استيقظت لورا من نومِها و هى تشعر بصداعٍ رهيبٍ مسيطرٌ عليها..
نظرت إلى ساعة الهاتف لتجدها الثالثة عصرًا؛
ففُزِعت عندما تذكرت أن طاهر سينتهى عمله بعد ساعة واحدة،
قامت من على السرير و غسلت وجهَها سريعًا و ذهبت لتُحضر طعامَ الغداءِ.
كان تعمل بسرعة كبيرة و قد شغلت الموسيقى بجوارِها لتُحمسها لتؤدى أفضل ما عندها.
و فى أقل من ساعة كانت قد انتهت من كل شيء و وضعت الطعام فى علبٍ و ارتدت ملابسها..
بنطال من الجينز الأسود و قميص أسود فضفاض و تركت الحرية بشعرها مفرود على كتفيها ثم خرجت و أخذت علب الطعام و ركبت السيارة مُتجهة إلى بيتِ طاهر.وصلت أمام منزل طاهر و نزلت من السيارة مُمسكة بحقيبة الطعام مُنتظراه وما لبثت قليل من الوقت حتى رأته قادمًا بسيارته من بعيد.
-تأخرتُ عليكِ؟
"سأل طاهر بقلقٍ"
-لا لا لقد أتيت منذ دقائق فقط!
ردت بهدوءٍ ثم أكملت و هى تُشير على الحقيبة:
-و جهزت لك غدائك!
-يا إلهى.. اننى اتضور جوعًا حقًا لا أعلم ماذا كنت سأفعل بدونك!
"رد بسعادة شاكرًا إياها"
ابتسمت له فالتفت ليفتح باب المنزل..
فتحه سريعًا و أشعل الأضواء ودخل ودخلت لورا خلفه بخطواتٍ هادئة تتناسب مع هذا المنزل الواسع الذي يُدخل الراحة والهدوء على القلب بكل تفصيلة دقيقة به!
وضعت لورا الطعام على طاولة السفرة وجلست على كرسيٍ من الكراسي فابتسم لها طاهر و استأذنها ليُغير ملابسه و لم يتأخر فبعد دقائق معدودة كانا جالسين يتناولا الطعام معاً.
-هل راق لك طعامى؟
سألت لورا بهدوءٍ و هى تتأمله و هو يأكل"
-نعم،
لقد عجبني كثيرًا إنه أفضل ما دخل فمى!صدرت منها ضحكة خجولة فأكمل طاهر كلامه على مضضٍ :
-سأسافر!
اندهشت لورا و توقفت عن المضغ و نظرت إليه فأكمل:
-لدى ثلاثة أيام إجازة سأقضيهم فى جزيرةٍ قريبة من ڤيينا هل تأتين معى.. أنتِ وسلمى؟ردت عليه بنبرتها الهادئة:
-فكرة رائعة!
أنا أيضًا أريد أن أستمتع بوقتِي قليلًا و أكسر الروتين و سوف أسأل سلمى هل ستأتى أم لا!ضربت لورا جبهتها و كأنها تذكرت شيئًا فقالت:
-و متى سوف نغادر؟
فكر قليلًا ثم أجاب:
-فى السابعة من صباح الغد.
ردت سريعًا:
-حسنًا حسنًا.
انتهيا من طعامِهما و لمت لورا العُلب فى الحقيبة لتغسلها فى المنزل وجلسا سويًا يتبادلان أطراف الحديث مع كوبين من القهوة وعندما انتهت لورا قالت بأدبٍ:
-سأُغادر أنا لأستطيع تجهيز حقيبتي و أدواتى
أذِن لها طاهر فودعته ثم خرجت من عنده مُسرعة إلى بيتها.
ركبت سيارتَها و عادت فى ثوانٍ إلى المنزل و بدأت ملابسها و جلست تُشاهد التلفاز بمللٍ.
وبينما كانت جالسة فُتِح باب المنزل لتجدها سلمى؛
بعثت للورا قُبلة هوائية و دخلت لتُغير ملابسها.. انتهت ثم جلست بجوارِ لورا على الأريكة.
-هل أكلتى؟
"سألتها سلمى"
-نعم،
تناولت غدائي مع طاهر.
"ردت لورا سريعًا و هى تنظر للتلفاز"صمتا قليلًا ثم قالت لورا وقد تذكرت الرحلة :
-هل تأتين معى أنا و طاهر؟
-إلى أين؟
"سألت سلمى بإستغرابٍ"-جزيرة قريبة من ڤيينا..
سنُقضي فيها ثلاثة أيامٍ فقط لنكسر الملل!
أرجوكِ سلمى تعالى معنا سنستمتع!فكرت سلمى قليلًت ثم قالت بحنق:
-لن أستطيع حقًا لدى الكثير من الأعمال!
لن أستطيع أن أخذ إجازة مُطلقاً..
لكن استمتعي عزيزتي.
"قالتها قبل أن تُقبلها"
إستئذنت سلمى لورا فى أن تذهب لشراء أشياءًا من محل البقالة المجاور فارتدت ملابسها سريعًا و خرجت.
رنّ هاتف لورا فجأةً فوجدته طاهر.
ردت لورا قائلة
-مرحبًا يا صاحب الغمازات!
ضحك طاهر و قال بحنانٍ:
-اتصلت بكِ كي أشكرك!
-على ماذا؟
"سألت لورا مُندهشة"
-على إهتمامِك بي.. لم أشعر بتلك النوع من الفرحة منذ موت أمى!
خجلت لورا من كلامِه وقالت محاولة تغير محرى الحوار:
-لقد أعددت كل شيءٍ و أنتظرك غدًا و لكن للأسف لن تأتى سلمى معنا!
لديها الكثير من الأعمالِ المهمة التى لا تؤجل!
رد طاهر بأسفٍ:
-حسنًا حسنًا لا بأس!
أنتظرك غدًا.
طابت ليلتك!-طابت ليلتك.
قالتها لورا قبل أن تُغلق المكالمة و تذهب إلى غرفتِها لترتمى على السرير و تذهب فى سبات عميق.