رنَّ هاتف لورا فاستيقظت بتعبٍ و التقطته و هى تعتدل فى جلستِها و ردت على المكالمةِ قائلة بنبرةِ ناعسةٍ:
-صباح الخير طاهر
سكت لثوانٍ و هى تستمع رده فقالت:
-هل ذهبت إلى العملِ؟
رد بإبتسامةٍ شعرت بها فى نبرتِه:
-نعم ذهبت،
و أنا حاليًا فى إستراحةٍ.صمت لثوانٍ قبل أن يكون بنبرةٍ حماسيةٍ:
-ما رأيك فى زياره لطيفةٍ اليوم؟- حسنًا و لكن لمن؟
صديقة أمى تحدثت معي منذ فترةٍ و طلبت منى أن تراني نظرًا لكونِنا لم نتقابل منذ أن كنتُ فى الثالثةِ عشر من عُمري!
"رد بسرعةٍ"
ردت بنبرة ناعسه و هى تضع يدها على جبهتِها:
-حسنًا ،متى ستأتي لتقلنى؟ضحك قائلًا و هى يستعيد شغفَه:
-خلالِ ساعتين!
ودعت لورا طاهر و أغلقت الخط.
قامت من على سريرِها و ظلت تتثائب
اتجهت إلى الحمامِ و أحذت حمامًا سريعًا و خرجت و هى ملفوفة بالمنشفةِ و وقفت أمام الدولابِ تختار من ملابسِها التى يسود أغلبها اللون الأسود.
أخرجت فستانًا أسود اللون منقوشًا بأزهارٍ متناثرةٍ.
جففت شعرَها و ارتدته ثم ذهبت لوضعِ أحمر الشفاة الوردي المُفضل لها و رفعت رموشَها بالماسكرا و سرحت شعرَها بتسريحتِها المُعتادة التى توحي لك بأنها تواكب الموضة بالرغمِ من كونِها من السبعينيات.
لم تنتظر كثيرًا حتى اتصل بها طاهر مُخبرًا إياها أنه تحت المنزلِ.
نزلت له فوجدته مُنتظرًا إياها مُبتسمًا أمام بوابةِ المنزلِ..
تحركت له حتى وصلت و فتحت بابَ السيارةِ و جلست بجوارِه،
ظل طاهر ينظر إليها مُتفحصًا إياها و عيناه لامعتان حتى إحمرت خجلًا و أشاحت بوجهِها عنه.
اتسعت إبتسامتُه وهو يشغلّ المحرك و بدأت السيارة فى الحركةِ حتى توقفت بعد دقائقِ.
-هل تمزح؟
إنه منزلك.. هل ستكون زياره صديقه والدتك فى المنزلِك؟ضحك طاهر قائلًا:
-أودُّ تغيير ملابسي و تسريحة شعري و بعدها سنذهب لها، و فى الحقيقةِ يعجبني ذوقك كثيرًا؛
أنتِ من سيختار ملابسي.
ابتسمت لورا له و فتحت بابَ السيارةِ و خرجت منها فركنّ هو السيارةَ و خرج هو الآخر ليسبقها و يفتح البابَ.
أشار لها لتدخل أولًا فدخلت و هى تُعيد خصلتها التى سقطت على وجهِها خلف أذنها و ولعت الأنوارَ.
ثم إلتفتت لطاهر قائلةً:
-إذهب أنت لتستحم كى لا نتأخر.
أماء لها طاهر بالموافقةِ و دخل هو الحمامَ بينما أغلقت هى بابَ المنزلِ و دخلت إلى غرفتِه.
فتحت الدولابَ الكبيرَ و اندهشت من كثرةِ زجاجات العطورِ و الملابسِ و الإكسسوارات الأنيقة.-ماذا يفعل بكلِ تلك العطورِ؟
"سألت نفسَها بدهشةٍ"
رفعت كتفيها بعدمِ فهمٍ و بدأت فى إختيارِ الملابسِ.
أخرجت قميصًا أسودًا و بنطالًا من الچينزِ و ساعةً فخمةً و بدأت فى تجربةِ زجاجات العطور حتى تختار له واحدةً...دُهِشت من ذوقِه و احتارت ماذا تختار من فرطِ جمال جميعهن!
سمعت صوتَ بابِ الحمامِ يُفتح فوجدت طاهر يدخل الغرفةَ مُرتديًا بيچامةٍ فوضعت يدها فى خصرِها و قالت بمُزاح:
-لِمَ هذا الكم من العطورِ؟
ضحك طاهر و قال و هو يغرز أصابعه فى شعرِه المُبلل:
-أعشق العطورَ،
أذهب إلى فرنسا من فترةٍ لأُخرى لجمعِ العطور و لا أُحب أن يلمسهم أحدًا حتى!
خافت لورا و ظلت تفرك يدها لتُضيع آثر العطور التى وضعتها للتوِ عليها
فضحك طاهر قائلًا:
-أنتِ الشخص الوحيد الذي يستطيع العبث بكلِ ما يخصني..
التقط زجاجة سريعًا و هى يقترب منها ورشّ منها عليها و أكمل:
-حتى قلبي.