-إنه نفس الحلم!
نظر لها طاهر بعدمِ فهمٍ بينما كانت واقفة مُخفِضةً رأسِها و هي تلتقط أنفاسَها بصعوبةٍ.
مد يده ليمسك كتفَها بيدٍ و ذراعَها بالأخرى و أدخلها ليُجلسها على الأريكةِ و عاد ليُغلق البابَ و هو ينظر إليها خائفًا وهى ترتعشُ و تنتفض بخوفٍ.
اتجه سريعًا إلى غرفتِه و لم يتأخر حتى خرج لها و هو يتنهد بقوةٍ فى الطريقِ ليُخفي خوفَه حتى استطاع أن يبتسم فمدَّ لها المنشفةَ قائلًا:
-تفضلي.
نظرت له فهدأ قلبَها قليلًا و قد لاحظت إبتسامتَهُ المُطمئنة.
إلتقطتها منه بيدٍ مُرتعشةٍ و همّت لتمسح شعرَها فسقطت المنشفةَ على الأرضِ دون إرادةٍ منها؛
أحست بإحراجٍ و أوجعها قلبَها فظلا ينظران لبعضِهما و هو يُحاول السيطرة على رداتِ فعلِه.
لاحظ دمعةً تلمعُ فى عينيها بالضوءِ الخافتِ فجثى ليلتقط المنشفة و جلس أمامها قائلًا بإبتسامةٍ:
-اترُكي لى تلك المُهمة.
نشف شعرَها ثم ملابسَها و ذراعيها و هى جالسة تنظر إلى اللاشئ أمامها فى هدوءٍ تامٍ.
كاد أن يصل إلى وجهِها فرأى دموعَها تتساقط دون أى تدخلٍ منها.-حبيبتي..هل تبكين؟
"قالها بقلقٍ و هو يشعر بغصةٍ فى حلقِه"
هزت لورا رأسها بالنفي و نظرت له بحزنٍ فاحتضن وجهَها بكفيه و اقترب منها قائلًا:
-لا تقلقي.. كل شئ سيكون بخيرٍ.
قبل جبهتَها بحنانٍ و قام و هو يُشير لها بسبابتِه لتنتظره.
دخل الغرفةَ بخوفٍ و فتح الدولابَ ليُجلب لها منامةً رجالية.
فخرج و هو يحملها مُطبقةً بإتقانٍ و قال بلوعةٍ:
-ملابسُكِ مُبللةٌ للغاية و سيُصيبك هذا بالبردِ فرجاءًا تفضلي تلك و ارتديها حتى تجف ملابسَكِ.
هزت لورا رأسَها و قامت ببطءٍ و هى تتشنج و ما استطاعت أن تمشي خطوتين حتى سقطت مُستندةً على الأريكةِ بكفِها فحماها هذا قليلًا.-لورا،
هل أنتِ بخيرٍ؟
قالها بفزعٍ و قد قفز ليجلس أمامها بقلبٍ مُرتجفٍٍ.
هزت رأسَها و هى تحاول الوقوفَ و قالت بلسانٍ ثقيلٍ:
-أنا بخير،
لا تقلق عليّ طاهر.. كل ما فى الأمرِ أن مروري بضغطٍ عصبيٍ يجعلني أفقد السيطرةَ على أعصابي و جسدي.. حتى عضلات وجهي و كما ترى أتحدثُ بصعوبةٍ.
-حسنًا،
اهدئي.. تنفسي بعمقٍ.
شهيق و احبسيه قليلًا ثم زفير قوى من الفمِ..
هيا نُجرب!
قالها طاهر و هو يُمثل لها ذلك و يُنفذه معها و ظلا هكذا طويلًا حتى شعر أنها هدأت فقال بعد فترةٍ و هو يُراقب معالمَ وجهِها بتركيزٍ:
-هل أنتِ بخيرٍ الآن؟
أمائت له و قالت:
-أحسن من ذي قبلٍ،
لكن هلا ساعدتني فى الوقوفِ؟
قام و هو يجذبها له لتقوم فوضع ذراعَها على كتفِيه و بذراعِه قبض على خصرِها بقوةٍ و بالأخر يُمسك المنامة المُطبقة.
ظلا يسيران سويًا ببطءٍ حتى وصلا للحمامِ فوضع لها المنامة بالداخلِ و جعلها تدخل و أغلق البابَ خلفها و عاد هو للصالةِ ليجلس على الأريكةِ و هو يتنهد بحزنٍ على حالِها.
غيرت ملابسَها بصعوبةٍ فأخدت وقتًا ليس بالقليلِ.
ربطت شعرَها للخلفِ و خرجت مُرتدية المنامةِ لتجده يجلس على الأريكةِ غارقًا فى تفكيرِه حتى أنه لم يسمع خطواتِها ولا صوتَ فتحِ البابِ.
ظلت تسيرُ بهدوءٍ و هى تنتظر إلتفاتةٍ منه لكنه لم يلحظها فجلست بجوارِه و ربطت على ظهرِه قائلةً بهدوءٍ:
-هل كل شئ على ما يُرام؟