قطع رنين هاتف لورا صوتَ إرتطامِ الأطباقِ و اندفاع المياه من الصنبورِ فنشفت يديها و التقطت الهاتف لتُجيب بفرحةٍ.
-فى الحقيقةِ.. تلك المنامة الخاصة بوالدِكِ مُريحة للغاية!
ابتسمت و ردت قبلما تُقهقه عاليًا:
-هل ذهبت بها إلى العملِ؟-كنتُ أتمنى ذلك.. لكنهم من البدايةِ فرضوا عليّ ارتداء البدلة السوداء اللعينة تلك يوميًا!
"رد بحنقٍ"-هل اتصلت بي و قطعتني عن عملِى و وقفت عملك لتُخبرني أن منامة أبي مُريحة؟
صمت لثوانٍ ثم قال بتفكيرٍ:
-لا،
لكننى أردتُ أن أتحدث معكِ وليس لدى ما أقوله فوجدتُ الفرصة أمامى سانحة!
و بالحقِ كيف حال حيوانك الأليف هذا؟-تقصد "كوكو"؟
"ردت لورا بسعادةٍ"-ماذا؟..هل لقبيته ب"كوكو"؟
"رد بنبرةٍ طفوليةٍ"-نعم، هل أعجبك؟
رد بدونِ تفكيرٍ: بالطبعِ!
-هل يمكنك المجئ لتجلس معى قليلًا بعد العملِ.. طاهر؟
"سألته لورا بتوترٍ"-أكيد لورا.. ولكن ما بكِ؟
هل حدث شئ أو أصابكِ مكروه؟
"رد طاهر بقلقٍ"-لا لا.. لا تقلق طاهر و لكن رجاءًا لا تتأخر.
"ردت سريعًا لتُهدئه"
قفلت الخط سريعًا بعدما ودعته و ذهبت لتُطفئ النار كي لا يحترق الطعامُ.
------------------------------------------------------------
خرجت من المطبخِ مُمسكة بطبقٍ من اللحمِ و الخبزِ و وضعتهم أمام الجروِ و جلست على الأريكةِ تنتظر طاهر على أحرِ من الجمرِ.
مرت حوالى ساعة حتى سمعت لورا صوتَ طرقٍ على البابِ.
قامت لتفتح فوجدته طاهر كما توقعت،
لم تُحييه أو حتى تتركه يلتقط نفسَه فأمسكت بكفِه و خرجت من المنزلِ مُتجهةً معه إلى البابِ الخلفي.
تركت يدَه و لم تكترث لنظراتِه المندهشةِ فجثت على ركبتيها و أبعدت الأزهارَ و الأعشابَ عن البابِِ و فتحت الباب الذي يخبي خلفه غرفة تحت الأرض.
تحولت ملامح طاهر إلى ملامحٍ مُندهشةٍ فنظرت له لورا قائلةً بإبتسامةٍ:
-سأُوريك السر.
نزلت لورا و أشارت لطاهر بأن ينزل معها فنزل دون أن يناقشها.. بهدوءٍ.-يا إلهى ما هذا المكان؟
"سأل طاهر و هى يسعل و ينفض الأتربة عن ملابسِه"-اغمض عينيك.
"قالتها لورا بحماسٍ"-لورا أنا بالفعلِ لا أرى!
"رد طاهر بحنقٍ"-أغمض عينيك و سأُضئ أنا الأنوار أيها الغبي!
"ردت سريعًا و هى تعقد حاجبيها"-حسنًا.. و شكرًا!
"قالها طاهر و هو يتقنص الغضب ثم و ضع يديه على عينيه"فتحت لورا الأنوارَ و قالت لطاهر بإبتسامةٍ:
-و الآن إفتحها.
ما رأيك؟
-غرفةٌ مليئةٌ بالترابِ و الستائر البيضاء التى تُخبئ أشياءًا عديدةً أسفلها!
"رد طاهر و هو يلاف حول نفسِه ليتفحث الغرفةَ"