الفصل الرابع

114 9 2
                                    

ظلت تبكي وهى تتأمله واضعة طرف كتابها على ركبتيها ويصل طرفه الآخر إلى بطنها..
ظلت تشهق وتهتز بشدة من كثرة بكائها حتى غلبها النعاس وذهبت فى سبات طويل!

فتحت سلمى باب الشقة لتجدها هادئة تمامًا..لا صوت موسيقى من موسيقاها الهادئ أو صوت أدوات المطبخ فهذا يعني أن لورا لا تُعد قهوة!

ذهبت إلى غرفتها وفتحت الباب بحذر لتجدها نائمة وهى جالسة على الأرض مستندة بظهرها على الحائط و واضعة رأسها بين ذراعيها المسنودتين على ركبتيها.

أفاقتها بهدوء لتُنيمها على السرير وهى تجرها بحنان كأم و طفلتها و جعلتها تتمدد على السرير..

انتزعت كتابها من بين يديها المتشبثتين به برفقٍ تام دون أن تنطق ببنت شفة وتركتها لتُكمل نومها و هى تتقلب فى سريرها براحة.

اتكئت سلمى على ركبتيها على الأرض لتُلملم حطام كوب القهوة الخاص بلورا دون إبداء أى ردة فعل تُذكر!

مرت عدة ساعات والهدوء هو سيد الموقف..حضرت سلمى طعام غدائها بنفسها وظلت لورا نائمة طويلًا.

وبينما كانت سلمى جالسة وقد بدأت أن تأكل بملل وتعب وجدت لورا قادمة عليها وقد بدى عليها التعب..تمشي بهدوء وعلى وجهها ابتسامة هادئة لا تُفارق شفتيها قط!

-أهلًا سلمى..طمئنيني ماذا فعلتى أيتها المحاربة؟

"جاءها صوت لورا المملوء بالحنان وهى تتقدم لتجلس أمامها" فإلتفتت إليها وقالت بإبتسامة :
-لدى خبران.. واحدٌ منهم جيد والآخر سيء!

أسرعت لورا بالرد قائلة :
-ابدئي بالسيء رجاءًا!

قالت سلمى بحزنٍ خفيف:
-لقد رفضتني بعض الصحف التى تقدمت لهم بطلبي والبعض الآخر قال أنه لا مكان فارغ لديهم!

ردت لورا قائلة بإستياءٍ:
-يا الهى!!
وما الجيد؟

ردت سلمى بإبتسامة أمل:
أن هناك صحيفة كبيرة من أكبر صحف تلك المدينة طلبتني بالإسم!!

ابتسمت لورا وقالت بفرحة:
-هذا رائع وماذا بعد؟

-لا شيء سوى أننى سأظل أبحث مرة أُخرى خوفًا من أن ترفضني أو ترى عيبًا فى شيء في ملفى فأُضيع وقتى هباءًا!

اعتلت السعادة وجه لورا وقالت بإفتخار :
أنتِ أقوى من على الأرض فى التاريخ!

ضحكت سلمى وبدأت فى إكمال ما تبقى من طعامها ثم قامت لتُدخل الأطباق الى المطبخ وهى تقول أنها ستنام.

-حسنًا..وأنا أيضًا مازلت أشعر بالنعاس والرغبة فى النوم تُصبحين على خير.

قالت جملتها وهى تتثائب بكسل فابتسمت سلمى وقالت:
-أحلام سعيدة!
----------------------------------------------------------
لامست أشعة الشمس الذهبية بشرتها البيضاء ففتحت عينيها العسلتيين بتكاسل وهى تأخذ شهيقًا عميقًا وقد استعادت الكم الهائل من الحزن الذي انتابها فى اليومين السابقيين من جديد!

The Black Dress In December.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن