الفصل التاسع

61 6 0
                                    

رنّ منبه هاتف لورا مُعلنًا أنها السابعة صباحًا.

فتحت عينيها و ابتسمت بعذوبةٍ ثم قامت ببطءٍ من على سريرِها،
وقفت أمام المرآة فى غرفتِها و تفحصت نفسَها بعدما شغلت موسيقَها المُفضلة ثم اتجهت نحو الحمامِ و بدأت تغسل وجهَها و أسنانَها و هى ترقص مع صوتِ الأغنيةِ الذي ارتفع حتى وصل إلى الحمام.
خرجت من الحمامِ لتجد سلمى ترتدى حذاءَها.

-صباح الخير لورا،
ما سبب استيقاظكِ باكرًا فى وقتٍ كهذا؟
"سألت سلمى و هى مُندهشة"

-صباحُ الخير.. إننى فقط استيقظتُ باكرًا لأن طاهر قد دعانى على كوبٍ من القهوة عندما كان هُنا،
واليومُ هو الموعد!
-فهِمتُ ذلك.. إنه بالفعل لا يحضر إلى العمل اليوم!
حسنًا حظًا موفقًا.
"قالت سلمى جملتها الأخيرة بعدما طبعت قُبلة على خدِ لورا بسعادةٍ ثم التقطت حقيبتَها و خرجت ذاهبة إلى عملِها".

عادت لورا إلى غُرفتِها وفتحت دولابَها.، ظلت تتأمل الرفوف التى امتلأت بالأسودِ و الغوامق عدا رفٍ مُميز يمتلئ بالألوانِ..
سحبت منه بنطالًا من الجينز واسعًا ذا موضة قديمة و قميصًا أبيض اللون..
ارتدتهما و أدخلت القميص داخل البنطال فبدت وكأنها عارضة أزياء يليقُ بها كل شيء!
التقطت اكسسوارات بسيطة للغاية وارتدتهما و مشطت شعرها القصير على كتفيها بتسريحة عادية بدت عليها مميزة ثم وضعت القليل من مساحيق التجميل على وجهِها.

رنّ هاتِفُها فوجدت المتصل طاهر،
وضعت الهاتف على أذنِها و أمسكتم بيدٍ و بالأُخرى أمسكت بقلمِ الكحل.
-صباح الخير
قالت لورا بهدوءٍ وسعادة"
-صباح الخير لورا.. أنا تحت المنزل مُنتظرك!
"رد طاهر عليها بنبرة سعيدة"

وضعت الكحل فى عينيها بشكلٍ خفيف ثم خرجت إلى الشُرفة و بحثت عنه بعينيها فوجدته جالسًا فى السيارة مُمسكًا بهاتفِه مُنتظرها.

ابتسمت ثم دخلت سريعًا وارتدت معطفًا طويلًا ثم اتجهت إلى طاهر بعدما وضعت الحاسوب المحمول معها فى الحقيبة.
وقفت أمام الباب بعدما فتحته وخرجت.. ظلت تتأمل طاهر الذي وجدته مُرتديًا قميص أسود اللون وبنطالًا من الجينز ذا اللون الأزرق الغامق،
بدى مُرتبًا كثيرًا!
ظلت تسير لورا إليه ببطءٍ حتى سمع صوت خطواتِها و رفع رأسه عن الهاتف ثم نظر إليها فى إعجابٍ وقال وهو يتفحصها:
-تبدين رائعة،
ولكن اللون الأسود أفضل!
-علينا أن نُغير قليلًا.. حتى لو شيئًا تُحبه!
"ردت عليه سريعًا"

ابتسم طاهر إليها و ركبوا السيارة ثم بدأ كاهر فى القيادة سريعًا.
ظل للصمت يعم المكان حتى كسره طاهر قائلًا:
-حسنًا لقد وصلنا المقهى.

نزلا إثنتيهما من السيارة ووقفت لورا تتأمل المقهى بعينين لامعتين منبهرتين ؛
كان مقهى على الطُراز التسعيني عتيقٌ يُناسب صذوقها كثيرًا!

دخلا المقهى و وجدته لورا هادئًا للغاية فطاب لها جوه.
اختارت لورا الطاولة التى بجوار الشباك المُطل على حديقةٍ خالية من الأفراد مليئة بالأزهار والأشجار.
نادى طاهر على النادل و أملى عليه طلباتِه قائلًا:
-كوبٍ من القهوة مع كرواسون محشو بالجبنة الفرنسية من فضلك.

نظرت إليها لورا بصدمةٍ كبيرة.. انه إختار ما تُفضل وما تطلب و تأكل دائمًا!
نظرت إلى النادل ثم أخبرته بنفس الطلب فغادرهما.

-حسنًا لورا.. أُريدُ رؤية أعمالك!
"قالها طاهر بعدما تنهد و هو يلعب فى شعره"

هزت رأسها موافقةً و أخرجت الحاسوب الخاص بها وبدأت فى عرضِ أعمالِها فاقترب بكرسيه منها ليستطيعا المشاهدة معًا.
ظلت عيناه تجريان مع الصور المتلاحقة و هو فى حالةِ صدمة وظل يُردد:
-يا إلهى!
أنتِ حقًا موهوبة..
ما هذا انكِ عظيمة!
نظرت إليها لورا و قالت و هى تتأمل ملامحه المندهشة:
-لكن موهبتي قد ماتت.. حتى صار حلمى أن أحييها مُجددًا!
كان قد وضع النادل الطعام على الطاولة منذُ حوالى عشر دقائق بينما كانا منهمكان هما فى عملِها.
-ستعودين..قريبًا!
رد طاهر بإبتسامة ثم أكمل:
-يبدو أننا نسينا الطعام والقهوة.. هيا تفضلي كلى قبلما يبردان!
ابتسمت لورا بسعادةٍ ثم بدآ فى الأكل سويًا.
ما لبثا حتى انتها سريعًا من تناول الكرواسون و ارتشاف القهوة فترك طاهر الأموال مع الفاتورة و الأطباق الفارغة و غادرا كلاهما المقهى.
ظلا يسيران معًا فى جوٍ بارد فالتفتت لورا إلى طاهر لتجده يزفر فى الهواء ليُخرج من فمه بخارًا!
ظلت تضحك وهى تقول:
-حقًا لم أرى طفلًا طويلًا هكذا من قبل.

ضحك طاهر معها لثوانٍ ثم اختفت الضحكة شيئًا فشيء حتى نظر لها بجديةٍ و قال:
-لِمَ بكيتي حين سمعتي صوتي وعلمتى أنه انا فى اول مرة؟
دون حتى أن تريني!

توقف عن السيرِ وهو يقولها فنظرت إليه بنظرةٍ خائفة فأكملت و لاحظ هو و بدأ فى السير مرة أخرى:
-حسنًا حسنًا سأعلم هذا وحدى!

سألت لورا محاولة تغيير مجرى الحوار:
-طاهر أين تسكن؟
-بعد منزلك بحوالى أربع شوارع!
"تنهد ثم رد عليها"
ُدِمت وقالت:
لِمَ لم تُخبرني بهذا من قبل؟
رفع كتفيه علامة عدم المعرفة ففكرت قليلًا ثم قالت :
-و ما رأيك فى أن نجلس سويًا لشُربِ القهوة ليلًا بما اننا جيران!

نظر إليها طاهر بسعادة ورد سريعًا:
-فكرة رائعة.. فأنا دائمًا أشعر بالوحدة.
"رد وقد بدأت نبرته فى الانكسارِ شيئًا فشيء.

-لِمَ؟
ردت لورا مُندهشة.

-أنا أعيشُ وحدى..
جميعم ماتوا و رحلوا!
"رد بحزنٍ أوجع قلبَها"

أخفت لورا حزنها وقالت بهدوءٍ بإبتسامة:
-لا تقل أنك تشعر بالوحدة مجددًا فها انا ذا صديقتك!
" قالتها و هى تُشير على نفسها و تُحرك رأسها بمزاح"
ابتسم طاهر وقد لمعت عيناه ثم اتفقا على السير مرة أخرى إلى مكان السيارة.

عادا فى هدوءٍ تام و ركبوا السيارة وقد شغل طاهر موسيقى لم يكن يعلم أنها موسيقاها المُفضلة فنظرت إليه بتمعنٍ و هى تستمع بإنصاتٍ و تتأمله.

وصلت إلى منزلها و خرجت من السيارة ثم وقفت امامه و قالت:
-أنتظرك فى المساء!
أومئ لها و رفع يده بعلامة التوديع فردتها له و التفت لتدخل منزلها.
تأكد طاهر من دخولها الى المنزل فشغل المحرك و اتجه نحو منزله ولم يلبث بضع دقائق حتى كان فى الداخل.
ألقى بمفاتيحِه على الكرسي الذي بجوارِ الباب ثم دخل إلى الحمام و خلع ملابسه ووقف تحت الماء سارحًا شاكرًا لورا على مدى جمال اليوم الذي صنعته له!

The Black Dress In December.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن