟
"سأل طاهر بشغف"نظرت إليه بتوتر قليلًا ثم خفضت عينها قائلة:
-لا..لستُ أنا بل لورا.
-أتعلمين؟
إنني أوافق لأجل رؤية لورا حقًا أتوق لرؤية الفتاة التى تتحدثين عنها دائمًا!دبت الرعشة الخفيفة فى جسدها وقالت متفادية كلامِه:
-سنتقابل إذن بعد انتهاء العمل!
=حسنًا عزيزتى.. وداعًا!
"رد طاهر بإبتسامة-ضحكت سلمى من طريقته قليلًا و استأذنته للخروج من المكتب فأذِنَ لها بإحترامٍ.
------------------------------------------------------------
رنّ هاتفُ لورا مُعلنًا عن وجود متصل فتركت كوب القهوة من يديها و جرت نحو هاتِفِها و ما لبثت أن رأت اسم المتصل حتى ردت بهدوءٍ:
-اشتقت لكِ كثيرًا !
ضحكت سلمى وهى تُهديء نفسها و ردت قائلة:
-أنا أيضًا حبيبتي..
انتِ تعرفين متاعب العمل؟
لكن لدى طلبٌ هُنا..
-لِمَ تتهربين مني، سلمى؟
هل تُخفين شيئًا عني؟
مُنذُ عملتى... من ثلاثة أشهر وانتِ تغيرتي كثيرًا!
لِمَ.. ما الذي حدث؟
قطعت لورا كلام سلمى فارتبكت سلمى قائلة:
-لا ليس هناك شيء!
فقط أعدي حالكِ لحفلة عشاء رائعة... قدمى كل ما لديكِ.. انا فقط أُساعدك!